روحانى "يكفر" بعصمة الأئمة.. الرئيس الإيرانى يواجه خطر العزل لسبه المهدى المنتظر.. البرلمان يجتمع لبحث "الهرطقة" الرئاسية.. روحانى: لو ظهر المهدى سأنتقده.. ونواب يطالبون بحساب عسير لـ"المعتدل"

السبت، 20 يناير 2018 07:00 ص
روحانى "يكفر" بعصمة الأئمة.. الرئيس الإيرانى يواجه خطر العزل لسبه المهدى المنتظر.. البرلمان يجتمع لبحث "الهرطقة" الرئاسية.. روحانى: لو ظهر المهدى سأنتقده.. ونواب يطالبون بحساب عسير لـ"المعتدل" الرئيس الإيرانى حسن روحانى
كتب: محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن يتوقع أكثر الكارهين لحسن روحانى أن يواجه هذا المصير المحتمل، على خلفية ما يوصف بأنه "كفره" بمبادئ الجمهورية الإيرانية الإسلامية القائمة فى الأساس على المذهب الشيعى الإثنى عشرى، إذ خرق الرئيس المعتدل تعالم الدولة وتعاليم مذهبه، وانقلب على "عصمة" المهدى المنتظر المقدس لدى الشيعة فى إيران.

 

انتقاد المهدى المنتظر

وفى حديث له لم تشر إليه وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، قال الرئيس حسن روحانى: "يمكن انتقاد الجميع، ولا يوجد مسئول فى البلاد خارج إطار النقد، ونحن فى بلد لا يوجد فيه معصوم، وحتى إذا ظهر الإمام المهدى، فإنه يمكن انتقاده فى ذلك الوقت أيضا".

 

 

بعدها واجه حسن روحانى تسونامى سياسى ودينى فى البلاد وقال المرجع الشيعى آية الله العظمى، مكارم الشيرازى: "إن روحانى تعدى الخطوط الحمراء، وبصرف النظر عن محتوى ما قاله، فإن الأئمة والرموز الشيعة لا يمكن أن يكونوا محل تصريحات سياسية".

 

أما آية الله "حسين نورى الهمدانى" فتحدث عن تصريحات روحانى حول الإمام المهدي، قائلًا: "يمكننا سؤال الأئمة، لكن لا يمكن انتقادهم، ولا معنى لانتقادهم"، داعيا الرئيس الإيرانى الذى واجه مظاهرات ثورية فى الأسابيع الأخيرة على خلفية إخفاقاته الاقتصادية والسياسية بالاهتمام بالشؤون السياسية والعمل على حل الأزمات الاقتصادية، بدلا من التحدث فى أمور فقهية معقدة.

 

روحانى رجل جاهل

بينما وصف آية الله مهدى شب زادة، الرئيس حسن روحانى بعد هذه التصريحات بأنه "رجل جاهل وأمى ولا يفقه شيئا"، معتقدا أن "حديث الرئيس يشجع على التطاول على المقدسات والأئمة المعصومين.

 

 

ونشر آیة الله سید محمد رضا مدرسی یزدی، بيانا مطولا من خلال موقع جامعة المدسين التى تضم أكبر مراجع الحوزة العلمية فى قم، قال فيه إن انتقاد الائمة المعصومين بمثابة "هباء منثور"، واستغفر له فى نهاية البيان وأورد الآية القرانية الكريمة: "اللّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِما فَعَلَ‏ السُّفَهاءُ مِنَّا"، ما يشير إلى أن يزدى يعتبر روحانى سفيها لا يصلح لقيادة أمور البلاد.

 

إلى ذلك يجتمع البرلمان الإيرانى لبحث ما قاله حسن روحانى بعد أن وجه 24 نائبا فى البرلمان الإيرانى إخطارا إلى الرئيس بشأن تصريحاته الأخيرة تلك التى وصفوها بأنها ميكافيلية.

 

ونقل موقع "الصفحة الرئيسية الإيرانية" الإيرانى عن عدد من النواب قولهم إن ختام الجلسة العلنية للبرلمان الأيرانى يوم الثلاثاء، شهد تقديم عدد من النواب إخطارا إلى الرئيس روحانى.

 

احتمالات عزل روحانى

وقال رئيس اللجنة الثقافية البرلمانية، أحمد سالك، إنه ومعه 23 نائبا آخر قدموا إخطارا إلى الرئيس روحانى، أعلنوا فيه أنه فى الظروف الراهنة التى يسود فيها الركود الاقتصادى، فان عليكم اتخاذ إجراءات جادة لحل مشاكل المياه والبطالة والإنتاج الوطنى والفقر، والتصدى لإجراءات الحظر الأمريكية الأخيرة فى إطار الاتفاق النووى، لا أن تقوم بنقد الأئمة المعصومين.

 

وأضاف نواب البرلمان الإيرانى: "نطلب التخلى عن البرامج الميكافيلية، وصرف الأنظار عن القضايا الرئيسية والتلاعب بمعتقدات الشعب، وأنت تعلم جيدا أن ثورتنا الإسلامية قائمة على أساس العقائد الإسلامية والقرآنية وأهل البيت".

 

وبعد هذا البيان ليس من المستبعد أن يطالب النواب بعزل الرئيس لما يوصف بـ"كفره" بعصمة الأئمة، و"هرطقته" خاصة بعد أن وجه الانتقادات عددا من كبار آيات الله "العظام" بجامعة المدرسين التى تعد المجلس الأعلى للفقه الشيعى بإيران.

 

وقبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى جرت فى 19 مايو 2017م، رأت صحيفة كيهان اليومية المعبرة عن توجهات المرشد الأعلى خامنئى، أن انتخاب حسن روحانى لدورة رئاسية ثانية "سيؤخر ظهور المهدى المنتظر"، وهو سياق يشير إلى أن الولاية الرئاسية لحسن روحانى ستشهد جورا وظلما بحق الناس، ما أدخل حسن روحانى فى حالة عداء مع المهدى المنتظر وفقا للتيار المحافظ فى البلاد.

 

 

والمهدى المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية هو الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكرى، آخر أئمتهم الذى قيل إنه ولد فى سامراء عام 255هـ، ويعتقدون أنه لا يزال حيا يعيش فى الغيبة الكبرى بعد انقطاع أخباره التى كانت ترد إلى شيعته أثناء غيبته الصغرى عن طريق سفرائه الأربعة، يلقبه الشيعة بالمهدى وصاحب الزمان والحجة ابن الحسن، ويعتقد الشيعة أن الأئمة الاثنى عشر كلهم معصومون يمكن الاستفسار منهم عن شؤون الحياة والدنيا والآخرة، لكن لا يمكن انتقادهم، ومن ينتقدهم يكون بمثابة "كافر" بالمذهب القائم فى بلاد فارس منذ أكثر من 500 عام.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة