دنست أقدام جنود أردوغان، منطقة عفرين السورية الواقعة شمال غرب محافظة حلب، والتى تعد بمثابة أول منطقة اختبر فيها الأكراد الحكم الذاتى بعد اندلاع النزاع ثم انسحاب قوات النظام السورى منها فى العام 2012.
وتقع على تماس مع منطقة أعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة من جهة الشرق، وتُعرف بكروم زيتونها المنتشرة على مد النظر، ولها منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب التى تبعد ستين كيلومتراً عنها، يمر عبر بلدتى نبل والزهراء الواقعتين تحت سيطرة الجيش السورى.
علم تركيا
وبدأت الجيش التركى اليوم السبت الموافق 2018، هجوم عسكرى على المنطقة يستهدف المقاتلين الأكراد، فى خطوة من شأنها أن تهدد مصير أكثر من مليون شخص يتوزعون على عشرات البلدات والقرى فيها.
وفى أولى خطواته الاستفزازية، رفع الجيش التركى، علم بلاده على الأراضى السورية فى منطقة عفرين، وبدء بقصف أهدافاً عسكرية للقوات الكردية جوًا وبرًا.
ودخل مقاتلون موالون لتركيا، المدينة، وأكد رئيس الوزراء التركى بن على يلديريم فى خطاب متلفز: "قواتنا المسلحة بدأت عملية جوية للقضاء على عناصر" وحدات حماية الشعب الكردية".
قصف تركي
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان: "عملية عفرين بدأت عمليا على الأرض، ومنبج ستكون التالية" فى إشارة إلى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الأكراد.
ومنذ اندلاع النزاع فى سوريا عام 2011، اتخذ الأكراد فى عفرين وبقية المناطق التى يتواجدون فيها فى شمال وشمال شرق سوريا موقفاً محايداً من النزاع، عرضهم لانتقادات حادة من قبل المعارضة التى تأخذ عليهم عدم تصديهم لقوات النظام.
ومنذ 2012، باتت عفرين تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، الذين يقدر عددهم حالياً بـ 5 آلاف، وسمح غياب النظام المبكر عن عفرين للأكراد بتجربة الحكم الذاتى لأول مرة، فأنعشوا لغتهم التى كان يمنع عليهم التحدث بها وأسسوا المراكز التربوية والثقافية الكردية، كما شكلوا مجالس محلية وبلدية خاصة.
قصف تركيا
ومع توسع مناطق سيطرتهم تدريجياً فى شمال وشمال شرق سوريا، شكلت عفرين إحدى مناطق الادارة الذاتية الثلاث، ثم أحد أقاليم النظام الفدرالى الذى أعلنوه فى مارس 2016 ويضم كذلك الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب واخرى من محافظة الرقة).
وتعتبر منطقة عفرين زراعية بامتياز، إذ تكسوها أشجار الزيتون بشكل رئيسي، وتعرف بزيتها الصافى وصابونها الذى يعد من أجود أنواع الصابون الحلبى الذائع الصيت.
ويطلق على عفرين تسمية جبل الأكراد، نظراً لطبيعتها الجبلية التى مكنت المقاتلين الأكراد من تحصينها وحفر الخنادق لاعاقة الوصول اليها من المناطق القريبة تحت سيطرة الفصائل لا سيما أعزاز الواقعة فى منطقة سهلية.
المقاتلات التركية
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، فى بيان، أن عملية عفرين بدأت اعتبارا من الساعة الخامسة (14:00 ت.ج) تحت اسم "عملية غصن الزيتون".
وأكد أن العملية "تجرى فى إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه فى المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضى السورية".
وأوقعت المعارك فى محيط عفرين خلال السنوات الماضية مئات القتلى من الفصائل والأكراد، كما سقط ضحايا مدنيون جراء القذائف الصاروخية والمدفعية.
ومن جانبها أدانت سوريا بشدة "العدوان التركى الغاشم على مدينة عفرين مطالبة المجتمع الدولى بإدانته واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فوراً".
قوات كردية
وقال مصدر رسمى فى وزارة الخارجية والمغتربين فى تصريح لوكالة الأنباء السورية "سانا" اليوم السبت، إن "الجمهورية العربية السورية تدين بشدة العدوان التركى الغاشم على مدينة عفرين التى هى جزء لا يتجزأ من الأراضى السورية"، مؤكدة أن هذا العدوان يمثل الخطوة الأحدث فى الاعتداءات التركية على السيادة السورية.
وأضاف المصدر أن "سورية تنفى جملة وتفصيلا إدعاءات النظام التركى بإبلاغها بهذه العملية العسكرية التى هى جزء من مسلسل الأكاذيب التى اعتدنا عليها من النظام التركي".
واختتم المصدر تصريحه بالقول إن "سورية تطالب المجتمع الدولى بإدانة هذا العدوان التركى واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فورا".
بشار الأسد
ومن جانبها قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن الضربات الجوية التركية على عفرين السورية لم تترك لها من خيار سوى المقاومة مضيفة أن أنقرة ضربت أحياء يقطنها مدنيون.
وحثت الوحدات الرجال والنساء فى شمال سوريا على الانضمام إليها لحماية عفرين، وذكرت أنها ستقف فى وجه هذا الهجوم مثلما وقفت فى هجمات سابقة ضد قرى ومدن أخرى.
وأعلنت الوحدات "النفير العام من أجل مساندة عفرين وناشدت شعوب روج آفا وعموم الشعب الكردستانى وكافة الأطراف الديمقراطية المشاركة فى النفير العام من أجل عفرين والوقوف فى وجه الهجمات التركية".
وفتحت تركيا جبهة جديدة فى الحرب السورية اليوم السبت بقصف عفرين مما يشير لاحتمال تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن.
قوات كردية
فى السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن عسكريين روس غادروا منطقة عفرين فى شمال سوريا حيث يشن الجيش التركى هجوما بريا وجويا على مقاتلين أكراد.
وقالت الوزارة فى بيان إن "قيادة القوات الروسية فى سوريا اتخذت تدابير تهدف إلى ضمان أمن الجنود الروس الذين كانوا منتشرين فى منطقة عفرين" مضيفة" أنه "تم سحب" هذه القوات نحو منطقة خفض التوتر فى تل رفعت.
وأوضحت أنه تم اتخاذ هذه التدابير "لمنع استفزازات محتملة وجعل حياة العسكريين الروس وصحتهم فى منأى من اى تهديد".
وأورد الجيش الروسى أن منطقة خفض التوتر أعلنت فى تل رفعت "لمنع الاستفزازات واحتمال اندلاع مواجهات بين وحدات الجيش السورى الحر والمقاتلين الأكراد".
كما، اتهم الجيش الروسى الولايات المتحدة بأنها "تسببت برد بالغ السلبية من جانب أنقرة" عبر "تزويدها" المقاتلين الأكراد "أسلحة فى شكل كبير".
ومن جهتها قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن الضربات الجوية التركية على عفرين السورية لم تترك لها من خيار سوى المقاومة مضيفة أن أنقرة ضربت أحياء يقطنها مدنيون.
مقاتلين أكراد
وحثت الوحدات الرجال والنساء فى شمال سوريا على الانضمام إليها لحماية عفرين، وذكرت أنها ستقف فى وجه هذا الهجوم مثلما وقفت فى هجمات سابقة ضد قرى ومدن أخرى.
وأعلنت الوحدات "النفير العام من أجل مساندة عفرين وناشدت شعوب روج آفا وعموم الشعب الكردستانى وكافة الأطراف الديمقراطية المشاركة فى النفير العام من أجل عفرين والوقوف فى وجه الهجمات التركية".
وفتحت تركيا جبهة جديدة فى الحرب السورية اليوم السبت بقصف عفرين مما يشير لاحتمال تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة