بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تبدو عازمة الآن وأكثر من أى وقت مضى، على إدراج بند يتعلق بمنع إجراء التجارب الصاروخية الباليستية الإيرانية، ضمن ملاحق الاتفاق النووى، وظهر ذلك من خلال موقفى البيت الأبيض والكونجرس، إلا إن إيران لا تزال متشبثة بعدم التفاوض حول المسألة من الأساس.
وفى حوار مع إذاعة طهران تم بثه يوم الاثنين، وردًا على سؤال بشأن تقييمه لتصريحات وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان قبيل زيارته المرتقبة إلى طهران، من أنه سيجرى محادثات بشأن الصواريخ الإيرانية وأيضًا تصريحاته حول النفوذ الإيراني ودعم الحوثيين في اليمن، قال عراقجى: "إننا لم ولا ولن نتفاوض مع أى دولة بشأن القضايا الصاروخية، حتى إننا حاليا لا نجرى حاليا مفاوضات مع أى جهة بشأن المواضيع الإقليمية".
وأضاف عراقجى، وفق ما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية أنه إذا كانت المفاوضات بمعنى إجراء المحادثات والمشاورات، فهذا موضوع آخر، وعادة ما تستخدم كلمة المفاوضات بالخطأ فى المحادثات، وإذا كانت المفاوضات بمعنى المحادثات الجادة من أجل التوصل إلى نتيجة، فمن المؤكد أننا ليس لدينا محادثات مع أى أحد، وليست مدرجة على جدول أعمالنا.
وتابع: "إذا كان المقصود من المفاوضات، هو المشاورات السياسية الروتينية التى تجريها الدول فى اللقاءات بين مسئوليها ويتداولون خلالها القضايا ذات الرغبة أو هواجسهم فيما يرد الطرف المقابل حسب صلاحياته، فإن المشاورات السياسية جارية دومًا بيننا وبين جميع الدول بشأن شتى المواضيع، وهذا هو من صلب مهام وزارة الخارجية".
من جهته وفى السياق ذاته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى أن طهران لم ولن تتفاوض حول قدراتها الصاروخية والدفاعية مع أى دولة كانت.
ونشرت وزارة الخارجية الإيرانية من خلال موقعها الرسمى على الإنترنت وقائع ما جرى فى المؤتمر الصحفى الأسبوعى اليوم الاثنين الذى قال فيه قاسمى تعليقًا على تصريح وزير الخارجية الفرنسى بأنه تم التباحث مع إيران حول صناعة الصواريخ: "إننا لم ولن تكون لنا مفاوضات حول قدراتنا الصاروخية والدفاعية مع أى دولة كانت وهذا الأمر يعتبر خطًا أحمر بالنسبة لنا وإن موقف البلاد منه واضح تمامًا".
وبشأن جدول أعمال زيارة وزير الخارجية الفرنسى إلى طهران قال قاسمى "إن جدول الأعمال لم يتحدد حتى الآن ولكن المسلّم به أنه سيتم بحث عدد من القضايا الثنائية والسياسية والاقتصادية".
وأوضح قوله: "إن بحث القضايا الإقليمية والدولية أمر طبيعى فى الشأن الدبلوماسى فى أى محادثات سياسية وسيتم بحث تطورات اليوم فيها والإعلان عن ذلك بعد الزيارة".
وقال إنه من الممكن تبادل وجهات النظر والتشاور حول بعض القضايا الإقليمية والعالمية مع جميع الدول التى لنا علاقات معها ولكن لا يعنى ذلك التفاوض، وأن لنا خطوطنا الحمراء ولا نسمح للآخرين بالتدخل فى مجالات لا تعنيهم.
ويبدو واضحًا أن هناك حقيقتين فى هذه التصريحات الإيرانية الرسمية المتزامنة، أولاً: أن الفرنسيين جادون بالفعل فى الانضمام إلى المحور الأمريكى المصر على إدراج التجارب الصاروخية الباليستية ضمن ملاحق خطة العمل الشاملة المشتكرة، وثانيًا: أن هناك محادثات سرية تجرى بين إيران والأوروبيين بهذا الخصوص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة