أصرت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، على أنها لا تدير ظهرها للعالم فى وقت يستعد الرئيس دونالد ترامب للترويج لشعاره "أمريكا أولا" أمام المجتمع الدولى المشكك فى دافوس.
وسيتناوب القادة الأوروبيون بمن فيهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل الصعود على منصة المنتدى الاقتصادى العالمى فى وقت لاحق الأربعاء قبيل وصول ترامب، للدفاع عن النظام العالمى الليبرالى الذى هاجمه الرئيس الأمريكى على مدى عام.
وسيختتم ترامب المدافع عن الحمائية والذى أغضب الصين وكوريا الجنوبية مؤخرا بفرضه رسوما جمركية جديدة على الألواح الشمسية والغسالات كبيرة الحجم، القمة السنوية بخطاب الجمعة، وأفاد كبار المسؤولين الأمريكيين أن زيارته تهدف إلى الدفاع عن المصالح الأمريكية مع الترويج فى نفس الوقت للشراكات الدولية.
وقال وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين للصحفيين خلال اجتماع رؤساء الحكومات وكبار رجال الأعمال والناشطين والمشاهير "أميركا أولا تعنى العمل مع باقى العالم"، وأضاف أن شعار سيد البيت الأبيض "يعنى فقط أن الرئيس ترامب يدافع عن المصالح الأمريكى كما يفعل أى زعيم آخر".
ودافع كذلك وزير التجارة الأمريكى ويلبر روس بشدة عن الرسوم الجمركية التى أعلنها الاثنين مؤكدا أنه لا يمكن لواشنطن أن تتوانى عن اتخاذ اجراءات بحق الدول التى تخالف القواعد، وقال روس "الحروب التجارية تخاض كل يوم وللأسف، فى كل يوم هناك جهات متعددة تنتهك القواعد وتحاول الاستغلال بشكل غير عادل".
وفى حين تعد الرسوم لعنة بالنسبة لنخبة عالم الأعمال فى دافوس، رحبت وفود عدة بإصلاحات ترامب الضريبية المثيرة للجدل والتى خفضت معدل الضرائب على الشركات فى الولايات المتحدة إلى 21%، وهى نسبة أقل بكثير من المعتمد فى كثير من الدول الأوروبية.
وفيما يصل ترامب دافوس بعقلية الرئيس المروج لمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية، فإن ماكرون عازم بنفس الدرجة على الدفاع عن نظام عالمى تشكله قواعد متفق عليها بشكل متبادل والتأكيد على المساواة بين الجنسين، خلافا لسجل نظيره الأميركى المثير للجدل بشأن النساء.
ويصل ماكرون إلى منتجع الرياضات الشتوية السويسرى بعد مخاطبة نحو 140 من كبار قادة الأعمال الاثنين فى قصر فرساى الاثنين فى إطار مساعيه لتحقيق "نهضة" فى الأعمال التجارية فى فرنسا والعالم. ويحضر العديد من هؤلاء القادة منتدى دافوس كذلك.
من جهتها، تحتاج المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى تسوية مشاكلها المتعلقة بقيادتها فى الداخل قبل رفع لواء وقيادة مقاومة ترامب الذى سيحضر المنتدى الاقتصادى العالمى الجمعة.
وتأخرت ميركل فى تأكيد حضورها حيث كان عليها أن تجد حيزاً فى خضم الجهود الجارية فى بلادها لتشكيل حكومة جديدة بعدما خُذلت فى انتخابات جرت فى سبتمبر، وقال رئيس شركة علاقات عامة بارز يدعى ريتشارد ايدلمان لوكالة فرانس برس "ليس لدى ميركل حكومة بعد. ماكرون هو محط الأنظار".
وكتبت صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية، أن ميركل تذهب إلى دافوس بيدين "مكبلتين"، ورأت الصحيفة أن المستشارة النافذة ستضطر إلى "البقاء فى ظل ماكرون وترامب".
وسيهيمن الأوروبيون على الساحة فى دافوس بعدما أعلنت الهند وكندا عن مواقف رافضة لسياسة ترامب الحمائية الثلاثاء، واحتفى رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو بإعلان اتفاق تجارة جديد لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ انضوت فيه 11 دولة لاستبدال ذاك الذى انسحب منه ترامب العام الماضي.
وسيتحدث عدد آخر من قادة الاتحاد الأوروبى الأربعاء، فى بداية عام يتوقع أن يكون مضطربا بالنسبة للقارة، وسيلقى رئيس الوزراء الايطالى باولو جنتيلونى خطابا قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات العامة فى بلاده.
وأما رئيس الوزراء اليونانى اليسارى ألكسيس تسيبراس الذى تسعى بلاده إلى النهوض من برنامج الانقاذ الدولى إثر أزمتها المالية، فسينضم إلى جلسة نقاش تتناول "إعادة الاستقرار إلى منطقة المتوسط".
وسيتحدث كذلك ملك اسبانيا فيليبى السادس، الذى يواجه أزمة سياسية ترتبط بالمطالبة باستقلال إقليم كاتالونيا، وستنتظر الوفود حتى يوم الخميس للاستماع إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى التى تواجه أسئلة بشأن مستقبل علاقات لندن التجارية فى وقت تستعد إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وأكد وزير التجارة الدولية البريطانى ليام فوكس أن اجتماعات دافوس هى الفرصة المثالية من أجل عرض وجهة نظر لندن، وقال لوكالة فرانس برس "هناك رغبة قوية للقيام بأعمال تجارية فى بريطانيا، فمن لا يريد الوصول إلى خامس أكبر اقتصاد فى العالم؟"
ولم يقف تحدى ترامب عند النخب المجتمعة فى دافوس حيث احتشد أكثر من ألف متظاهر فى وسط زوريخ احتجاجا على زيارة الرئيس الأمريكى وهتف المتظاهرون "ترامب غير مرحب به" و"سويسرا تستضيف نازيين"، وفقا لما أفاد مراسل وكالة فرانس برس، وانضم إلى التظاهرة ناشطون ضد العولمة ومدافعون عن البيئة إضافة إلى اعضاء منظمات كردية وفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة