قدم العديد من ضباط الشرطة أرواحهم فداء للوطن، والذى سطرت حياتهم بطولات وتفانى فى العمل، من بينهم العقيد محمد عيد عبد السلام وكيل مباحث الأمن الوطنى بالشرقية، والذى استشهد فى فبراير عام 2014، على يد الجماعات التكفيرية له، بعدما وجها لهم ضربات قاسمة أفشلت مخططات استهدفت تخريب البلاد عقب ثورة 30 يونيو.
العقيد محمد عيد كان واحدا من أقدم الضابط الذين عملوا فى فرع مباحث أمن الدولة بالشرقية، آنذاك، وعقب ثورة 25 يناير وأعقبها من تغيرات فى قيادات بالجهاز، ظل العقيد فى منصبة كواحد من الضباط الذين يتمتعون بالسمعة الطيبة والدقة فى العمل، فضلا عن خبراته الواسعة فى ملف الجماعات.
وفى عام 2012 كلف الشهيد بعمليات تأمين أسرة ومنزل الرئيس المعزول محمد مرسى، كان على تواصل مباشر مع قيادات جماعة الإخوان، التى تولت الحكم وقتها، خاصة انم عظهم كان من أبناء محافظة الشرقية، وهناك سابق دراية بهم لسابق عملة كمسئول لملف الجماعات.
وأكد مصدر أمنى مسئول، لـ"اليوم السابع "، أنه عقب ثورة 30 يونيو، كان على الشهيد مسئولية كبيرة، فى ضبط قيادات الجماعة الإخوانية الهاربة والتصدى لمخططات تخريب البلاد فى هذا الوقت، فتكمن من تحديد العديد من القيادات وأعضاء مكتب الإرشاد، وكذلك عناصر الجماعات التكفيرية التى اتخذت من الظهير الصحراوى للمحافظة كمخبئ لهم.
وأضاف المصدر، أن الشهيد وجه الضربات القاصمة للخلايا التكفيرية، عقب 30 يونيو، فألقى القبض على أفراد خلية كتائب الفرقان وهى واحدة من أخطر الجماعات التكفيرية، المختبئة فى مدينة الصالحية ومنهم "محمود على عابدين" مسئول كتائب الفرقان وعويضة سالم خبير المفرقعات فى هذه الخلية و"طارق أبو الفضل " نجل أمير الجماعة، و" محمود الصعيدى " الذى كان انشأ مصنع للمتفجرات داخل مزرعة فى الصالحية لتنفيذ مخططات تخريبية، فضلا عن القبض على 11 خلية الكترونية تنشر عناوين وصور الضباط على الانترنت، فضلا عن إعداد مذكرة بإحالة 170 من قيادات وأفراد الجماعات والأخوان للمحاكمة، لاتهامهم بارتكاب أعمال عنف وتخريب منشآت.
وكان العقيد محمد عيد، هدفا مطلوبا لهذه الجماعات، بعدما أحبط لها العديد من المخططات، دعمت تلك الجماعات عنصران ضمن خلية إرهابية، قاموا فى شهرى يناير وفبراير 2014، بتنفيذ 13 عملية إرهابية، عن باستخدام دراجة بخارية وخلفه قناص، يقوم بنقص الشهيد من أفراد الشرطة من سلاحه ويفرا هاربان.
وقامت هذه الخلية برصد تحركات الشهيد، الذى يسكن بالقرب من ميدان القومية أحد الأماكن المعروفة بالزقازيق، وفى يوم 22 فبراير 2014 وأثناء نزوله من منزلة وركوبة سيارته متجها آلى النادى للممارسة الرياضية، قام الملثمان، بإطلاق 4 أعيرة نارية علية فى الصدر والبطن، استشهد على أثرها.
وخرج الآلاف من مدينة الزقازيق حاملين اللافتات، للمشاركة فى توديع الشهيد، حزنا عليه، فكانت جنازته أشبه بمظاهرة شعبية شارك فيها أكثر من 30 ألف مواطن، فهو بالرغم من حساسيته منصبه، إلا أنه كان يتمتع بعلاقات حب وود مع المواطنين ويشارك فى أعمال الخير، خاصة أن والدة هو الطبيب عيد عبدالسلام، المعروف بطبيب الغلابة، الذى توفى أيضا حزنا علية بعد عامين من رحيله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة