أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الحملة الأمريكية الإسرائيلية الشرسة التى تستهدف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سواء من خلال التصريحات والمواقف الأمريكية التى دعت لقطع المساعدات والدعم عن الوكالة، أو الصدى الإسرائيلى الذى تناغم مع تلك المواقف، خاصة ما جاء من تحريض على لسان وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى جلعاد أردان الذى طالب بتفكيك الوكالة وشكك فى مصداقيتها ودورها، واتهامات الوزير المتطرف نفتالى بينت للوكالة بـ"دعم الإرهاب".
ورأت الوزارة، فى بيان لها مساء اليوم الجمعة، أن الائتلاف اليمينى الحاكم فى إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو يستظل بالمواقف الأمريكية المنحازة لتل أبيب، وآخرها الإعلان الأمريكى بشأن القدس، من أجل تنفيذ المزيد من المخططات والمشاريع الاستعمارية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين، بل ويصعد من هجمته الاستيطانية المسعورة منذ صدور هذا الإعلان خاصة فى القدس الشرقية المحتلة ومحيطها وفى الأغوار الفلسطينية.
وأكدت الوزارة أن ساحة اليمين واليمين المتطرف فى إسرائيل تعيش حالة من التنافس والسباق الخطير بين أركان ورموز هذا اليمين، تعكسها دعوات الفجور والتغول الاستيطاني، وآخرها ما صرح به وزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان.
وتابعت أن "هذا التناغم الأمريكى الإسرائيلى الراهن يهدف إلى حسم قضايا الوضع النهائى التفاوضية بما فيها القدس والأرض والحدود واللاجئين من طرف واحد بالاعتماد على قوة الاحتلال، فى انتقال دراماتيكى واضح إلى مرحلة فرض الحلول على الجانب الفلسطينى والعربي، عبر ما يشبه العمليات الجراحية القسرية فى محاولة لتعميق الاحتلال والاستيطان وكأنهما أمر واقع مفروغ منه وغير قابل للتفاوض".
وأضافت أن "هذا الانقلاب الأمريكى -الإسرائيلى على عملية السلام ومرجعياتها ومنطلقاتها وأدواتها وأهدافها بلغ مستويات متقدمة مليئة بغطرسة القوة، الأمر الذى يضع المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها ومجالسها أمام اختبار حقيقى يمتحن ما تبقى من مصداقيتها الدولية فى حل النزاعات والصراعات وإنهاء الاحتلال، والقيام بواجباتها للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين".
وأكدت أن "العالم ودوله ومنظماته وشرعياته القانونية الدولية مطالب باتخاذ موقف صريح وواضح قادر على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين إذا ما اختار الحفاظ على النظام العالمى ومرتكزاته، وإنقاذ ما تبقى من مصداقيته العملية تجاه الحالة فى فلسطين".
