"جان دارك كانت كائنا ليس كسائر الكائنات العادية ولن يجود الزمن بمثلها ولو بعد ألف عام"، هكذا وصف رئيس الحكومة البريطانية الأسبق تشرشل القديسة الفرنسية جان دارك.
وتمر اليوم الذكرى الـ605، على ميلاد القديسة الفرنسية جان دارك، إذ ولدت فى 6 يناير عام 1412، وتوفيت وهى ذات 19 ربيعا، بعدما تم إعدامها حرقا فى 30 مايو 1431، على يد محكمة بريطانية، بتهمة العصيان والزندقة، رغم تقديسها فى الجانب الفرنسى، لدورها الكبير ضد الاحتلال البريطانى.
وبحسب كتاب "موسوعة أشهر الاغتيالات فى العالم أكثر من 100 شخصية عربية وأجنبية" للكاتب الحسينى الحسينى معدى، إن "دارك" لقبت بـ"جان" نسبة إلى جدتها التى روت أن معجزات وقعت يوم مولدها، ويؤكد الكاتب أن "دارك" قضت طفولتها بين الغابات وحقول التوت البرى، بعيدا عن الناس وعن المناطق الفرنسية التى كانت تعانى كارثة الاحتلال البريطانى.
جان دارك على صهوة جوادها
ويشير الكاتب إلى أن جهاد دارك بدأ ضد القوات البريطانية مع عام 1429، إذ قادت قوات عسكرية، وكانت تلبس درعا غريبة حاملة شعارا دينيا كان عبارة عن رمح عليه رموز غريبة، بحسب وصف المؤلف.
وهنا يوضح الكاتب فراس البيطار فى كتابه "الموسوعة السياسية والعسكرية: الجزء السادس"، إن الأوضاع ساءت فى فرنسا بعد وفاة الملك شارل السادس ملك فرنسا وهنرى الخامس ملك إنجلترا، واختار أهل "أورليان" ولى العهد شارل السابع ملكا، وبدا "شارل" ضعيفا وعاجزا أمام الزحف الإنجليزى، حتى وصلوا لمحاصرة مدينة أورليان "مدينة جان دارك"، ويشير الكاتب إلى أنه فى هذه الفترة ظهرت جان دارك، حيث استطاعت أن تقنع شارل السابع بتزويدها بجيش لإنقاذ المدينة، واستطاعت أن تجبر القوات البريطانية على الانسحاب وفك الحصار وغيرت اتجاه حرب المائة عام ضد الإنجليز، وبعدها توجت الوصى شارل السابع، داخل كنيسة تحت اسم الملك شارل السابع.
جان لدى تتويج شارل السابع
ويفسر المؤرخ ستيفن ريتشى انجذاب جان للبلاط الملكى بأنهم صوروها على أنها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الانهيار، بعد سنوات من الهزائم المذلّة المتتالية، أصاب الإحباط كلاً من القيادة العسكرية والمدنية فى فرنسا وأفقدها مصداقيتها، وعندما طلب شارل من جان دارك الاستعداد للحرب ووضعها على رأس الجيش، كان خياره مستنداً إلى حقيقة أن كل حل عقلانى قد حُكم عليه بالفشل، ولم يكن لجيش أن يلتفت إلى فتاة فلاحة أميّة تزعم بأن صوتاً من الله يرشدها لقيادة جيش بلادها إلّا أن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس".
ومنذ ذلك الوقت أصبحت جان دارك رمزا للكفاح الفرنسى وأحد رموز الحرية عند الفرنسيين.
جان دارك أنثاء أحد المعارك
وأثارت قيادتها للجيش الملكى حسد القادة هناك، فسهلوا وقوعها أسيرة بيد أمير برجندى موالى للإنجليز والذى سلمها لبريطانيا مقابل ألف كراون ذهبى، وذلك عام 1430، وتمت إحالتها إلى محكمة دينية أدانتها بالكفر والهرطقة، وقضت بإعدامها حرقا عام 1431.
ويوضح الكاتب الحسينى الحسينى معدى، إن "دارك" وجهت رسالة للبريطانين حينها قالها "أنا مبعوثة الرب، ملك السماء"، فعوقبت بتهمة الهرطقة وعقاب السحرة، وكان العقاب فى ذلك الوقت من العصور الوسطى فى أوروبا الموت حرقا، فأحرقت وعمره 19 سنة.
جان دارك وقت إعدامها على العمود
تمثالٌ من الذهب لِجان دارك في قصر الأهرام بباريس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة