يعتبر اليهود الأغيار أو "الغوييم" درجة دنيا من البشر، وينعتونهم بالدونية والحقارة ويخرجونهم من دائرة ما هو إنساني، وهم موضوع استرقاق واستعباد من قبل اليهودى الأصيل، وإلى جانب مفهوم الغوى أو الغوييم، هناك مفهوم شيكتس فى لغة اليديش الذى يعنى حيوانا قذرا أو مخلوقا كريها".
هذا جزء من كتاب "الزواج بالأجنبيات فى الخطاب الدينى اليهودى" لـ فضيل ناصرى، والصادر عن دار أفريقيا الشرق.
وتقول مقدمة الكتاب، إنه يدلك على نظرة الیھود الجمعیة إلى الآخر، وبخاصة ما تعلق منها بالآخر الصھر، وھى نظرة مشكلة ومعقدة، يتجاوز فیھا الحیف كما الإنصاف، الحیف الناهض على تجربة اليهود فى التاريخ، والإنصاف الذى يعضده بعض الحق الدال على الله فى الدين اليهودى، والذى نتصور أن يد الحاخامات وكتبة التوراة لم تطله بالتغییر والتلبیس.
ويواصل الكتاب، قد حاولنا أن نستل هذه النظرة من العهد القديم بوصفه نصا مركزيا ومؤسسا من غیر تقويل منا إياه أو تقول علیه، بما يجعل ھذا الكتاب الذى بین يديك مقاربة جادة وجديدة تقطع مع الصور النمطیة التى رسمتها الذاكرة الجمعیة للمسلمین عن اليهود، وتسھى إلى بناء صور بديلة جديدة ومنصفة.
والكتاب يناقش ثنائية اليهودى الأصيل والغريب الدخيل، فاليهودى حسب عدد كبير من الدارسين هو من ولد لامرأة يهودية أو تهود حتى وإن كان لا يمارس شعائر وطقوس الدين اليهودي.
كما أن الكتاب يناقش موضوع الزواج بالأجنبيات فى العهد القديم، فيبدأ بالحديث عن التفاضل الذى يفيمه اليهود بين الرجل والمرأة، فاليهود ينظرون إلى المرأة بصفتها عامة، يهودية كانت أم غير يهودية، نظرة دونية ويعتبرونها نجسة ومدنسة وتافهة وأنها ليست حكيمة، ولذلك فهى لا ترث وشهادة مائة امرأة لا تعدل شهادة رجل واحد، ووظيفتها الوحيدة هى الإنجاب.
أما المرأة الأجنبية فوضعها أسوء وأكثر قتامة وسوادا، فكل النساء غير اليهوديات عاهرات فاسدات وهن بمنزلة البهيمة، واليهودى لا يخطء عندما يعتدى على عرض الأجنبى فيزنى بامرأة أجنبية، بل إن اليهودى له الحق فى اغتصاب النساء الأجنبيات دون أن يكون قد اقترف إثما أو ذنبا، وربما كان ذلك مندوبا أو واجبا، وحضر الزواج بالأجنبيات مرده إلى نظرة اليهود إلى الأغيار والأجانب، فالأجنبيات دنسات مهمتهن غواية الأغيار، والنصوص التى تقول بحرمة الزواج من الأجنبيات تتركز على الخصوص فى سفر عزرا ونحميا من أسفار العهد القديم.
ويرجع المنع والحظر إلى أمور عديدة منها، الخوف من الارتداد عن الدين، والخوف من التشويش على صفاء العرق اليهودى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة