هناك نوع من الكتب تكمن أهميته، ليست فى الإثارة ولا فى التنمية البشرية لكن فى قدرته على تحليل الفكرة، ومن هذه الكتب "فى فلسفة الثقافة والنقد الثقافى" للدكتور مصطفى النشار، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
يقول الكتاب إن الثقافة السائدة ليست هى الثقافة الأفضل أو الأكثر تقدما على الإطلاق، بل العكس قد يكون هو الصحيح، فمن المهم أن نقيس التقدم والأفضلية بمعايير صحيحة، ومن المهم أن تكون هذه المعايير متفقا عليها بين الجميع، وليست من وضع أصحاب الثقافة السائدة.
وما يقدمه الكتاب محاولة لتحديد موقف من المصطلحات السائدة، ومنها مصطلحات الثقافة، التقدم، الحضارة، التنمية، كذلك موقفا من العلاقات المتصورة بينها، وفى ضوء تحديد هذه الموقف محاولة لبيان كيفية الاستفادة من النظريات السائدة ومن التجارب بالرائدة فى تحديد طريقة التحول من التخلف إلى التقدم.
يقول الكتاب، إن هذه التحارب وإن كانت رائدة وحققت نجاحات عديدة فى مختلف مجلات الحياة، فإنها تبقى تجارب انطلقت من بيئات معينة ومن تصورات ثقافية متباينة، ولذلك فإن نقلها بحذافيرها يعنى الفشل المؤكد، أما أن درست بغرض الاستفادة من عناصرها الإيجابية وبغرض تطويع تلك العناصر لتوافق بيئتنا وثقافتنا وهويتنا الحضارية، فإن هذا سيكون بداية الطريق نحو استنبات بذرة ذاتية للتحول والقفز على عناصر التخلف التى لا نزال نعانى منها إلى صورة جديدة للتقدم نستطيع أن نقول عنها إنها صناعة محلية رغم ما استفادته من خبرات الآخرين ومن تجاربهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة