تفرض الطبيعة الصحراوية ظروفها المعيشية على سكانها وحياتهم اليومية فيها، التى تكون أساسها وحرفتها الأساسية فى أغلب المناطق الصحراوية هى الرعى للإبل والأغنام ويستخدم أهل البادية جلودها وصوفها فى حياتهم.
للإبل أو للجمال بطاقة هوية فى الصحراء للتعرف عليها خلال الرعى حتى لا يتم الخلاف على ملكيتها تسمى تلك البطاقة "الوسم" علامة تضع على فخد أو رقبة الجمل بالنسبة لقبائل البحر الأحمر تميزها عن غيرها.
يقول آدم سعد الله، أحد أهالى مدينة الشلاتين والمهتمين بتراثها، أن الوسم فى صحراء البحر الأحمر يعد بطاقة هوية ورخصة مرور للجمال خلال الرعى فى المناطق البعيدة فى الصحراء الشرقية.
وأضاف سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن الوسم يوضع على أحد الفخدين أو الرقبة أو الكتف بالنسبة لقبائل البحر الأحمر، هو عبارة عن علامة يتم تعليم الجمل بها بالكى بعد تسخين الحديد وكى الجمال.
وأوضح أن لكل قبيلة علامة معينة تميزها وفى مكان معين مثل الفخد أو الرقبة أو البطن، موكدا أن الوسم أو العلامة على الجمال موروث قبلى قديم اتبعته القبائل للعثور على الجمال عند قطعها لمسافات كبيرة فى الصحراء وراء الرعى.
من جانب آخر قال أبو عبيدة البشارى أحد شباب قبيلة البشارية، أن الوسم موروث مازال حتى الآن اتبع فى بداية الأمر حتى لا تختلف القبائل على الجمال فى المراعى الواسعة، ثم لتميز وحفظ السلالة النادرة وكذلك لعدم سرقتها.
وأضاف أبو عبيدة لـ"اليوم السابع"، أن الوسم عبارة عن رقم أو رمز وأول ما تبدأ القبيلة فى توسيم ابلها تبدا بأفضلها من حيث السلالة واذا كانت هناك إبل ستباع لا يوسمها، ليوسمها المشترى.
وأكد أبو عبيدة أن داخل قبيلة البشارية تكون هناك قبائل صغيرة لكلا منها وسم وكذلك وسم لقبيلة العبابدة والوسم الأشهر هو لقبيلة الرشايدة فى الشلاتين بكونهم تجار الجمال فى جنوب البحر الأحمر، موضحا أن أغلب جمال المنطقة تكون موسمه بوسم الرشايدة ثم يقوم البشارى بتوسيمها بوسم قبيلته.
من جانبه قال على حمدان، أحد ابناء قبيلة العبابدة بالشلاتين، أن الوسم شئ أساسى وخاصة فى منطقة الشلاتين حيث أن اغلب الجمال الوافدة من السودان للشلاتين تكون موسمه لانها تأتى فى مجموعات لكل تاجر مجموعة معينة.
وأوضح حمدان، أن من أهم معالم مدينة الشلاتين، وأهم مصادر الجمال لأسواق الجمهورية "سوق جمال الشلاتين" بداخلة يوجد سماسرة البيع والشراء، أغلبهم من قبيلة الرشايدة، وسوق الشلاتين يعد أول محطة وصول الجمال السودانية لمصر.
وتابع حمدان أن ابناء قبيبة الرشايدة وسماسرة بيع عملهم يتم بالاتفاق بينهم وبين صاحب الجمال، موضحا أن الجمال الوافدة للسوق تصل فى مجموعة كبيرة من منفذ رأس حدربة البرى، يطلق عليها اسم "الدبوكة"، لعدد من التجار وليس واحد فقط، بحيث تدخل جميع الجمال مع بعضها البعض باختلاف العلامات التى عليها والتى تبينها من تاجر لآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة