"عاشروهن بالمعروف"، هكذا أمرت كافة الأديان السماوية بحسن معاملة المرأة وحسن معاشرتها وعدم إيذائها، ولكن هناك من يتجرد من مشاعره وتسول له نفسه أن يهين زوجته وأم أبنائه، ولكن البعض لم يكتف فقط سوء المعاملة ليصل الأمر للضرب والطرد .
وفى زيارة لمكتب الشكاوى رصد "اليوم السابع" آلام وأوجاع النساء من وحى شكاوى وقصص وحكايات المعنفات والشاكيات بمكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومى للمرأة ، والتى تكشف مدى سوء المعاملة التى يتعرضن لها والتى تصل لحد الضرب والعنف والطرد فى بعض الأحيان.
الشاكية تتعرض للضرب من زوجها
"بيضربنى أنا وولادى" هكذا كانت تحكى الشاكية لمحامين مكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومى للمرأة، حيث تقول إنها متزوجة من مهندس ولديها طفلان ولد وعمره 3 أعوام وطفلة وعمرها عام وكان زوجها يعتدى عليها بالضرب إلى أن قامت بتحرير محضر ضده بقسم السلام.
وتحكى ابنة محافظة القاهرة التى رفضت ذكر اسمها، خلال حديثها لمكتب الشكاوى، أنها تركت مسكنها وتبحث عن سكن بمكان آخر، ولكنها تعيش فى حالة من الخوف والفزع ومتخوفة من تعدى الزوج عليها مرة أخرى، لافتة إلى أنها فى كل مرة تغير من محل إقامتها يعرف الزوج مكانها ويقوم بالاعتداء عليها هى وأطفالها .
وأضافت الزوجة أنها لجأت للقيام برفع دعوى خلع ودعوى نفقة على الزوج، وطلبت من مكتب الشكاوى مساعدتها لإيجاد مسكن مناسب لها ولأطفالها لحين انتهاء دعوى الخلع وتوفير الحماية القانونية لها حتى لا يتعرض لها الزوج ولأطفالها.
صاحبة الـ 64 عاما لم تسلم من اعتداء الزوج بالضرب
أما الحالة الثانية من بين الحالات التى وردت لمكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومى للمرأة كانت لسيدة مسنة تبلغ من العمر 64 عاما متزوجة ولديها 3 أبناء متزوجين، ولكنها لم تسلم أيضا رغم كبر سنها من سوء معاملة الزوج التى وصلت لحد الضرب والإهانة.
وتحكى السيدة التى رفضت ذكر اسمها قصتها كما ورد بمكتب الشكاوى، أن الزوج كان يقوم بحرمانها من العمل واكتشفت مؤخرا بأن الزوج يعانى من نوبات صرع وكان دائما ما يقوم بطردها ويقوم أهله بسوء معاملتها والتشهير بسمعتها.
ورغم كبر سنها لم تسلم هذه السيدة من الاعتداء المتكرر من الزوج إلى أن لجأت لمكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومى للمرأة، حيث التمست تحويلها لدار استضافة للإقامة فيها مؤقتا خاصة وأن الشقة الحالية مملوكة للزوج وليس لها أى مصدر دخل نهائيا.
هربت من أهلها لتزوج فكان مصيرها الشارع
أما الحالة الثالثة التى وردت أيضا لمكتب شكاوى المرأة، كانت لشابة تبلغ من العمر 18 عاما مطلقة وحامل بالشهر السابع، حيث حكت قصتها لمكتب الشكاوى، وأنها هربت من منزل أهلها وهى قاصر لتتزوج ولكن حدثت خلافات مع زوجها وتعدى عليها بالضرب فانتهى الأمر بالطلاق.
وتحكى صاحبة الـ 18 عاما أنها أثناء كتب كتابها كانت تقيم فى مؤسسة خيرية لمدة عام ونصف ولكن بعد الزواج والحمل تم رفضها وخرجت من المؤسسة لمخالفتها لوائح الإقامة، وفى نفس الوقت لم تستطيع العودة لأسرتها بعد هروبها منهم.
وتقول صاحبة الـ 18 عاما: "عطفت عليا سيدة بالوايلى كانت أرملة ولديها 4 أبناء لكنها لم تستطع استضافتى بمنزلها ولجأت للمجلس لتوفير رعاية ومسكن لطفلى بعد الولادة خوفا من بطش طليقى".
تقرير إحصائى لشكاوى السيدات بمكتب شكاوى المرأة
وفى تقرير إحصائى للمكتب حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، ويوضح عدد الشكاوى التى استقبلها المكتب وفروعه بالمحافظات وتصنيفها فى الفترة من 1 يناير 2018 إلى 30 أغسطس الجارى.
وكشف التقرير، أن إجمالى الشكاوى التى وردت للمكتب خلال هذه الفترة 5656 شكوى، تنوعت بين شكاوى أحوال شخصية وعنف وعمل ومواريث وتضامن اجتماعى واستشارات قانونية و دعاوى مدنية، وتنفيذ أحكام، وتعليم وتأمينات اجتماعية، والحصول على أوراق مدنية وشكاوى إدارية.
ووفقا للتقرير، جاءت شكاوى الأحوال الشخصية فى مقدمة الشكاوى الواردة للمكتب والتى بلغت 1916 شكوى، حيث جاءت دعاوى النفقة الأولى بنسبة 30.50%، تليها دعوى خلع بنسبة 16.30%، ثم جاءت الإرشادات الأسرية والقانونية بنسبة 11.10%.
ويتلقى مكتب شكاوى المرأة استغاثات وشكاوى السيدات يوميا من خلال الخط المختصر المجانى 15115 أو موبايل رقم 01205575331 - 01121997477- 01007525600، والإيميل :mb.office@yahoo.com.، أو عن طريق المقابلة الشخصية مع محامى المكتب على العنوان: 11 شارع عبد الرازق السنهورى - مكرم عبيد – خلف حديقة الطفل- مدينة نصر.
ويسعى المكتب على استقبال الحالات والمتضررات من خلال المقابلة الشخصية أيضا، ويقدم لهن الدعم القانونى والمساعدة القانونية من خلال كتيبة من المحامين المتطوعين .
ويتلقى المكتب جميع شكاوى السيدات "أحوال شخصية - عنف – تحرش - مشاركة سياسية - عمل- ضمان اجتماعى - تنفيذ أحكام - جنسية - دعاوى مدنية وإدارية - أوراق مدنية - مواريث".
