وزير شؤون القدس السابق: السفارة الأمريكية بزهرة المدائن "بؤرة استيطانية".. حاتم عبدالقادر: القدس تتعرض لـ"حرب مفتوحة" لتغيير هويتها وتحويلها لمدينة يهودية وعاصمة ليهود العالم.. والحفريات تهدد المسجد الأقصى

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 11:30 ص
وزير شؤون القدس السابق: السفارة الأمريكية بزهرة المدائن "بؤرة استيطانية".. حاتم عبدالقادر: القدس تتعرض لـ"حرب مفتوحة" لتغيير هويتها وتحويلها لمدينة يهودية وعاصمة ليهود العالم.. والحفريات تهدد المسجد الأقصى حاتم-عبد القادر والزميل محمود محيى
حوار: محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

أكد الدكتور حاتم عبدالقادر، وزير شؤون القدس السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سر «المؤتمر الشعبى الوطنى للقدس»، أن مدينة القدس تتعرض لـ«حرب مفتوحة» من جانب الاحتلال الإسرائيلى تستهدف كل مكوناتها الدينية والحضارية والجغرافية، كما تستهدف تكريس واقع يهودى ورواية صهيونية مكان الرواية العربية للمدينة المقدسة.
 
 
وقال عبدالقادر، فى حوار لـ«اليوم السابع» خلال وجوده بالقاهرة، إن الاحتلال الإسرائيلى قام بعدة محاولات واستراتيجيات منذ عام 1967 وحتى الآن لتغيير واقع المدينة، كان أبرزها محاولة إحلال مؤسسات إسرائيلية محل المؤسسات العربية، وعزل القدس عن باقى المدن الفلسطينية بالضفة الغربية من خلال جدار الفصل العنصرى، وأيضا من خلال تهويد الأماكن المقدسة والأماكن الأثرية.
 
 
وتابع المسؤول الفلسطينى، أن إسرائيل تعمل على تقليل عدد المقدسيين من خلال الشروع فى هدم المنازل بحجة عدم الترخيص وفرض الضرائب الباهظة، من أجل خلق بيئة طاردة للمقدسيين لإجبارهم على ترك منازلهم من مدينة القدس إلى الضواحى ومدن فلسطينية أخرى، مؤكدا أنه على الرغم من هذه المحاولات، فإن المقدسيين بقوا صامدين فى مدينتهم، وأفشلوا مخطط إسرائيل لإحداث خلل فى الميزان الديموغرافى، داخل مدينة القدس المحتلة وخاصة داخل البلدة القديمة، التى يواجهون فيها فرض الضرائب الباهظة والتنكيل والاعتقالات والقتل على الحواجز الأمنية، ووسائل القمع غير المسبوقة بمصادرة الأراضى وهدم البيوت وعدم إعطاء رخص بناء جديدة، وترحيل جماعى كما يحدث للسكان البدو بمنطقة «الخان الأحمر» الواقعة بضواحى مدينة القدس، والتى تحاول إسرائيل من خلالها الاستيلاء على آلاف الكيلومترات من الدونمات، وصولا إلى كسر الوحدة الجغرافية لمدينة القدس للحيلولة دون قيام عاصمة الدولة الفلسطينية.
 
 
وأشار الوزير الفلسطينى السابق إلى استمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس المحتلة، معتبرا أن ما يجرى الآن لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا من خلال الحفريات المتواصلة والاعتداءات المتكررة على المصلين، يؤكد أن إسرائيل لا ترسخ فقط لتحويل القدس إلى عاصمة دينية أو سياسية لإسرائيل، وإنما عاصمة لكل يهود العالم، بما يعطى بعدا دينيا للصراع العربى الإسرائيلى.
 
 
وفيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، قال عبدالقادر، إن هذا القرار استفزازى ومناقض لكل مواثيق القانون الدولى ويشكل تحديا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التى أقرت أن القدس هى جزء من الأراضى الفلسطينية التى احتلت عام 1967، مؤكدا أن واشنطن أصبحت بهذا القرار شريكة للاحتلال، وليست شريكا فى عملية السلام. وقال عبدالقادر، إن الفلسطينيين يعتبرون نقل السفارة إلى القدس نوعا من أنواع الغزو السياسى المرفوض وغير المقبول من جانب الفلسطينيين، وهى بمثابة مستوطنة وبؤرة استيطانية داخل مدينة القدس.
 
 
وأكد الوزير الفلسطينى أن نقل السفارة لا يعطى حقا لإسرائيل فى مدينة القدس المحتلة، ولا ينكر حقا للفلسطينيين فى المدينة المقدسة، لافتا إلى أنه بالرغم من دمج السفارة بالقنصلية الأمريكية داخل القدس المحتلة لإجبار المقدسيين على التعامل معها، لكن حتى الآن هناك مقاطعة تامة لها. وتابع أن الفلسطينيين ينظرون إلى السفارة الأمريكية باعتبارها جسما غريبا داخل مدينتهم، مشددا على أن وجود السفارة الأمريكية بالقدس لن يؤثر على مطالب الفلسطينيين بانسحاب إسرائيل الكامل من مدينة القدس، وأن تصبح القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.
 
 
وحول الحفريات التى تجريها دولة الاحتلال الإسرائيلى تحت الحرم القدسى الشريف، قال عبدالقادر إن البنية التحتية للمسجد الأقصى مهددة بسبب تلك الحفريات، مشيرا إلى أنها تهدف للعثور على ما يسمى بـ«بقايا الهيكل المزعوم» من أجل دعم شرعية وجود اليهود بالقدس، ومن أجل الاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك، موضحا أنه منذ عام 1967 وحتى الآن أجرت إسرائيل العديد من الحفريات، وهناك أكثر من 15 نفقا تحت حرم المسجد الأقصى المبارك، وبالرغم من تلك الحفريات لم يتمكن الإسرائيليون من العثور على أى دليل على وجود هيكلهم المزعوم. 
 
 
وقال عبدالقادر، إن إسرائيل تحاول العثور على شىء يثبت وجودها بالقدس أو حتى اختلاق الأثر من أجل تبرير شرعية وجودها، مضيفا أن الإسرائيليين حاولوا اختلاق هذه الشرعية، بتزييف بعض المواقع التاريخية فى مدينة القدس، بنقلها من مناطق أخرى ووضعها فى المدينة من أجل الزعم بوجود أثر يهودى بها.
 
 
واعتبر المسؤول الفلسطينى أن الفترة الحالية هى الفترة الأكثر خطورة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، حيث وصلت إسرائيل والإدارة الأمريكية مرحلة متقدمة فى فرض واقع جديد، مبينا أن المقدسيين يقاومون الإجراءات الإسرائيلية ضد القدس والأقصى من خلال التصدى للإجراءات على أرض الواقع، ومن ذلك إفشال مخطط إسرائيل بإقامة بوابات على سور الحرم القدسى المبارك، بالإضافة إلى أن ما يجرى فى منطقة الخان الأحمر والصمود والاعتصامات ضد إجراءات الاحتلال لتهجيرهم، حمل إسرائيل على تجميد قرار هدم المنطقة، وبالتالى نعتمد على جهود المقدسيين والفلسطينيين فى هذه المسار.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة