متعة من نوع آخر، مغلفة بالحب والشغف، وتجارب وخبرات مكتسبة، فضلًا عن عادات وتقاليد فى أماكن كثيرة تجعلها تشعر بمزيد من الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، والقدرة على التخطيط والتعامل مع الآخرين بحسب ثقافتهم، هذا هو ما يمكن أن يلخص رحلة "أسماء يوسف" التى تعلقت روحها بـ"العجلة" منذ طفولتها، وأحبتها بشدة، ما جعلها تتعلم ركوب الدراجات منذ بلوغها الأربعة أعوام، ومن هنا بدأت صاحبة الثلاثين عامًا تستقل دراجاتها الصغيرة فى قضاء حاجات الأسرة والمنزل منذ الطفولة.
أسماء تستقل دراجاتها فى الطفولة
عام كامل كان فترة فراق "أسماء" لـ العجلة، بعد تعرضها لحادث فى الحادية عشر من عمرها، وكان السبب فى كسر قدمها، ذلك الذى تحدثت عنه قائلة: "اخترت أن العجلة تكون دوايا"، لأنها لن تتمكن من الاستغناء عن "العجلة" حتى عندما سرقت منها وهى بالصف الثالث الثانوى، وقالت "اتسرقت منى ووقتها مقدرتش أجيب غيرها".
أسماء أثناء عمليات الأحماء قبل السبق
حبها للعجلة دفعها للدراسة بكلية التربية الرياضية، واستكمال تعليمها بالماجيستير، واجتياز العديد من دبلومات التغذية وكورسات حتى أصبحت مُدربة لياقة بدنية معتمدة من الاتحاد الأمريكى، وفقًا لما قالته لـ"اليوم السابع"، ثم ابتسمت بشغف وقالت: "وبقيت مدربة لياقة بدنية معتمدة قد الدنيا".
ورغم البعد عن العجلة فى هذه الفترة، وتحقيق جزء كبير من النجاحات فى حياتها، ترى "أسماء" دائمًا أنها لم تصل لما تريده، فقررت أن تشترى دراجة جديدة: "خطيبى ساعدنى أنى أجيب العجلة من القاهرة رغم رفضة فى البداية".
أسماء تلتقط الصور مع زملائها في فريق كرة اليد
لم يشغل بالها شىء سوى ممارسة ركوب العجل للترفيه، وكان اهتمامها الأكبر بالجرى على شواطئ المدينة الباسلة التى ولدت وتربت فيها، حتى تدربت وتمكنت من خوض السباق: "مكنتش من اللى فازوا لكن تفاجأت أنى خدت ميدالية مركز 3 على الفئة العمرية بتاعتى".
كما شاركت "أسماء" فى بطولة لسباق الدراجات نظمها الاتحاد المصرى الثلاثى، وحصلت حينها على المركز الأول: "قلت لنفسى الله هو دا اللى بحلم بيه من زمان، ومن فرحتى شديت على نفسى أكتر، والكابتن اختارنى أبقى ضمن فريق البنات فى نادى هيئة قناة السويس"، كلمات عبرت بها "أسماء" عن فرحتها بما وصلت إليه.
مغامرات عديدة فى حياة "أسماء" خاضتها رغم أن عمرها الصغير، ولم تكتف بذلك بل بدأت البحث عن مغامرة جديدة بالعجلة، وفى عيد الفطر 2018 سافرت لوالدها فى سيناء" بها، تلك المغامرة التى قررت خوضها دون علم والدها.
نظرات من الدهشة والفرحة ظهرت على ملامح والدها ليعلق حينها عن ما بداخله "يا مجنونة.. بس شاطرة امسكى فى حلمك ومتخليش حد يحبطك"، كلمات حفرت داخل ابنته قبل وفاته بثلاثة أيام مزيد من العزم والإصرار على الوصول لحلمها.
رحلة أسماء إلى راس البر
قررت إحياء ذكرى وفاة والدها بعد شهرين من وفاتة، وفى ثانى أيام عيد الأضحى غامرت بسفرها إلى رأس البر فى مسافة 75 كيلو، وقالت: "قررت أنى هتبرع بفلوس يوم فى شغلى داخل كل جيم بشتغل فيه، عن كل كيلو لمستشفى مجدى يعقوب" مغامرة خاضتها "أسماء" وأصرت عليها نظرًا لوفاة والدها بمرض فى القلب، مما جعلها تدعوا أصدقائها للتبرع لصالح المستشفى.
لتتمسك أكثر بحلمها أرادت استكمال طريقها بتدريب بنات المدينة الباسلة على قيادة الدراجات: "أصغرهم 6 سنين وأكبرهم 48 سنة وبنتها بتيجي معاها تشجعها"، وأنشأت جروب أطلقت عليه اسم LifeStyle Egypt لتعليم ركوب الدراجات والركض على شواطئ بورسعيد، وهو أول جروب رياضى لهذا الغرض تم تأسيسه فى بورسعيد، ونالت "أسماء يوسف" شهرة كبيرة هناك، وتسعى من خلالها للوصول إلى حلمها الأكبر.
معدات صيانة العجلة التي تصطحبها أسماء في رحلاتها
أسماء أثناء إحدى رحلاتها بالدراجة
أسماء في إحدى رحلاتها بدراجتها
الدراجة على لوحات إرشادات المرور أثناء العودة لبورسعيد
أسماء أثناء التدريبات الخاصة
أسماء يوسف
أسماء مع زملائها في إحدى الفعاليات
جانب من الجوائز التي حصلت عليها أسماء
أسماء في إحدى البطولات المشاركة فيها
أسماء تتحدث مع المشاركين في إحدى الفعاليات التي تنظمها
جانب من فعاليات السباق الذي ينظمه فريقها
أسماء أثناء تكريمها في إحدى البطولات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة