صور.. هل زرعت بيونج يانج بذور الانقسام بين خصومها الآسيويين؟.. كوريا الجنوبية تغرم شركة يابانية بدعوى "السخرة" فى زمن الحرب.. والتصعيد ورقة طوكيو للرد على "سول".. والخلافات غطاء لعدم التوافق حول كوريا الشمالية

الخميس، 01 نوفمبر 2018 05:00 ص
صور.. هل زرعت بيونج يانج بذور الانقسام بين خصومها الآسيويين؟.. كوريا الجنوبية تغرم شركة يابانية بدعوى "السخرة" فى زمن الحرب.. والتصعيد ورقة طوكيو للرد على "سول".. والخلافات غطاء لعدم التوافق حول كوريا الشمالية زرعت بيونج يانج بذور الانقسام بين خصومها الآسيويين
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن حالة الشقاق بين حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية فى آسيا تتزايد بصورة كبيرة، فى الوقت الذى تشهد فيه القارة الصفراء انقلابا فى توزاناتها الدولية والإقليمية، مع الصعود الكبير الذى تشهده كوريا الشمالية وحلفائها فى الآونة الأخيرة، على خلفية الانفتاح غير المسبوق الذى تمكنت من تحقيقه على العالم، منذ المصالحة مع جارتها الجنوبية من جانب، والقمة التى عقدها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب فى سنغافورة فى شهر يونيو الماضى.

أثناء الجلسة القضائية
أثناء الجلسة القضائية

ولعل الخلافات التى تثور بين اليابان وكوريا الجنوبية بين الحين والأخر، تمثل انعكاسا صريحا لحالة الانقسام التى ضربت حلفاء الولايات المتحدة فى آسيا، فعلى الرغم من أن هذه الخلافات ليس بالأمر الجديد، حيث تعود فى معظمها إلى حقب تاريخية، إلا أنها ربما أصبحت فى الآونة الأخيرة سببا فى التوتر الدبلوماسى بين البلدين الحليفين، وهو ما يعكس نجاح خصوم الولايات المتحدة فى قيادة المنطقة فى المرحلة الراهنة على حساب النقوذ الأمريكى.

أثناء اللقاء بين وزير خارجية اليابان مع سفير كوريا الجنوبية
أثناء اللقاء بين وزير خارجية اليابان مع سفير كوريا الجنوبية

قرار قضائى وتصعيد دبلوماسى

ويمثل القرار الأخير الذى اتخذته محكمة كورية جنوبية بفرض تعويض على أحد الشركات اليابانية لمن أسمتهم بـ"عمال السخرة" بسبب انتهاكاتها بحقهم فى زمن الحرب، بمثابة الحلقة الأخيرة فى سلسلة من الخلافات بين البلدين طفت على السطح بقوة فى الأشهر الماضية، لعل أبرزها حديث طوكيو عن ملكيتها لجزر دوكو التى تقع فى أقصى شرق كوريا الجنوبية، وذلك فى التقرير الدفاعى اليابانى، وهو ما أثار حفيظة سول بصورة كبيرة هذه المرة، رغم أن الحديث اليابانى عن الجزر يتكرر بصورة سنوية فى التقرير نفسه منذ 14 عام، حيث أعلنت الخارجية الكورية الجنوبية استدعاء السفير اليابانى لإبلاغه احتجاجها.

أحد ضحايا السخرة اليابانية فى زمن الحرب
أحد ضحايا السخرة اليابانية فى زمن الحرب

وهنا يمكننا اعتبار أن الحكم القضائى الكورى الجنوبى يمثل فرصة لرد الاعتبار، حيث كان الرد اليابانى قاسيا إلى حد كبير، إذا ما نظرنا للتحالف الذى جمع الدولتين لعقود طويلة، حيث اتخذت اليابان إجراءا مماثلا باستدعاء السفير الكورى الجنوبى إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه احتجاجها على القرار، وهو الأمر الذى يعكس حالة من التصعيد الدبلوماسى المتبادل بين البلدين فى المرحلة الراهنة.

المسن اليابانى حرص على حضور الجلسة
المسن اليابانى حرص على حضور الجلسة

كوريا الشمالية زرعت بذور الانقسام

وتعد التصريحات التى أدلى بها وزير الخارجية اليابانى تارو كونو، والذى أعرب عن أمله ألا تؤثر القضية الخلافية بين البلدين على تعاونهما بشأن كبح الجماح النووى لكوريا الشمالية، انعكاسا صريحا لحقيقة مفادها أن الخلافات الحالية بين الحليفين ربما لا تمثل أكثر من غطاء لحالة من الانقسام حول الموقف من كوريا الشمالية، بعد عقود من التوحد والتحالف ضد التهديد الذى مثلته الترسانة النووية لبيونج يانج على أمن البلدين.

جانب من الحضور فى المحكمة الكورية الجنوبية
جانب من الحضور فى المحكمة الكورية الجنوبية

ولعل بوادر هذا الانقسام بدت واضحة فى الحماسة الكبيرة التى أبدتها سول بالتقارب مع جارتها الشمالية، ومساهمتها الكبيرة فى الانفتاح بينها وبين الولايات المتحدة، ومواصلتها لهذا الدور مؤخرا على أوروبا، فى الوقت الذى تجاهلت فيه المخاوف اليابانية، خاصة فيما يتعلق بقضية المخطوفين اليابانيين فى بيونج يانج، والذين ترجع قضيتهم إلى أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضى، وهى القضية التى تجاهلها كذلك الرئيس ترامب فى قمته مع كيم جونج أون فى يونيو الماضى.

جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام المحكمة
جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام المحكمة

الصين وروسيا.. ورقة اليابان لمجابهة تجاهل حلفائها

ولعل التجاهل المشترك الأمريكى الكورى الجنوبى للمخاوف اليابانية كان سببا رئيسيا فى توجه طوكيو نحو إيجاد طريق مختلف فى المرحلة المقبلة، وهو ما بدا واضحا فى التقارب مع روسيا، والحديث عن توقيع معاهدة سلام محتملة، بالإضافة كذلك إلى تجاوز الخلافات مع الصين، من خلال الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى قبل أيام إلى بكين، وهى الزيارة التى اعتبرها قطاع كبير من المحللين أن زيارة تاريخية ليس فقط بسبب كونها الأولى من نوعها منذ سبعة سنوات، وإنما أيضا بسبب الظروف المتوترة التى مرت بها العلاقة بين البلدين فى السنوات الماضية.

سفير كوريا الجنوبية بعد اللقاء مع وزير خارجية اليابان
سفير كوريا الجنوبية بعد اللقاء مع وزير خارجية اليابان

وتأتى الزيارة انعكاسا لشعورها بتخلى أقرب حلفائها عنها، خاصة وأن التقارب الأمريكى الكورى الجنوبى من كوريا الشمالية، وما ترتب عليه من إجراءات من شأنها تخفيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية، وربما تساهم فى القريب العاجل فى إلغاء العقوبات الاقتصادية على بيونج يانج، يعكس بما لا يدع مجالا للشك بأن المصالح اليابانية أصبحت خارج أجندة حلفائها تماما فى المرحلة الراهنة، وبالتالى فهناك حاجة ملحة للبحث عن حلفاء جدد يمكنها استخدامهم لمجابهة التهديدات التى تحيط بهم.

مسن يابانى من ضحايا السخرة
مسن يابانى من ضحايا السخرة
وزير خارجية اليابان استدعى سفير كوريا الجنوبية
وزير خارجية اليابان استدعى سفير كوريا الجنوبية
وزير خارجية اليابان فى مؤتمر صحفى بعد لقاءه مع سفير كوريا الجنوبية
وزير خارجية اليابان فى مؤتمر صحفى بعد لقاءه مع سفير كوريا الجنوبية
وقفة احتجاجية لعائلات ضحايا السخرة أمام المحكمة
وقفة احتجاجية لعائلات ضحايا السخرة أمام المحكمة

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة