ريحة الحبايب..حفيدة زينات صدقى تواصل كشف أسرار جدتها " الحلقة الثانية"..السادات دعاها لفرح ابنته ولهذه الأسباب احتضنها ..سر الرسائل التى كتبتها إلى الله ولماذا أهدت جارها القسيس مصحفا..وتفاصيل علاقتها بالعندليب

السبت، 10 نوفمبر 2018 11:30 ص
ريحة الحبايب..حفيدة زينات صدقى تواصل كشف أسرار جدتها " الحلقة الثانية"..السادات دعاها لفرح ابنته ولهذه الأسباب احتضنها ..سر الرسائل التى كتبتها إلى الله ولماذا أهدت جارها القسيس مصحفا..وتفاصيل علاقتها بالعندليب زينات صدقى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لماذا ظلت لا تأكل سوى الكوسة المسلوقة لمدة 7 سنوات؟

كيف أنقذت نجوى سالم من الأختين شكيب؟ ولماذا خرجت من أحد المحلات بالبوليس؟

عزة مصطفى: عميد الأدب العربى وقف لها وقبل يدها قائلا: تستحقين درجة الدكتوراه.. وهذه تفاصيل علاقتها بالعندليب الأسمر وفاطمة رشدى وسر رفضها اللجوء للرئيس للعلاج.. وماذا قالت أيقونة الضحك فى الرسائل التى كتبتها إلى الله ولماذا منحت جارها القسيس مصحفاً

 

عرفناها ضاحكة مضحكة، خفيفة الظل، بنت بلد، هذا ما رأيناه من صفات عملاقة الكوميديا زينات صدقى على الشاشة، أما عن صفاتها ومواقفها فى الحياة فكانت أكثر عمقًا وحزنًا وقوة ورحمة وحبًا وعطاءً، وفى الحلقة الثانية من حوارنا مع حفيدتها عزة مصطفى نكشف المزيد من الأسرار عن حياة أيقونة الضحك زينات صدقى، وتفاصيل علاقتها بالرئيس السادات وبالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ولماذا وقف لها عميد الأدب العربى طه حسين، وقبل يدها، وقال لها «تستحقين درجة الدكتوراه»، وكيف اقتسمت طعامها مع فاطمة رشدى وأنقذت نجوى سالم من زوزو وميمى شكيب، ولماذا منحت جارها القسيس مصحفًا، وأسرار الرسائل التى كانت تكتبها إلى الله، وتفاصيل آخر أيام حياتها.
70
 
بارة بأهلها ونهر خير فى الفقر والغنى
 
كانت زينات صدقى بارة بوالدتها وأفراد عائلتها، تقول حفيدتها عزة مصطفى: «أمها ظلت 30 عاما مصابة بالشلل وكانت بتجيب الترزى يفصل لها البالطو والفستان وأكبر محلات الأحذية ليصنع لها الحذاء والشنطة، وتقول علشان أديها أمل إنها هترجع تمشى تانى، وأقامت لأمى حفل زفاف حضره كل فنانى مصر على رأسهم عبدالحليم حافظ، وربتنى أنا وأخويا وألحقتنا بمدارس أجنبية، حتى عندما تغير الحال واقترحت عليها أمى أن تنقلنا إلى مدارس حكومية رفضت، وكانت تنفق على عدد كبير من أفراد عائلتها الذين وصلوا لمناصب مرموقة، وبعد وفاة زوج شقيقتها فاطمة عادت لتعيش معها وكانت توصى أمى دائمًا، وتقول لو جرى لى حاجة خلى بالك من فاطمة، وكانت سفرة بيتها «24 كرسى» حتى تتسع لضيوفها».
 
41
وتابعت: «كانت حنينة مع الغريب والقريب، وفى إحدى المرات ذهبت معها لشراء طقم أوانى من محل شهير وبمجرد دخولنا العمارة أسرعت إلينا إحدى الشغالات لتحمل ما معنا حتى نصعد للشقة، وقالت لجدتى مبروك انتوا بتشتروا جهاز للست عزة، فردت جدتى: عقبالك زى أختك عزة، وعرفت من الشغالة أنها مخطوبة ويتيمة فأقسمت أن تعطيها الطقم هدية، وقالت لى: يابنتى من تواضع لله رفعه ودى يتيمة ولازم نجبر بخاطرها وبكرة هاشتريلك طقم غيره، وكان زوج شقيقتها فاطمة يمتلك مزرعة فتشترى 100 فرخة أسبوعيًا وتوزعها على جيرانها والبائعين بجوار المنزل، وتصر يوميًا على إطعام عامل النظافة».
 
فاطمة-رشدى
فاطمة رشدى
 
أنقذت نجوى سالم من الأختين شكيب
 
اعتادت زينات صدقى طوال عمرها أن تكون سندًا للضعيف مهما كلفها ذلك من تضحيات: «ماكنتش بتحسبها وكانت مابتحبش الظلم» هكذا وصفت الحفيدة جدتها، مستشهدة بموقف آخر أثناء عملها فى فرقة الريحانى: «لجأت إليها الفنانة نجوى سالم فى بداية عملها بفرقة الريحانى واستنجدت بها قائلة: «الحقينى ميمى وزوز شكيب عاوزنى أقص شعرى، وقالوا ياإما تقصيه أو تمشى، وأنا مش عاوزة أقص شعرى»، فقالت لها جدتى: «مش هتقصيه ولا هتعملى حاجة غصب عنك»، وذهبت للريحانى وقالت له لو زوزو وميمى شكيب أجبروا نجوى على قص شعرها هامشى واسيب الفرقة، وقالت للأختين شكيب «مالكمش دعوة بيها»، فقالوا «راحت لقاضى الفرقة»، لأن جدتى كانت منصفة ولم يكن الريحانى يرفض لها طلبًا.
طه-حسين
طه حسين
 
 
زينات وعميد الأدب العربى والعندليب
 
كانت زينات صدقى تستعين بسيدة فرنسية لتعلمها الإتيكيت والعزف على البيانو- كما أكدت حفيدتها- مشيرة إلى أنها كانت تجيد الفرنسية وقابلت طه حسين فى إحدى الحفلات، فسلمت عليه وكانت معه زوجته الفرنسية، وبمجرد أن قالت له «يادكتور» رد قائلا: «أنا عارف هذا الصوت»، فقالت: «مش هاتعبك فى التفكير أنا زينات صدقى ومااخدتش شهادات غير الابتدائية وباحاول أطور نفسى وعندى مدرسة فرنسية بتعلمنى، وأنا فى قمة السعادة إنى قابلتك»، وظلت تتحدث معه، فقال لها: بأسلوبك فى الكلام أمنحك درجة الدكتوراه فى الأدب والأخلاق والإلقاء، ولى الشرف أنى قابلتك، ووقف وقبل يدها وظلت تفتخر بهذا الموقف طوال حياتها».
تحكى عن علاقتها بعبدالحليم حافظ مؤكدة أنه كان يعتبرها أمه ويناديها ماما زينات: «كان يتصل بها دائما حتى بعد ابتعادها عن الأضواء، ويقول لها مش عاوزة حاجة يازينة؟ طول ماانتى بتدعيلى هابقى كويس، ويجيب لها هدايا فى عيد الأم، وعندما سافر المغرب أعطاه الملك هدية طبق طائر، فأصر على أن يشترى لها هدية مثلها، وكان يوم وفاته أكبر صدمة فى حياتها، وامتنعت عن الطعام، ورفضت تذهب للعزاء وقالت: مااقدرش أدخل بيته وهو مش فيه».
49
 
زينات تخرج من مطعم بالبوليس وتزهد الطعام 7 سنوات
 
«كانت جدتى محبوبة جدا وبمجرد أن يراها الجمهور يلتف حولها ويحدث زحام شديد، لذلك كانت تخرج أحيانا متخفية بإيشارب ونظارة»، تحكى الحفيدة عن أحد المواقف الذى اضطر فيه صاحب أحد المحلات إلى استدعاء الشرطة خوفًا من تحطيم المحل بسبب الزحام حول عملاقة الكوميديا، قائلة: «قلتلها عاوزة أروح جروبى، ومكانتش بتسيبنى أخرج لوحدى فلبست النضارة والإيشارب وجاءت معى، وكانت موسوسة جدًا وعندما جاء الجرسون قالت له اغسل الفنجان والمعلقة كويس، فعرف صوتها وازدحم عليها الجمهور يقبلونها ويسلمون عليها، ومن شدة الزحام استدعوا الشرطة حتى يمكنها أن تخرج دون تحطيم المحل، وقالت لى آخر مرة أنزل معاكى».
تتحدث الحفيدة عن بعض صفات جدتها قائلة: «كانت جدتى لديها وسواس النظافة، وظلت لمدة 7 سنوات لا تأكل إلا كوسة مسلوقة وفقدت جزءًا كبيرًا من وزنها بعدما عرفت من صديقتها وداد حمدى أنها أصيبت بدهون الكبد بسبب الأكل الدسم، فخافت على صحتها».
 
عملاقة الكوميديا الفقيرة الكريمة
 
تحكى الحفيدة ما فعلته جدتها مع الفنانة فاطمة رشدى التى عانت من ضيق الحال فى أواخر حياتها قائلة: «كنت ماشية فى شارع فؤاد وقابلت الفنانة فاطمة رشدى وكانت تجلس على الرصيف، حيث كانت تسكن فى بنسيون، فعدت وقلت لجدتى فأسرعت معى لتراها، وعندما قابلتها بكت وقالت «يخرب بيت الزمن»، وأصرت أن تأخذها لبيتنا، وقالت لها هنقسم اللقمة سوا، وأصرت أن تجعلها تنام على سريرها وفرشت لها ملاءة جديدة، وقالت لخادمتنا تقوليلها «ياست هانم»، وقالت لأمى يانادرة اكرمى الضيف مهما كان حالك، وبقيت فاطمة رشدى فى بيتنا 17 يوما، ثم أصرت على أن تمشى وقالت لو فضلت عندك هينسونى ومش هيدونى الشقة اللى وعدونى بيها».
 
حكاية فستان زينات ولماذا احتضنها السادات وضحك؟
 
«الرئيس السادات اتصل بنفسه علشان يبلغ جدتى بالتكريم فى عيد الفن، ويدعوها لفرح ابنته وأنا اللى رديت عليه، ولم أصدق، فناديتها وارتبكت وهى ترد وأخذت تدعو له، وراحت التكريم بجيبة وبلوزة رغم أنها كانت محتفظة بكل فساتينها لكن مالحقتش تظبط فستان مقاسها، لأنها عرفت بالتكريم قبلها بيوم وكانت فقدت جزءا كبيرا من وزنها وماطلبتش فستان من حد وقالت أبقى على طبيعتى أحسن، والسادات قرر لها معاشا استثنائيا، وقال لها لو احتاجتى أى حاجة كلمينى».
تشير الحفيدة إلى أن جدتها عندما تحدثت خلال التكريم مع التليفزيون وقالت «ياريت كل الناس يعرفوا إن الدولة بتكرم الفنانين وربنا ينصر الفنانين على أهاليهم اللى بيستعروا منهم»، مؤكدة أنها كانت تقصد عددا من أقاربها الذين وصلوا لمناصب مرموقة وكانوا لا يرغبون فى أن يعرف الناس أنهم أقارب زينات صدقى.
«السادات اتصل بجدتى مرة أخرى ليدعوها لفرح ابنته وسألها عندك عربية ياست زينات، فقالت لا، فقال لها سأرسل لك سيارة من الرئاسة وهتقعدى فى الترابيزة بتاعة جيهان، واستأذنته تاخد ابنتها معها، فقال لها هاتى اللى انتى عاوزاه، وبالفعل اصطحبت والدتى معها».
تضحك الحفيدة وهى تتذكر ما حدث فى زفاف ابنة الرئيس قائلة: «جدتى ارتدت فستانا بذيل وهو الفستان الذى ظهرت به فى فيلم تمر حنة، وعندما ذهبت لتسلم على الرئيس داست والدتى على ديل الفستان، وبتلقائية قالت لها جدتى بطريقتها الشهيرة: «يوووه قطيعة يابت هتوقعينى فى صدر الراجل»، فضحك السادات واحتضنها، قائلا «الراجل يازينات؟»، ولم تتمالك جيهان نفسها من الضحك، وبالفعل جلست جدتى فى نفس المائدة مع جيهان السادات ووالدتها، والرئيس قال لها نورتينى وسعيد إنك جيتى، وبعد بدء البوفيه كانت تأخذ الأطباق وتعطيها للعساكر، فقالت لها جيهان ماتقلقيش هما بياكلوا من الأكل اللى بناكله».
لم تستغل زينات صدقى علاقتها بالرئيس السادات ورفضت أن تتصل به أو تطلب شيئا حتى بعد مرضها الذى أكدت الحفيدة أنه لم يطل: «جدتى أصيبت بمياه على الرئة قبل وفاتها بفترة بسيطة، وعندما قالت لها أمى اطلبى من السادات تروحى مستشفى كانت تقول فى ناس أحق منى، والرئيس ربنا يعينه على اللى هو فيه».
حفيدة زينات صدقى
حفيدة زينات صدقى
 
الجدة ترفض عمل حفيدتها بالفن
 
ربما تسبب معاناة زينات صدقى فى أواخر حياتها وحالة النكران الفنى التى عاشتها فى رفضها عمل حفيدتها بالفن، وربما كان خوفها الشديد على الحفيدة هو السبب، حيث تؤكد عزة مصطفى أن جدتها رفضت التحاقها بمعهد السينما: «قالتلى أنا خايفة عليكى من الفن، الطريق ده صعب والزمن غير الزمن والناس غير الناس، ورغم انى التحقت بالمعهد وكانت بتودينى بنفسها وتنتظرنى إلا أنها سحبت أوراقى دون علمى».
وأضافت الحفيدة: «وضعت الملف على الترابيزة، وبكت قائلة «انتى اتولدتى على ايدى وماعنديش استعداد أخسرك، اوعى تفكرى تلمى هدومك وتروحى تعيشى مع أمك وجوزها علشان هاموت نفسى، أخوكى طارق سافر ونادرة اتجوزت عاوزة تسيبنى، فبكيت وقلت لها هاسمع كلامك ومش هاسيبك أبدا، فقالت كملى فى معهد سنتين ولو هابيع عفش البيت هاقدملك فى الجامعة الأمريكية، وبالفعل التحقت بالجامعة الأمريكية وكانت تجلس إلى جوارى وأنا أذاكر وتنتظرنى خارج الجامعة».
تشير الحفيدة إلى أنها بعد تخرجها وخطوبتها أصرت جدتها على أن يتم كتب الكتاب فى منزلها وأن ترتدى الفستان الأبيض واختارته بنفسها وقالت: «عاوزة أشوفك بالفستان الأبيض قبل ما أموت»، مضيفة: «عملت زفة كبيرة ومسكت إيدى وطلعت ونزلت السلم على أغنية طالعة السلالم، وماتت قبل يوم الزفاف وكان عمرى وقتها 22 عاما».
 
رسائل زينات إلى الله
 
«يا رب الإيجار متأخر من 3 شهور اهدى عليا صاحب البيت، واهدى عزة وخليها تسمع كلامى، يارب أنا مابشتغلش دلوقت استرنى وسدد ديونى، وادينى الصحة».. كانت هذه عناوين رسائل كتبتها زينات صدقى إلى الله وكانت تضعها بين صفحات المصحف الذى تقرأ فيه، وهو ما أكدته حفيدتها.
«كانت غاوية تشترى مصاحف وتعطى كل من يأتى لزيارتها مصحفا، وعندما زارها عم فايق جارنا القسيس قبل وفاتها قالت له أنا عاوزة أديك هدية بس ماعنديش غير المصحف، فقال لها طبعا أحلى هدية كتاب الله، وحتى الآن يحتفظ أبناؤه بهذا المصحف ويضعونه فى الصالون بجوار الإنجيل، وعدد من جيراننا قالوا مصحف الست زينات وش السعد علينا وبناتهم تزوجوا فى نفس الأسبوع».
«أخى طارق كان فى الكويت وقبل وفاتها جاء لرؤيتها وطلبت كريز، وقالت كل اللى فى الأوضة يخرجوا ماعدا طارق وعزة، وظلت تضع الكريز فى فمى وفمه وتقول لما انتوا تاكلوا كأنى أكلت، ومسكت إيدينا وقالت خلوا بالكم من بعض ومن أمكم، وانت ياطارق كفاية غربة علشان اختك ماتقعدش لوحدها».
تبكى الحفيدة وهى تتذكر هذه اللحظات وتكمل: «قالت اخرجوا عاوزة أرتاح، ومشينا حتى منتصف الغرفة فتنهدت، ونظرنا إليها فوجدناها توفيت وكان ذلك فى 2 مارس 1978، ودفنت فى مدفن عابرى السبيل الذى أنشأته، وأصيبت شقيقتها فاطمة بانفصال شبكى من الصدمة، وظلت والدتى حتى وفاتها منذ 12 عاما توصينا بألا ننسى جدتنا وأن نحيى ذكراها، وهاجر أخى طارق منذ أكثر من 30 عاما وقال مش هاجى مصر وأمى وجدتى مش فيها».
دفنت زينات صدقى فى المدفن الذى اشترته ووضعت عليه لافتة «مدفن الصدقة وعابرى السبيل» إلى جوار الفقراء الذين أحبتهم وأرادت أن يكونوا جيرانها فى الآخرة، وتحت شجرة كافور نبتت فى المدفن وأوصت حارسه بألا يقطعها، وبعد وفاتها باع عدد من أقاربها المدفن وأزيلت لوحة عابر السبيل، لتنطوى صفحة حياة زينات صدقى عابرة السبيل وحبيبة الملايين ويبقى فنها وروحها عابرًا للأجيال.
 
p
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة