- أجهضت نفسها ورفضت أن يكون لها ابن من حب عمرها قبل أن يخبر والده بزواجهما.. ولهذه الأسباب ضربته بالتليفون فطلقها
- عزة مصطفى: جدتى تزوجت للمرة الأولى من ابن عمها الطبيب فى سن 14 سنة وكان يكبرها بـ17 عاما ولم تعمل راقصة ولم تبع عفش بيتها
- حكاية «شربة زينات» وسر مدفن عابرى السبيل ولماذا بكت على مسرح الريحانى؟
- كانت تبكى بعد تصوير آخر أفلامها وتقول «دى مش مكانتى أنا باضيع تاريخى وباهزأ نفسى»
وقفت النجمة التى طالما أضحكت جمهورها أمام المرآة تزيل آثار الماكياج، بينما تنساب الدموع من عينيها، اقتحمت الحفيدة غرفة جدتها ونظرت إليها قائلة «انتى بتعيطى يا آنا»، حاولت الجدة أن تخفى وجهها قائلة «لا يا حبيبتى الماكياج دخل فى عينى، سيبينى دلوقت وهاخرج أقعد معاكى».
أغمضت الفنانة الكبيرة عينيها وتذكرت كيف كان بيتها لا يخلو من عمالقة الفن، وكيف كانت تجمعهم أسبوعيا لتناول «شربة زينات»، هنا كان يجتمع كل أعضاء فرقة الريحانى وكبار النجوم، عبدالسلام النابلسى، وفريد الأطرش، وعادل خيرى، وإسماعيل ياسين وغيرهم، تعدهم زينات صدقى بأكلة كوارع من يد شقيقتها فاطمة، ولكن بشرط أن تعطيهم شربة زيت خروع لتنظيف المعدة قبلها بيوم ومعها عصير برتقال وشوربة فول نابت، وبمجرد أن يتناولوا الشربة تطلق زينات زعروطتها الشهيرة وتقول: «ياللا كل واحد على بيته قبل الشربة ماتشتغل وبكرة ناكل الكوارع».
تتردد فى أذنها الإفيهات الشهيرة التى أضحكت جمهورها «كتاكيتو بنى، إنسان الغاب طويل الناب، يا سارق قلوب العذارى، يا مُهدَى إلى الحديقة يا وارد أفريقا، عوض عليا عوض الصابرين يارب»، تتذكر أيام مجدها وتبكى حسرة على ما مضى.
خرجت الحفيدة لتخبر والدتها نادرة، فأدركت الأم ما حدث ودخلت لخالتها قائلة: «مالك يازوزو حد ضايقك فى التصوير»، فانفجرت الفنانة الكبيرة قائلة: «أنا ماكنتش عاوزة أرجع أمثل تانى انتى وخالتك فاطمة اللى ضغطوا عليا، دى مش مكانتى أنا كده باضيع تاريخى وباهزأ نفسى».
النهاية الحزينة
كانت زينات صدقى قد غابت عن الأضواء لسنوات، قالت حفيدتها عزة مصطفى إنها وصلت إلى 23 عاما، وخلال هذه الفترة كانت تعرض عليها أدوار تراها غير مناسبة لتاريخها ومكانتها فكانت ترفضها.
عاشت عملاقة الكوميديا مع نادرة ابنة شقيقتها سنية التى تبنتها منذ مولدها، وكانت نادرة بنتا على 13 ولدا، فعرضت زينات صدقى على أختها أن تاخذها لتربيها معها وتتخذها ابنة لها لأنها لم تنجب، وتولت تربيتها وتعليمها حتى تزوجت وأنجبت توأمها «طارق وعزة» اللذين اعتبرتهما زينات صدقى حفيديها وتولت رعايتهما وتربيتهما، وكانا أقرب الناس إليها.
تؤكد الحفيدة عزة أن والدتها كانت تضغط على جدتها لقبول ما يعرض عليها من أدوار خوفا من أن ينساها الجمهور، فكانت الجدة ترد دائما «الجمهور عمره ما هينسانى»، وكانت ترشح صديقتيها وداد حمدى ونبيلة السيد لهذه الأدوار، ولكنها رضخت لرغبة شقيقتها وابنة شقيقتها ووافقت على قبول المشاركة فى آخر فيلمين فى حياتها وهما «السراب، وبنت اسمها محمود» عام 1975، وحزنت بعد هذين الفيلمين، فلم يتم التعامل معها بما يناسب تاريخها وقررت ألا تقبل أى أدوار أخرى، ورفضت المشاركة فى مسلسل «القاهرة والناس»، وأصيبت باكتئاب.
كان هذا مشهدا من مشاهد حياة الفنانة زينات صدقى، عملاقة الكوميديا وأيقونة الضحك، التى كشفت حفيدتها عزة مصطفى فى حوارها معنا الكثير من الأسرار والتفاصيل التى لا يعرفها جمهورها.
تتشابه بعض مشاهد حياة زينات صدقى ومواقفها فى الحياة مع مشاهدها فى الفن، بعضها لا يخلو من الضحك، بينما يختبئ جزء كبير من مشاهد الحزن والاكتئاب والمعافرة والجدعنة والقوة والضعف.
ورغم نفى الحفيدة ما تتداوله وسائل الإعلام من أن جدتها باعت أثاث منزلها ولم تكن تجد قوت يومها وأنها دفنت فى مقابر الصدقة، ولم تجد فستانا لتحضر به احتفال عيد الفن، فإنه وحتى مع خطأ هذه المعلومات فإن المؤكد أن النجمة الكبيرة عانت فى سنوات عمرها الأخيرة وتبدل بها الحال بعد ابتعادها عن الأضواء.
«لم تبع عفش بيتها وماكنتش بتشحت ولا سابت بيتها زى ماقالوا عنها، أنا عايشة فى نفس البيت اللى كانت عايشة فيه جدتى فى وسط البلد».. هكذا تحدثت الحفيدة بغضب لتنفى بعض المعلومات المتداولة عن جدتها.
صديقة زينات
لم تنفِ الحفيدة أن الفنانة زينات صدقى تعرضت لأزمات مالية بعد ابتعادها عن الأضواء، قائلة: «عندما حجزت عليها الضرائب باعت مصاغها والفازات والسجاد العجمى الغالى ومابعتش العفش ولا نامت على الأرض، وماما كانت ماكيرة مشهورة وكملت لتسديد قيمة الضرائب التى وصلت إلى 20 ألف جنيه فى نهاية الستينيات، وعاشت جدتى مستورة وظلت خادمتها معنا حتى وفاتها وبقى عفشها حتى تهالك وظل بيتها مفتوحا حتى آخر أيام حياتها».
البداية من الإسكندرية إلى القاهرة
تحكى الحفيدة عن بداية المشوار: «أسرة جدتى من أصول مغربية، كان والدها شيخا من كبار تجار الإسكندرية، تزوج والدتها وكانت أرملة معها بنتان دولت وسنية، وأنجب منها زينب وفاطمة، وزينب هى جدتى زينات صدقى واسمها زينب محمد سعد، وولدت فى 4 مايو 1913».
تشير الحفيدة إلى أن من بين المعلومات الخاطئة عن جدتها أنها يهودية، وهى المعلومة التى ذكرها الدكتور محمد أبوالغار فى كتابه عن يهود مصر، كما نفت ما يتداوله البعض من أنها كانت أمية، مؤكدة أنها حصلت على الابتدائية.
توفى والد زينات صدقى وعمرها 13 عاما كما أشارت حفيدتها، فتزوجت ابن عمها وكان طبيبا يكبرها بـ17 عاما وعاملها معاملة سيئة وكان يضربها فوقع الطلاق بينهما.
ظهرت ميول زينات صدقى الفنية، وشجعتها صديقتها خيرية صدقى، بينما عارضت والدتها فى البداية عملها بالفن، وبعد طلاقها قررت زينات أن تنزل مع صديقتها إلى القاهرة، وكانت شقيقتها دولت تزوجت من طبيب مشهور فى السودان، كما تزوجت شقيقتها سنية، فيما بقيت الصغرى فاطمة مع والدتها فى الإسكندرية.
التحقت زينات صدقى بمعهد أنصار التمثيل وأقامت مع خيرية صدقى عند خالتها.
تنفى الحفيدة أن جدتها عملت راقصة وتؤكد أنها بدأت كومبارس فى فرقة الريحانى: «بديعة مصابنى زوجة الريحانى شاهدت جدتى وهند رستم فى المجاميع، فقالت له عاوزة البنتين دول».
«غنت جدتى مع المجاميع لمدة 14 يوما وكان صوتها جهوريا، فقالت لها بديعة هعلمك الرقص، ولكن جدتى أكدت أنها تحب التمثيل ولا تريد أن ترقص، ثم استأذنت بحجة أنها ستستقبل والدتها من المحطة وذهبت للريحانى».
زينات صدقى مع السادات
وتكمل الحفيدة: «قابلت جدتى الريحانى وقال له أنا تركت أهلى علشان أمثل ومش عاوزة أشتغل مع مدام بديعة، جربنى وادينى فرصة، فأعطاها الريحانى دور خادمة فى إحدى مسرحياته وقال لها: لو نجحتى هتكملى، مانجحتيش هتمشى».
نجحت زينات صدقى وأجادت الدور، وغير الريحانى اسمها من زينب إلى زينات، واقتبست اسم صدقى من اسم صديقتها، وبدأت رحلة عملاقة الكوميديا زينات صدقى.
زينات فى عمارة الفنانين
أخبرت زينات نجيب الريحانى أنها تريد شقة لتحضر والدتها وشقيقتها من الإسكندرية للإقامة معها، فاختار لها الشقة التى أقامت فيها طوال حياتها وعاشت فيها ابنة شقيقتها وأحفادها، وقال لها إن عددا كبيرا من الفنانين يسكنون فى هذه العمارة.
«الريحانى قابل اللواء مدكور صاحب العمارة واتفق معاه على تأجير الشقة لجدتى وكان يسكن فى العمارة نجمة إبراهيم، ثريا حلمى، إسماعيل ياسين، وعدد من الفنانين الأرمن واليهود، وكانت الشقة المقابلة لها عبارة عن بنسيون سكن فيه فريد الأطرش، وعبدالسلام النابلسى»..هكذا أشارت الحفيدة إلى جيران جدتها فى هذه الفترة، وأضافت: «جدتى عمرها ما اشتغلت رقاصة ولا عملت بالأفراح زى ما قالوا، وعمها وضع يده على تجارة والدها وكان يعطيهم مبلغا شهريا، وعاشت معها والدتها طوال حياتها».
حققت زينات صدقى نجاحات متواصلة مع فرقة الريحانى، وبعد وفاته سافرت مع مجموعة من الفنانين إلى لبنان، واصطحبت معها أمها وشقيقتها، وعملت مطربة فى المطاعم والمسارح، وكانت تغنى عددا من أغنيات المطربة فتحية أحمد، وفى إحدى الليالى صادف أن تواجدت المطربة فتحية أحمد فسمعت زينات صدقى تغنى أغانيها فغضبت وجرت وراءها وحاولت ضربها، وكان هذا آخر عهد زينات صدقى بالغناء كما أشارت حفيدتها، وعادت بعد ذلك إلى مصر.
رحلة تألق وجدعنة ورقة الكوميديا الرابحة
بدأت زينات صدقى مشوارها السينمائى عام 1937 فى فيلم «وراء الستار» لتتوالى نجاحاتها وشهرتها وتصبح صاروخ الكوميديا وورقتها الرابحة حتى إنها شاركت فيما يقرب من 20 فيلما خلال عام واحد، ووصلت إلى أوج تألقها الفنى فترة الخمسينيات، وأشهرأفلامها: «ابن حميدو، حلاق السيدات، العتبة الخضرا، دهب، شارع الحب، معبودة الجماهير».
اشتهرت زينات صدقى بين زملائها بالكرم والجدعنة والقوة فى الحق ومساعدة المحتاجين، وتحكى حفيدتها بعضا من مواقفها، ومنها عندما توفى فنان بسيط من فرقة الريحانى اسمه محمد فوزى أثناء العرض، واستكمل الريحانى المسرحية ولم يوقف العرض، تأثرت زينات صدقى، وبعدما انتهت من دورها قالت للجمهور: «زميلنا الغلبان توفى أثناء العرض ولو كان نجيب الريحانى ولا يوسف وهبى أو حتى زينات صدقى هى اللى توفت كانت الدنيا قامت، لكن الغلبان مالوش تسعيرة، علشان كده أدعوكم تقفوا دقيقة حداد على روح زميلنا، وأدعوكم بكرة لحضور الجنازة وتشييعها من مسرح الريحانى»، وانفجرت فى البكاء حتى اعتقد البعض أن الفنان الذى توفى زوجها.
وكانت زينات صدقى اشترت مدفنا خاصا فدفنت زميلها فيه، وأوصت الحارس بأن يدفن فيه أى شخص فقير، وقالت: «المدفن ده لكل الغلابة، يهودى وقبطى ومسلم وكل اللى مالهوش مكان للدفن».
أشارت الحفيدة إلى أن عددا من أقاربها اعترضوا وقال لها أحدهم «مش معقول ستات ورجالة العيلة يندفنوا جنب الشغالين والبوابين»، فأصرت زينات صدقى على أن تضع لوحة على المدفن مكتوبا عليها «مدفن الصدقة وعابرى السبيل»، وهو المدفن الذى دفنت فيه وباعه شقيق زوج أختها فاطمة بعد وفاتها ورفع لافتة عابرى السبيل، وتؤكد حفيدتها أنه لهذا السبب ادعى البعض أن زينات صدقى دفنت فى مقابر الصدقة.
وتابعت: «المدفن طلع فيه عين مية حلوة فعملت حنفية وقالت للحارس خلى كل الناس تملى منها وإياك تبيع المية».
حب العمر الضائع
فى فرقة الريحانى التقت زينات صدقى بحب عمرها وهى المفاجأة التى كشفتها الحفيدة عن الفنانة الكبيرة التى حظيت بلقب أشهر عانس فى الفن.
«فى الصفوف الأولى اعتاد أن يجلس ليراها وأن يرسل لها يوميا وردا، كان أحد الضباط الأحرار ووالده عمدة بالصعيد، وتحدث مع الريحانى عن إعجابه بزينات صدقى، ولكن الريحانى قال له «زينات زى القطر ومش بتاعة طرق ملتوية»..هكذا كشفت عزة مصطفى حفيدة زينات صدقى جزءا من حياتها لا يعرفه الكثيرون.
«تحدث معها وأبدى إعجابه بها قائلا: ياريت تعزمينى على فنجان قهوة فى البيت، فعنفته مؤكدة أنها لا تستقبل رجالا فى بيتها، فقال لها أقصد اعزمينى فى اليوم اللى بتعزمى فيه الفرقة»، وبالفعل ذهب مع أفراد الفرقة فى اليوم المخصص لتناول شربة زينات، وبعدها طلبها للزواج.
ترفض الحفيدة الإفصاح عن اسم اللواء الذى تزوجته جدتها، مؤكدة أنه أصبح مسؤولا مهما وكون أسرة وله أبناء وأنه تزوج جدتها زواجا رسميا ومعلنا: «المسرح والفرقة كلها كانوا عارفين وعملت حفلة فى بيتها حضرها أقاربها وأخواتها وعزمت عمها وقالتله هات ولادك وحضر وقال لها رفعتى راسنا يازينات».
وتابعت: «أخوات زوجها ووالدته عرفوا بزواجه بعد 9 سنوات بعدما عرضت عليه والدته الزواج، لكن والده لم يكن يعلم».
وكشفت حفيدة زينات صدقى أن جدتها حملت من زوجها اللواء ولكنها أجهضت نفسها وقالت لزوجها «مش هيكون لى ابن منك إلا بعد علم والدك».
ظلت زينات صدقى متزوجة من الضابط لمدة 14 عاما- بحسب كلام حفيدتها- مضيفة: «كان حب عمرها وكان يعشقها ووالدتى كانت تناديه «بابا»، ولكن فى أحد الأيام وبعد زواج شقيقتها فاطمة طلب من جدتى أن تترك الفن وترسل والدتها إلى شقيقتها فاطمة أو إلى دار مسنين وقال لها إنه سيتحمل نفقاتها، على أن تظل والدتى نادرة معهما».
تشير الحفيدة إلى رد فعل زينات صدقى على ما قاله زوجها قائلة: «قالت له ماسمعتش سمعنى تانى»، ثم ضربته بالتليفون على رأسه، فقال لها «انتى طالق».
تؤكد عزة مصطفى أن زينات صدقى حزنت حزنا شديدا بعد الطلاق لأنها كانت تحب زوجها، ولكنها أصرت على عدم العودة إليه رغم محاولاته.
وكشفت الحفيدة أن جمال عبالناصر حاول التدخل للصلح بين زينات صدقى وزوجها: «اتصل بها عبدالناصر وقال لها مستعد أصالحكم، فقالت له: ده أنانى، قاللى سيبى شغلك، وإرمى أمك، فقال لها الرئيس عبدالناصر: خلاص اعتبرى إنى لم أحدثك فى هذا الموضوع».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة