يوما بعد يوم تظهر بوضوح العلاقة الحرام بين إيران وقطر، تلك العلاقة التى بدأت سرية ثم ظهرت للعلن بداية مع اشتعال الأزمة القطرية مع الدول العربية، ليبدأ هذا التعاون يظهر للعلن ويأخذ أشكال مختلفة، فلكل منهما أهداف وأغراض دفعته للتقرب من الأخر.
العلاقة بين قطر وإيران سعت الدوحة لإخفائها طيلة السنوات الماضية، حتى اكتشف العرب كل شئ، وبدأت دول الخليج تتخذ مواقف ضد قطر بسبب نمو تلك العلاقة بل وإتاحة الفرصة لطهران لتحقيق أهدافها التوسعية فى المنطقة، حتى اعترف الإيرانيين أنفسهم بهذه العلاقة.
الصحف الأجنبية فاجأت الجميع عبر مواقعها ووسائل الإعلام عن إمكانية مشاركة إيران فى استضافة بعض المنتخبات المشاركة فى نهائيات النسخة المقبلة من كأس العالم والتى تستضيفها قطر 2022، الأمر الذى يؤكد على أن مسئولى الدوحة يصرون على الانسلاخ من العروبة والقومية العربية عن طريق اللجوء للدولة التى تعمل ضد مصلحة العرب.
يذكر أن إنفانتينو كشف فى وقت سابق عن أن الاتحاد الدولى لكرة القدم يبحث إمكانية زيادة عدد الفرق المشاركة فى مونديال 2022، وتقاسم حق استضافة النسخة الموسعة بين قطر ودول أخرى فى المنطقة.
منشآت المونديال فى خطر
أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والارث المنظمة لكأس العالم قطر 2022 ، في بيان رسمي وفاة عامل في استاد الوكرة المقرر أن يستضيف مباريات من البطولة التى ستقام فى شتاء 2022، وجاء فى البيان: "ببالغ الأسى عن وفاة عامل نيبالي يبلغ من العمر 23 عاماً، وذلك أثناء تأدية عمله في موقع مشروع استاد الوكرة صباح الثلاثاء" وأشارت اللجنة الى "فتح تحقيق في الحادثة"، وأنها ستقدم المزيد من التفاصيل "حول نتائج التحقيقات في الوقت المناسب".
وسبق لعامل نيبالي يبلغ من العمر 29 عاما، أن توفي في الموقع ذاته في اكتوبر 2016، بعد تعرضه للصدم من قبل شاحنة. وحادثة الوفاة الجديدة هي الأولى منذ الإعلان عن وفاة العامل البريطاني زاك كوكس لدى سقوطه في ورشة استاد خليفة في يناير 2017.
ولقيت ظروف العمال الأجانب في المشاريع المرتبطة بمونديال 2022، انتقاد العديد من المنظمات الحكومية، لاسيما لجهة الظروف التي يعملون فيها والحقوق التي ينالونها. ونفت الدوحة بشكل متكرر هذه الانتقادات، مؤكدة العمل بشكل مستمر على تحسين ظروف العمالة الأجنبية.
وأكدت اللجنة المنظمة في سبتمبر 2017 التزامها "بحماية العمال في مواقع بناء استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وضمان صحتهم وسلامتهم"، ولم يحدث ذلك حتى الآن.
من ناحية أخرى، سلطت صحيفة "الاكونوميستا" المكسيكية الضوء على الأخطاء الكارثية فى ملف تنظير قطر لكأس العالم بعد ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 400 عامل مؤكدة أن إسناد ملف التنظيم للدوحة يشوبه فساد لا يمكن إنكاره، حيث تطالب العديد من الدول الأوروبية بسحب الملف من الدوحة لاستحالة استضافتها للبطولة بشكل جيد لأسباب من بينها المناخ والطبيعة الجغرافية لقطر، وكذلك الأزمة القائمة بينها وبين الدول العربية والتى تحول دون وجود خطوط طيران ملائمة، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التى يعيشها عمال الملاعب والتجهيزات لاستضافة البطولة.
انتقادات إلى قطر وكأس العالم 2022
وقالت "ايكونوميستا" فى تقريرها إن قطر تنفق المليارات فى عالم الساحرة المستديرة للتعتيم على جرائمها من جهة، وتجميل صورتها من جهة آخرى، موضحة أن الدوحة تخصص صندوق استثمارى للأحداث الرياضية وشراء نوادى كرة القدم، وحقوق نقل البطولات الأوروبية والتعاقدات مع اللاعبيين، والاستثمار فى ألعاب القوى العالمية وغيرها الكثير مثل كأس العالم فى 2022، وتقدر استثمارات قطر فى هذا المجال بـ211 مليار يورو، لا لشئ إلا لتعزيز وجودها فى المنطقة التى يتفوق عليها جيرانها من الدول العربية الاخرى، ولذلك فان قطر لا يوجد لديها ما يفوقها عن غيرها فى المنطقة العربية سوى الاموال.
ويقول جيمس دورسى، باحث وخبير مكسيكى فى قضايا الشرق الاوسط: "استثمارات قطر الضخمة فى الالعاب الرياضية كأداة من أدوات القوة الناعمة لن تصمد طويلا، خاصة وأن التكلفة تكون اعلى من الفوائد التى تعود عليها، فى محاولة لتجاوز الازمة القائمة من عزلتها بسبب تمويل الارهاب ودعم المنظمات الارهابية".
وأشار الباحث إلى أن كأس العالم 2022 سيقام للمرة الأولى فى فصل الشتاء ، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة داخل قطر فى الصيف ، وهو أول ما يثير استياء مسئولي الأندية من تنظيم كأس العالم 2022 فى قطر، بجانب الرشاوى التى تم دفعها من الأساس للحصول على شرف التنظيم.
وأضاف الخبير السياسى أن "ظروف العمل للعمال خلال السنوات الأربع الماضية خلقت العديد من الانتقادات من المنظمات الدولية التى قدرت أن أكثر 400 عامل قد يموتون اثناء العمل بسبب خطر الظروف المناخية واستغلال العمالة ، ومع ذلك فليس هذا هو العامل الاكثر حسماً أيضاً، فبالإضافة إلى ذلك فان بعض المسئولين القطريين يواجهون اتهامات بالفساد، مثل محمد بن همام الذى تم طرده نهائياً من الفيفا، وبالتالى لابد من سحب التنظيم وإسناده لدولة أخرى."