محمد عبد العظيم «عظيمة»، أحد الطيور المهاجرة فى الكرة المصرية، ويعد «النمر الأسود» أول لاعب مصرى يحترف فى ألمانيا وكوريا الجنوبية، كما يعد أول مصرى وعربى يحصل على أعلى رخصة تدريبية فى أوروبا.
«عظيمة» الذى يتولى حالياً منصب المدير الفنى لنادى ظفار العمانى الذى عمل مدرباً عاماً فى النادى الأهلى تحت قيادة مارتن يول مشواره مملوء بقصص النجاح، وحرص «اليوم السابع» على إجراء حوار مع المدرب المخضرم الذى تحدث فيه عن العديد من الملفات وكان معه هذا
الحوار
.كيف تسير الأمور معك فى نادى ظفار؟
أتولى حالياً تدريب نادى ظفار، والحمد لله الفريق يتصدر حالياً جدول ترتيب الدورى العمانى بفارق 9 نقاط عن النهضة، صاحب المركز الثانى بعد مرور 12 جولة على انطلاق المسابقة.
ظفار هو أكثر الأندية تتويجاً بلقب الدورى العمانى برصيد 10 ألقاب، ويتمتع بشعبية كبيرة فى السلطنة، كما يرتدى القميص الأحمر مثل الأهلى فى مصر.
حدثنا عن تجربتك فى الدورى العمانى؟
هذه ليست المرة الأولى التى أعمل فيها بسلطنة عمان، فقد سبق وأن توليت تدريب منتخب الشباب والأولمبى عام 2011، توليت فى بداية الموسم الحالى منصب المدير الفنى لنادى مرباط، قبل أن أقرر الرحيل بالاتفاق مع الإدارة بعد دخول النادى فى أزمة مالية، بسبب انسحاب الراعى الرسمى للنادى.
تركت مرباط وهو يحتل «وصافة» الدورى العمانى وفى اليوم التالى تلقيت عرضاً لتدريب ظفار، ووافقت على قبول العرض دون تردد نظراً لمكانة النادى العريقة هناك.
وبالمناسبة أفتخر أن معظم قوام منتخب سلطنة عمان الفائز بالنسخة الأخيرة من بطولة كأس الخليج التى أقيمت فى الكويت على حساب الإمارات، توليت تدريبهم بمنتخب الشباب مثل نادر عوض وأحمد فرج.
قمت بتدريب منتخبات وأندية ما الفرق بين التجربتين؟
هناك فارق كبير، فبالنسبة للعمل فى المنتخبات تقوم بوضع برنامج عام لتطوير للكرة المحلية لتطوير الرياضة، بجانب التعامل مع أفضل العناصر المتواجدة فى الأندية التى تستقطبها للمنتخب، أما بالنسبة للعمل فى الأندية فأنت متواجد على الساحة يومياً وتقود ناديا فى مباراة أو أكثر أسبوعياً، الأمر الذى يمنحك خبرة واسعة.
كيف كانت علاقتك بالجنرال الراحل الجوهرى؟
محمود الجوهرى هو «الأب الروحى» بالنسبة لى، تعلمت منه الكثير كلاعب ومدرب، علاقتى به كانت رائعة للغاية بداية من انضمامى لمنتخب مصر تحت قيادته، مروراً بتولى تدريب منتخب الأردن للشباب فى الوقت الذى كان يتولى فيه الراحل منصب المستشار الفنى للاتحاد الأردنى لكرة القدم.
الجوهرى من أفضل المدربين فى تاريخ الكرة المصرية، لم يترك مكانا وإلا ترك به بصمة واضحة بداية من الأندية وحتى منصب المستشار الفنى للاتحاد الأردنى لكرة القدم.
وعلينا أن نعترف بأن الجوهرى صنع طفرة واضحة فى الكرة الأردنية وإنجازاته لا تحصى داخل وخارج مصر، لقد طلبنى بالاسم لتدريب منتخب الأردن للشباب فى تجربة هى الأفضل بمشوارى التدريبى، لم يبخل علىَّ بالنصائح والخبرات، وكنت محظوظاً للغاية بالعمل معه.
منتخب الأردن للشباب كان يشارك فى التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الآسيوية ونجحنا فى التأهل لتلك المسابقة القارية، وكان «الجنرال» فى استقبالنا بالمطار، وفجأة احتشدت الجماهير فى المطار وأخذت تهتف «جوهرى.. جوهرى»، كان محبوباً من الجميع.
ما الفرق بين جيل 90 والجيل الحالى لمنتخب مصر؟
كل جيل له ميزة، جيل 90 هو ثمرة الاحتراف فى مصر، وهو من فتح باب الاحتراف للاعبين فى أوروبا، حيث مجدى عبد الغنى، عظيمة، هانى رمزى، بمعنى أصح كنا فاتحة خير للكرة المصرية.
الجيل الحالى فتح باب أمام اللاعبين للاحتراف فى إنجلترا مهد كرة القدم، الأمر الذى انعكس بالإيجاب على منتخب مصر، لكن كنت أتمنى مشاهدة عدد أكبر من المحترفين خاصة فى إنجلترا.
كنت مدربًا عامًا للأهلى فى فترة كانت مليئة بالأزمات فما السبب؟
توليت منصبى فى النادى الأهلى مع الكابتن عبد العزيز عبد الشافى «زيزو»، بعد اعتذار فتحى مبروك عن مواصلة مشواره مع الفريق الأحمر، وكانت أول مباراة للجهاز الفنى الجديد بين الأهلى والزمالك فى بطولة كأس السوبر بالإمارات.
توقيت المباراة لم يكن مناسباً لنا، فالأهلى كان يعانى على صعيد مشاركاته بمختلف المسابقات، وكان لابد من الفوز ببطولة كأس السوبر لإرضاء الجماهير الغاضبة، والحمد لله تمكننا من الفوز بالبطولة.
وبتلك المناسبة أود أن أشكر «زيزو» الذى منحنى فرصة العمل كمدرب فى النادى الأهلى والحصول على كأس السوبر الذى كان بمثابة «فاتحة خير علىّ».
وهل أجبرت الإدارة مارتن يول على تقديم استقالته؟
لا، الألتراس خلصوا عليه، مارتن يول قرر الرحيل عن تدريب الأهلى بعد الهجوم الذى تعرض له من جانبهم بعد الخروج من دورى أبطال أفريقيا فى أحد التدريبات، المدرب الهولندى تعرض للصدمة من تصرفات الألتراس، فقرر الاعتذار عن مواصلة المشوار.
هل ترى أن عبدالله السعيد أخطأ بالرحيل عن الأهلى؟
عبدالله السعيد قدم الكثير للنادى الأهلى ومنتخب مصر، لكنه «استعجل» فى قرار الرحيل عن القلعة الحمراء، كان عليه أن يتريث قليلاً فالأهلى هو من ساهم فى صناعة اسمه.
كنت أتمنى أن يختتم عبد الله السعيد مشواره فى القلعة الحمراء، لكنه اتخذ القرار ويتحمل تبعاته.
هل ترى أن عماد متعب تعرض للظلم فى نهاية مشواره مع الأهلى؟ وهل تعتقد أن قراره اعتزاله تأخر كثيراً؟
عماد متعب أحد أفضل المهاجمين فى تاريخ الكرة المصرية، وهو أسطورة من أساطير الأهلى، يمكن أن نطلق عليه لقب «رجل المهام الصعبة»، فعلى الرغم من مشاركته فى مباريات الفريق الأحمر بالدقائق الأخيرة إلا أن أهدافه الحاسمة كانت تمنح لنا التفوق.
عماد متعب «عملة نادرة»، وأعتقد أنه كان يستحق الحصول على فرصة المشاركة فى المباريات بشكل أكبر فى فترته الأخيرة مع الأهلى، أما بالنسبة لقرار اعتزاله فكنت أتمنى استمراره فى الملاعب لمدة موسم أو موسمين فهو لا يزال قادراً على العطاء، لكنه صاحب القرار الأول والأخير.
من وجهة نظرك كيف ترى منتخب مصر بعد رحيل كوبر وقدوم أجيرى؟
علينا أن نعترف بأن هيكتور كوبر نجح فى تحقيق الأهداف المطلوبة منه وهى التأهل لبطولة كأس العالم 2018 فى روسيا وكأس الأمم الأفريقية 2017 بالجابون، ونجح فى قيادة المنتخب الوطنى للصعود للمباراة النهائية فى أول ظهور لـ«الفراعنة» بعد غياب ثلاث دورات متتالية.
أما بالنسبة لخافيير أجيرى، فالوقت لا يزال مبكراً للحكم على تجربته مع المنتخب الوطنى، وأعتقد أن بطولة كأس الأمم الأفريقية هو الاختبار الحقيقى للمدرب المكسيكى، وفى ذلك الوقت يمكننا الحكم عليه.
هناك من أشاد بأجيرى بعد الفوز على النيجر وسوازيلاند «ذهاباً وإياباً» فى تصفيات أمم أفريقيا لكن هذه منتخبات «درجة ثانية»، كما أن مواجهة تونس تعد بمثابة «تحصيل حاصل» بعد ضمان التأهل لذلك بطولة كأس أمم أفريقيا أعتبرها المحك الرئيسى التى يمكننا من خلاله تقييم أجيرى.
وما سر نكسة منتخب مصر فى مونديال 2018.. خطة كوبر أم تراخى اللاعبين أم قلة الخبرة؟
خطة كوبر الدفاعية وراء الهزائم الثلاث التى تعرض لها المنتخب الوطنى فى مونديال روسيا، وكنت أتمنى أن يقوم اتحاد الكرة بتوجيه الشكر لكوبر عقب موقعة الكونغو والتأهل لبطولة كأس العالم، أو مطالبة المدرب الأرجنتينى بتغيير فلسفته على الأقل، لكنه فضل استمراره فى تدريب «الفراعنة»، ولعل الخروج المبكر من الدور الأول أثبت خطأ قرار اتحاد الكرة.
هل تعتقد أن كوبر تعرض للظلم من الإعلام المصرى رغم النجاحات اللى حققها؟
لا كوبر لم يتعرض للظلم من جانب الإعلام المصرى، صحيح أنه حقق نجاحات رائعة، لكن الخروج الكارثى من بطولة كأس العالم نتيجة فلسفته أثر بالسلب على سمعة المنتخب الوطنى، ومن الآخر «منظرنا كان وحش».
هل تعتقد أن الجيل الحالى قادر على الفوز بأمم أفريقيا 2019 والصعود لمونديال 2022؟
وأثق قدرة الجهاز الفنى والجيل الحالى من اللاعبين على قيادة المنتخب الوطنى للصعود إلى مونديال 2022، والتأهل للدور نصف النهائى على الأقل فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، فالتواجد بالمربع الذهبى هو المكان الطبيعى للمنتخب الوطنى.
بما أنك محاضر بالاتحاد الألمانى لكرة القدم.. ما سر تدهور أداء ونتائج منتخب ألمانيا؟
ارتفاع معدل الأعمار وراء سقوط منتخب ألمانيا فى مونديال روسيا، لابد من اتباع سياسة الإحلال والتجديد لضخ دماء جديدة، ولعل الجميع يتذكر أن منتخب ألمانيا توج بطلاً لمونديال القارات 2017 بالصف الثانى من اللاعبين.
يواكيم لوف المدير الفنى لمنتخب ألمانيا يقوم حالياً ببناء جيل جديد للمنتخب فى ضوء استراتيجية واضحة بالتنسيق مع الاتحاد.
من اللاعيبن المصريين تحب أن تتابعهم الآن؟
محمد صلاح فهو واجهة مشرفة للكرة المصرية والعربية، كذلك محمد الننى وأحمد حجازى، وتريزيجيه الذى يقدم مستويات مميزة فى الدورى التركى، بجانب وليد سليمان الذى أعتبره «القلب النابض» للنادى الأهلى.
هل ترى أن وليد سليمان يستحق الانضمام للمنتخب؟
بالطبع وليد سليمان يستحق التواجد فى المنتخب الوطنى، ولا أدرى لماذا يستبعد أجيرى اللاعبين أصحاب الخبرة من المنتخب الوطنى؟ هو يريد بناء فريق جديد من عناصر الشباب، لكن لابد من توافر عناصر الخبرة، والدليل كريستيانو رونالدو الذى تجاوز عامه الـ30 ولا يزال عنصراً أساسياً فى منتخب البرتغال، كذلك ليونيل ميسى مع منتخب الارجنتين وحسين عبد الغنى الذى انضم لمنتخب السعودية مؤخراً وهو بعمر الـ41، أى منتخب فى العالم لابد أن يضم 3 أو 4 من اللاعبين الكبار التى تمنح اللاعبين الشباب خبراتها.
استبعاد اللاعبين ممن تجاوزت أعمارهم 30 عاماً يحد من طموحاتهم مع أنديتهم من وجهة نظرى.
من الذى أطلق عليك لقبى «عظيمة» و«النمر الأسود»؟
أصدقائى فى حلوان هم من أطلقوا على هذا اللقب، عندما كنا نمارس كرة القدم بعمر الـ7 سنوات وارتبط هذا اللقب حتى الآن، أما «النمر الأسود»، فحصلت على هذا اللقب عندما خضت تجربة الاحتراف فى ألمانيا فى ظروف مشابهة التى مر بها الفنان الراحل أحمد زكى فى فيلمه الشهير.
حدثنا عن الوجه الآخر من حياة «عظيمة»؟
عائلتى تقيم حالياً فى ألمانيا، وبالتجديد زوجتى وأبنائى سحر 22 سنة، يارا 19 سنة، أحمد 9 سنين، وأود أن أشكرهم فقد تحملوا الكثير من أجلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة