لم تشتهر مدينة الإسكندرية بالمأكولات البحرية فقط إنما اشتهرت بصناعة الحلويات بأنواعها المختلفة، وامتهنها الأجانب إلا أن المصريين برعوا فيها منذ سنوات وأصبحت المحافظة مشهورة بإنتاج الحلويات المميزة، وفيها أقدم مصنع لإنتاج حلويات المولد الذى بدأ عمله فى عام 1928 لإنتاج حلويات المولد النبوى والبونبون واللبان داخل أحد أحياء منطقة كرموز بالإسكندرية.
رصد "اليوم السابع" فى جولة داخل المصنع عن بداياته وسر ارتباط المصريين بحلوى المولد وشراؤها فى المولد النبوى الشريف.
سر ارتباط الحلويات بالإسكندرية
وقال سامى مصطفى، صاحب أقدم مصنع لإنتاج الحلويات بالإسكندرية، إن محافظة الإسكندرية هى أصل إنتاج الحلويات قبل المحافظات الأخرى فهى منبع إنتاج الحلويات والتى يتم تصديرها وتوزيعها على المحافظات الأخرى، مثل دمياط التى اشتهرت فى بدايتها بصناعة الحلوى الطحينية والسمسم، بينما الحلويات بكافة أنواعها اشتهرت وبدأت بمحافظة الإسكندرية على أيدى أمهر الطهاة والمتخصصين.
وأضاف مصطفى، أن المصنع يعمل منذ عام 1925 وبدأ بأدوات بدائية وبسيطة بكافة مراحله وتطور حاليا أليًا سواء التصنيع والتغليف حتى تصل إلى المرحلة النهائية ولكن مع تطور الزمن بدأ إدخال الآلات إلى التصنيع ومنها نصف إلى أن يصل إلى الإنتاج الآلى الكامل منذ بداية العمل وحتى التغليف النهائى حتى يصل إلى المواطن.
السمسمية تغلب المارشملو
وعن أشكال حلوى المولد المختلفة والتى تطورت مع الزمن قال صاحب أقدم مصنع لإنتاج الحلويات بالإسكندرية، إن المواطن تعود قديمًا على السمسمية والسودانية وأنواع تقليدية والتى يطلق عليها "العلف" والتى مازال يقبل عليها حتى الآن رغم مرور سنوات طويلة على إنتاجها، رغم ظهور أنواع جديدة يدخل فى صناعتها المارشملو والقشطة والمكسرات ولكن الشكل التقليدى الذى تعود عليه المواطن يلقى قبولا كبيرا.
وأضاف مصطفى، أنه هناك مواطنين تقبل على أنواع مختلفة كنوع من التجربة وعلى حسب إمكانيات كل فرد وذوقه فى شراء حلوى مولد النبوى.
العروسة البلاستيك تتفوق على السكر
وعن سر ابتعاد المواطنين عن شراء عروسة المولد، أوضح صاحب أقدم مصنع لإنتاج الحلويات بالإسكندرية، أن إنتاجها فى المصانع انخفض عن سبق والاعتماد الحالى على العروسة البلاستيك والتى أصبحت أكثر انتشارًا، مشيرًا إلى أنه كانت هناك عادة قديمة لدى ربات المنزل بعد انتهاء المولد النبوى بتكسير العروسة وتحوليها إلى مهلبية ولكن بسبب تكوينها من السكر الخالص وتعرضها للأتربة من الممكن تلوثها أو وجود عليها حشرات أو نمل مما تسبب مشكلة كبيرة لدى ربات المنزل لذلك ابتعدن عن شرائها وأصبح حاليا الاكتفاء بحلوى المولد النبوى والعروسة البلاستيك.
ولفت مصطفى، إلى أن الإقبال على العروسة والحصان المصنعة من الحلوى فى الأرياف والمدن البعيدة عن القاهرة والإسكندرية والتى تعتبر عادة لا يمكن الاستغناء عنها فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف خاصة لدى الأطفال.
30 دقيقة لتصنيع حلوى المولد
أما عن مراحل تكوين حلوى المولد النبوى مثل السودانية والسمسمية والأنواع الشهيرة قال صاحب أقدم مصنع لإنتاج الحلويات بالإسكندرية، إن تصنيعها حاليًا يكون آليًا وداخل مصنعه منذ سنوات طويلة بأيدى مصرية خالصة وتبدأ مرحلة التصنيع السكر وتسخينه ثم مرحلة الغليان على درجة حرارة معينة داخل إناء كبير لكى يقوم بتصنيع كميات كبيرة ثم وضع عليه السودانى أو السمسم ووضعه فى القلاب وتقطيعه وفرده وتقسيمه إلى قطع صغيرة ثم مرحلة التغليف، موضحًا أن عملية التصنيع لا تستغرق مدة طويلة وفى 30 دقيقة يقوم العمال بتصنيع كميات كبيرة حلوى المولد الطازجة.
وأكد مصطفى، على أنه على الرغم من إمكانية تصنيع حلوى المولد فى المنزل إلا أن فيها صعوبة كبيرة ولابد من إمكانيات لتصنيعها لا تتوفر سوى فى المصانع ومهارة شديدة من العمال، كما أن شراء حلوى المولد يوجد فيها بهجة كبيرة لدى المصريين.
وشدد صاحب أقدم مصنع لإنتاج الحلويات بالإسكندرية، على أن الاحتفال ليس بالمولد النبوى فقط بل هناك مناسبات دينية أخرى لابد من شراء فيها الحلوى مثل عاشوراء ورأس السنة الهجرية فهى عادات توارثها الأجيال فى مصر للاحتفال بالمناسبات الدينية.