حينما تريد البعد عن ثقل الهواجس ووطأة الأخبار غير السارة فى العالم بسبب تفشى الحوادث الإرهابية هنا وهناك، عليك فقط أن تستمع إلى أغانى الفنانة الكبيرة فيروز، بعدها لن تجد سوى السعادة، واليوم تحتفل الفنانة فيروز بعيد ميلادها الـ 83 فمهما طال الزمان ستظل جارة القمر واحدة من أيقونات الغناء العربى التى نسج الخيال حولها قصصا كثيرة رسمت لها صورة استثنائية لنجمة لها مكانتها الخاصة فى قلوب معجبيها الذين تابعوها فى مسيرة حافلة بالنجاح.
ومنذ 66 عاما بدأت الفنانة اللبنانية الشهيرة "فيروز" التى تحتفل اليوم بعيد ميلادها الـ 83، رحلتها الطويلة نحو التألق والإبداع والإمتاع لتكتب لها تاريخا طويلا وحبا غزيرا عند كل من سمع أغانيها، وذلك منذ أن بدأت الغناء بألحان الموسيقار عاصى الرحبانى الذى تزوجت منه بعد ذلك، حيث كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصى ومنصور الرحبانى الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحبانى، وشكل هذا الثلاثى مرحلة جديدة فى الموسيقى العربية، حين تم المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية فى الموسيقى والغناء، وساعد صوت فيروز ورّقته على الانتقال دائما إلى مناطق جديدة.
مسيرة فيروز مع الغناء بدأت قبل ذلك، وذلك كمغنيةَ كورس في الإذاعة اللبنانية، عندما اكتشف صوتها الموسيقى محمد فليفل وضمها لفريقه الذى كان ينشد الأغانى الوطنية.
ولدت فيروز فى جبل الأرز فى لبنان يوم 21 نوفمبر عام 1935 لوالديها وديع حداد وليزا البستانى، ونشأت فى حى زقاق البلاط فى بيروت، حيث كان والدها يعمل فى محل طباعة صغير، ودرست فى مدرسة القديس جوزيف فى بيروت، حتى اضطر والدها لنقلها إلى مدرسة عامة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ومنذ صغرها كانت تحب أن تغنى أغانى أسمهان وليلى مراد.
ولفيروز تاريخ فنى ممتد وشامل حيث استطاعت تقديم كل الألوان الفنية، لنجد أنفسنا أمام مدرسة فنية تضم أكثر من 800 أغنية، و3 أفلام و400 ألبومات غنائية، بالإضافة إلى المسرحيات الموسيقية خاصة التى كتبها من الأخوين الرحبانى خصيصا لها، ووصلت إلى 15 مسرحية، فضلا عن تعاملها مع كبار الملحنين فى الوطن العربى مثل فيلمون وهبى، ومحمد عبد الوهاب، وإلياس الرحبانى، ومحمد محسن، وزكى ناصيف.
وخلال حديثنا عن فيروز، لا يمكن أن نفعل علاقتين فى حياتها، وفى الحديث عن علاقتها الأولى بزوجها "عاصى الرحبانى"، يمكن أن نلخص العلاقة بجملتين قالتهم فيروز عن زوجها الراحل: "لا رجل له دمعة بجمال دمعة عاصى"، و"ترك مملكة مِن الجمال .. وفَلّ بكّير"، لتكشف لنا مشاهد من قصة الحب العظيمة التى بدأت فى الخمسينيات واستمرت حتى الانفصال عام 1978، ليكون هذا التاريخ خير ختام لنهاية زواج وحالة من الإبداع الفنى استمرت لأكثر من 20 عاما، قدما فيها الكثير من الأغانى والألحان الرائعة، حتى رحل عام 1986.
العلاقة الثانية المؤثرة فى حياة فيروز، مع ابنها زياد الرحبانى شهدت خلافا كبيرا وصل إلى القطيعة وذلك عندما تحدث زياد عن إعجاب والدته بحسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبنانى ليحدث حالة من الجدل الشديد داخل المجتمع اللبنانى عام 2013، وهذا ما أغضب والدته منه وأدت إلى حدوث قطيعة بينهما لمدة سنوات، رغم تبرير موقفه بأنه كان يتحدث عن حبها للمقاومة، حيث أدت لإيقاف التعاون المشترك والذى كان حصيلته 40 أغنية و55 لحن غنائى، وذلك قبل أن يعود ويعلن عن الانتهاء من تسجيل أغنية جديدة لوالدته "خلص" بعد التصالح من جديد عقب سنوات القطيعة، ومما لا شك فيه أن العلاقة بين "فيروز" وعائلة الرحبانى كانت مثار الجدل وبيئة صالحة للكثير من الشائعات.
الشائعات التى واجهت الفنانة فيروز طوال تاريخها الفنى الطويل لم تقتصر فقط على علاقاتها بعائلة الرحبانى ولكن كثيرا ما تم تداول أخبار كاذبة عن وفاتها، وفى النهاية نحن أمام رحلة فنية طويلة نتج عنها عدد كبير من الأغانى ويبدو أن وراء هذه الأغانى قصص وحكايات كبيرة لم نكشفها حتى الآن.
عدد الردود 0
بواسطة:
بركة
أجمل التهاني .. متى يا جارة القمر تشدين بروائع السنباطي؟
( أمشي إليك .. آه لو تدري بحالي .. بيني وبينك ) .. قمم ثلاث خالدة من إبداع بيتهوفن الشرق العملاق رياض السنباطي ( أحسن موسيقي في العالم بشهادة اليونسكو ) رحل رياض وتبدلت الأحوال ومضت عشرات السنين وفيروز في حالة صمت .. لاهي رفضت ولاهي قبلت ولاهي تركت القصائد الرائعة لمطربة غيرها .. تساؤلات حيرت المحللين والمتابعين .. من يقول .. السبب الرحبانية لايريدون ألحان السنباطي لانها ستحلق بفيروز في فضاء أرحب .. ومن يقول انها شخصية فيروز الصامتة .. ومن يقول ان تقدم العمر لايسمح بالحان رياض التي تريد مساحة واسعة وقوة صوت جامحة .. ومن يقول .. لعل وعسى تحدث المفاجأة وتشدو فيروز بألحان العملاق تحت سفح أهرامات مصر ليعود العصر الذهبي من جديد وتختفي مافيا الفن الهابط ومعها ثقافة السبكي ويعود لأمتنا العربية وجهها المشرق من جديد يوم أن كانت تجتمع على ألحان رياض .. الله أعلم .. لانملك إلا الصبر ....