ينظر كتاب (المستشرقون والقرآن الكريم) لـ الدكتور محمد بهاء الدين حسين، والصادر عن الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا ودار النفائس إلى علماء أوروبا الذين اهتموا بعلوم القرآن الكريم نظرة شك.
فالكتاب يكشف، من وجهة نظر مؤلفه، النقاب عن أھداف المستشرقین المغرضین من دراساتھم الإسلامیة بصورة عامة والقرآنیة بصورة خاصة، بإثارة مختلف الشبھات حول القرآن الكريم.
كما يتطرق الكتاب إلى كتابات المستشرقین عن القرآن الكريم بشكل عام، ويرى أنھا اتسمت بإبراز المتشابھات منه، والقراءات الشاذة، وتأويل الآيات، وتحمیلھا أكثر مما تحتمل، فى منھج كثیرا ما يرمى إلى التشكیك والتشويش، حیث المتتبع لھذه الكتابات يرى من أول وھلة النیة المبیتة أو الجھل الفظیع.
كما يشیر الكتاب إلى أعمال المستشرقین عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد العصور الوسطى، ويقر بأنھا جاءت أكثر اعتدالا وإنصافا، وإن لم تخل تماما من تلك الافتراءات والدس. كما برز في ھذه الفترة من بین صفوف المستشرقین أناس أشادوا بالرسول صلى الله علوسلمھ وبعظمة رسالته، ودورھا في الإصلاح والتوجیه، وبأن ما جاء به يقره العقل والمنطق، ولكن ھذا النفر يعد قلیلا بالمقارنة مع الكثرة التي لم تخل كتاباتھا من الدس والتحريف في سیرته صلى الله علیه وسلم.
ويرى الكتاب أن الدراسات الاستشراقية تحمل في طياتها اتهامات ومطاعن موجهة إلى القرآن الكريم يمكن حصرها في ثلاثة مزاعم هي، القرآن الكريم لا يشكل مجموعة قانونية تشريعية، كما أن آيات التشريع فيه قليلة مع وجود تغرات وشبهات فيها، مما يجعلها غير صالحة للتطبيق الموحد في الأحكام، كذلك يزعمون أن نقص القرآن التشريعى دفع الخلفاء الراشدين والصحابة ومن بعدهم إلى تكميله عن طريق اجتهاداتهم ومحض أهوائهم، فالقرآن في كل الأحوال خاضع للتفسيرات والتأويلات القائمة على الميول والأهواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة