تحيى إيران اليوم فى الرابع من نوفمبر عام 1979 الذكرى الـ39 لاقتحام السفارة الأمريكية فى طهران، وتكتسب الذكرى هذا العام زخما كبيرا لدى النظام، حيث تتزامن مع بدء تطبيق الولايات المتحدة لعقوبات مشددة على طهران تجبر النظام على تغيير سلوكه والعودة لطاولة المفاوضات، بعد انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق النووى 8 مايو الماضى.
🎥خروش یک ملت... / تصاویر هوایی از روز استکبارستیزی pic.twitter.com/BQMN2fZhGg
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) November 4, 2018
إحراق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية
وجرت العادة أن تسير طهران فى هذا اليوم الذى تطلق عليه "يوم مناهضة القوى العالمية" مسيرات تبدأ من أمام السفارة الأمريكية، لكن تزامنها مع تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة وفرض عقوبات خانقة على اقتصادها جعل هذا اليوم يكتسب أهمية كبرى حيث حشدت طهران متظاهريها ودعا المسئولين الإيرانيين للنزول إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من العقوبات الأمريكية والتنديد بسياسات الإدارة الأمريكية تجاه النظام.
حرق العلم الإسرائيلي
ووفقا لوكالة فارس الإيرانية، انطلقت صباح اليوم فى عموم إيران مسيرات مليونية فى يوم مقارعة الاستكبار العالمى، وذكرى الاستيلاء على وكر التجسس في السفارة الأمريكية بطهران، وبدأت المسيرة فى طهران بالاحتشاد أمام مبنى السفارة الأمريكية السابق بترديد شعارى "الموت لأمريكا" و "الموت لاسرائيل". ودعا الحرس الثورى فى بيان الإيرانيين للمشاركة الواسعة فى المسيرات، معتبرًا أن هذا اليوم يعتبر رمزا لانتصار الشعب الإيرانى فى مواجهة الغطرسة الأمريكية وأن زوالها حتمي.
صورة لترامب على العلامة النازية
ما هى قصة اقتحام السفارة الأمريكية فى عام 1979؟
فى مثل هذا اليوم، فى الرابع من نوفمبر عام 1979 وقبل 39 عاما، فى حين كانت الثورة الإيرانية تطوى شهور انتصاراتها الأولى، نشبت أزمة سياسية حادة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، إثر اقتحام مجموعة من الطلاب الثوريين فى إيران، أطلق عليهم "أتباع خط الإمام"، نسبة إلى الإمام آية الله الخمينى قائد الثورة، مقر السفارة الأمريكية بطهران واحتجزوا 52 رهينة أمريكية من موظفى السفارة ودبلوماسيون أمريكيين لمدة 444 يوما، وأطلق عليها أزمة "احتجاز الرهائن الأمريكية".
تهدف العملية تسليم شاه إيران محمد رضا بهلوى الذى هرب خارج البلاد فى 16 يناير 1979م، ودخل الولايات المتحدة لتلقى العلاج من مرض السرطان بأحد مستشفياتها، وكان أيضا احتجاجا على ما قيل تدخل الولايات المتحدة السافر فى الشئون الإيرانية آنذاك.
اقتحام السفارة الأمريكية فى طهران
وشكلت عملية الاقتحام أكبر أزمة واجهتها إدارة الرئيس الأمريكى جيمى كارتر (1977- 1981)، وفشلت محاولات إدارة كارتر للتفاوض مع الإيرانيين لإطلاق سراح الرهائن، ما جعل الولايات المتحدة تخاطر وتقدم على عملية عسكرية لإنقاذهم فى 24 إبريل 1980 ولكنها باءت بالفشل وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل 8 جنود أمريكيين وإيرانى مدنى واحد.
وتسببت الأزمة فى ذلك الوقت فى فشل كارتر فى الفوز بولاية رئاسية ثانية، ومثلما كانت سببا فى هزيمة الرئيس الأمريكى جيمى كارتر فى الانتخابات الرئاسية، كانت أيضا الدافع الذى عزز من مكانة آيات الله وانعكست على وضع الخمينى العائد من منفاه بباريس، كما أنها فتحت باب فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.
سور السفارة الأمريكية فى طهران
وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقات الجزائر يوم 19 يناير 1981، وأفرج عن الرهائن رسميا فى اليوم التالى، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكى الجديد رونالد ريجان اليمين، واحتفظت وكالة الاستخبارات الأمريكية بوثائق عن الحادث افرجت عن بعضها والبعض الآخر ظل حبيس الأدراج.
وأشارت بعض التقارير الأجنبية إلى أن 6 من الدبلوماسيين الأمريكيين تمكنوا الفرار واللجوء إلى منزل الدبلوماسى الكندى جون شيردوان، المسئول السابق عن القنصلية الكندية فى إيران، الذى تواصل، فى سرية غير عادية مع وزيرة الدولة الكندية للشئون الخارجية فلورا ماكدونالد، ومع رئيس الوزراء الكندى جو كلارك، للمساعدة. وفى الحال، أعربا عن دعمهما للجهود، وتقرر تهريب الـ6 فى رحلة جوية دولية باستخدام جوازات سفر كندية.
دبلوماسيين وموظفين أمريكيين وطاقم حراسة السفارة
وبالفعل أمر رئيس الوزراء الكندى بإصدار جوازات سفر كندية للدبلوماسيين الأمريكيين. فقام شيردوان بمغامرة دبلوماسية خطيرة بإصدار جوازات السفر، وفيها مجموعة من التأشيرات الإيرانية المزورة، أعدتها وكالة الاستخبارات المركزية CIA، كما قامت بإعداد ملابس مناسبة ومواد تغير مظهر الأمریكيين، وتمكن الدبلوماسيون الستة من مغادرة إيران فى يناير 1980، بفضل جوازات سفر كندية.
وخلال زيارتنا فى إحدى الأعوام لمقر السفارة التى يطلق الإيرانيون عليها الآن (وكر الجاسوسية)، تفقدنا المقر المقام على حوالى 26 فدانا وكان يوما ما أرضا أمريكية، وقد حولته طهران إلى متحف للزائرين، حاولت أن توثق بداخله وسائل التدخلات الأمريكية فى قرارات الشاه آنذاك الذى لقب بشرطى الخليج، كانت أبرزها الغرف الصغيرة ذات الحوائط الخرسانية ويبلغ قطرها 20 سم، واستخدمت هذه الغرف للتجسس على مكالمات القصر الحاكم، فضلا عن التنصت على بعض هواتف مسئولى البلاط الملكى.
السفارة الأمريكية فى إيران 1979
واحتفظت طهران داخل المتحف بماكينة "فرم الوثائق" والتى حاول الدبلوماسيين الأمريكيين أثناء الاقتحام فرم الوثائق الهامة داخل السفارة، لكن الوقت قد أزف، وتعطلت الماكينات بسبب كميات الأوراق الضخمة التى وضعها بها، ووقعت بعض الوثائق الأخرى فى أيدى المتظاهرين، الذين استعانوا بفنيين لتجميع قصاصات الوثائق وقراءتها، فضلا عن احتفاظها بمحتويات السفارة من أساس وهواتف وماكينات تشفير الرسائل التى كانت مستخدمة فى فترة السبعينيات من القرن الماضى.
السفارة تحولت إلى متحف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة