شهدت مدينة إسنا جنوبي محافظة الأقصر، زيارة لوفد من المرممين والمهندسين لمقر وكالة الجداوي الآثرية لمتابعة أعمال الترميم التي تجري داخلها، حيث كانت قد أعلنت وزارة الآثار أن مشروع ترميم الوكالة يأتى فى إطار خطة القطاع للتعاون مع الجمعيات الممولة لمشروعات الترميم لإعادة تأهيل المنشآت الأثرية، حيث كانت الوكالة تعانى من سوء حالة الواجهة الرئيسية الخاصة بها، ومبانيها، وظهور التشققات فى بعض جدرانها، إضافة لحدوث هبوط أرضى بأماكن متفرقة بها.
وقال عبد الناصر عبد العظيم مدير عام إدارة ترميم آثار و متاحف مصر العليا، أن الوفد من المهندسين والمرممين شاركوا في متابعة أعمال ترميم الوكالة التاريخية، والتي تتضمن الأعمال الإنشائية والمعمارية، وتجديد شبكة الصرف الصحى بها، وتغذيتها بالمياه، وأعمال الإضاءة والإنارة، إضافة إلى إعادة توظيفها بما يضمن بقائها عامرة بالأنشطة لخدمة البيئة المحيطة بها.
وأوضح مدير عام إدارة ترميم آثار و متاحف مصر العليا لـ"اليوم السابع"، أن ترميم وكالة الجداوي بإسنا يعتبر بداية جديدة من وزارة الآثار لحماية والحفاظ على التاريخ الإسلامى، وذلك بالتعاون مع شركة تكوين لإحياء التراث القديم وتنمية المجتمعات المتكاملة، حيث إن تلك الوكالة أنشأها حسن بك الجداوى عام 1712م، وقد كانت مملوكة لعلى بك الكبير، أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الدهب، ومات بغزة مصابا بالطاعون عام 1215هـ/1800م، وكانت الوكالة مركزا تجارىا لتبادل المنتجات فى ذلك الوقت.
فيما قال أحمد حسن أمين كبير مفتشى آثار إسنا وأرمنت، أنه يعود تاريخ "وكالة الجداوى" فى مدينة إسنا للعصر المملوكى وأنشأت عام 1712م على يد حسن بك الجداوى أحد زعماء المماليك، وسميت بهذا الاسم لمالكها على بك الكبير الذى أطلق عليه لقب الجداوى لأنه كان يتولى إمارة جدة وتوفى عام 1800م، والوكالة كانت تعد مقر مميز فى مدينة إسنا مركز التبادل التجارى الكبير فى صعيد مصر، حيث كانت تمر بها القوافل التجارية والبضائع المختلفة القادمة من إفريقيا، حيث يوجد فى واجهتها "نص تأسيسى" يشرح تاريخها كواحدة من أهم الوكالات التجارية فى الصعيد والمسجلة ضمن الآثار الإسلامية، وكانت تستخدم لإقامة للتجار وبيع وشراء للسلع والحاصلات، وعرفت فيما بعد بالوكالة الإسلامية.
ويضيف أحمد حسن أمين كبير مفتشى آثار إسنا وأرمنت لـ"اليوم السابع"، أن مقر الوكالة يوجد بالقرب من معبد "خنوم" بوسط المدينة ومنذ عدة سنوات ومع تغير الزمن تعرضت لعدة آثار أضرت بهويتها وتاريخها القديم، وكانت مهددة بالإنهيار وسقوط بعض أعمدتها وجدرانها حيث أن الواجهة تعرضت للتشقق ووقع فيها هبوط أرضى فى عدة أماكن داخلها، وتضررت أرضية الوكالة كثيراً خلال مشروعات سحب المياة الجوفية من معبد إسنا، فقررت الوزارة العمل على تطويرها وإعادتها للحياة مجدداً لتدخل قائمة المزارات التاريخية والسياحية القديمة بمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة