خيم شبح "السبت الأسود" الماضى على العاصمة الفرنسية باريس مع بدء غروب الشمس، بعد أن تصاعدت حدة المواجهات بين متظاهرو حراك "السترات الصفراء" والشرطة الفرنسية، فى الموجة الخامسة من الاحتجاجات التى اندلعت شرارتها فى 17 من نوفمبر الماضى، ضد غلاء المعيشة، وشكلت تحد كبير للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذي يواجه صعوبات في احتواء الغضب الشعبي رغم سلسلة من الإجراءات التي أعلن عنها واصرارهم على استقالته.
وواصل المتظاهرون حراكهم وأصروا على الخروج ولم يمنعهم أجواء البرد القارس، رافعين شعار "رحيل الرئيس"، لكن انخفض عددا المتظاهرين بداية اليوم مقارنة بالأسبوع الماضى، وذكرت وزارة الداخلية أن 33500 متظاهر من السترات الصفر خرجوا في أنحاء فرنسا، بينما ارتفع عدد المعتقلين منهم إلى 107، حيث تحركت مجموعات تضم مئات المحتجين في مسيرات بعدة أحياء.
#YellowVest demonstrators are facing off against thousands of police across #France today, but #ActV indicates the movement may be running out of steam.
— FRANCE 24 (@FRANCE24) December 15, 2018
Follow our live blog ▶ https://t.co/IwS5mZYbyG pic.twitter.com/xcKNkt4xNs
وقال وزير داخلية فرنسا إن نحو 69 ألفا من أفراد الشرطة انتشروا لتأمين الاحتجاجات، السبت، وإنه تم تعزيز القوات في مدن تولوز وبوردووسانت ايتيين.
وبدأ تشهد الشانزلزيه توتر ملحوضا حيث بدأت الشرطة تطلق الغازات لتفرقة المتظاهرين، وحدثت صدامات عنيفة واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة الفرنسية، بعد أن حاول متظاهرين الخروج من الطوق الأمنى الذى فرضته السلطات إلى الشوارع المتفرعة نحو شارع الشانزلزيه الشهير وقوس النصر.
السترات الصفراء
وبدت باريس من جديد مدينة في حالة حصار من آليات مدرعة في الشوارع إلى انتشار أمني كثيف ومصارف ومحلات تجارية سدت واجهاتها بألواح خشبية، و انتشرت الشرطة بأعداد كبيرة لاحتواء أعمال العنف لكن عدة متاجر كبرى، مثل غاليري لافاييت، فتحت أبوابها لاستقبال المتسوقين قبيل احتفالات عيد الميلاد.
وتخشى السلطات وقوع حوادث جديدة بعدما انتهى السبت الماضي بعدد قياسي من الموقوفين (حوالى ألفين) وأكثر من 320 جريحا وأضرار في العديد من المدن بينها باريس وبوردو وتولوز (جنوب غرب). وكان نحو 136 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع في ذلك اليوم.
احتجاجات فرنسا
ودعا أحد محتجي "السترات الصفراء" من فوكلوز (جنوب) كريستوف شالانسون الذي يعد من الممثلين "البنائين" في الحركة، إلى "مزيد من الحزم" وقرر التظاهر السبت "حتى استقالة" الرئيس.
وكانت حركة السترات الصفر بدأت الاحتجاج في التقاطعات والميادين، في منتصف نوفمبر، اعتراضا على زيادة الضرائب على الوقود، لكن سرعان ما اتسع نطاق الاحتجاجات على سياسات ماكرون الاقتصادية.وأدت احتجاجات عطلات نهاية الأسبوع في باريس إلى أعمال تخريب، واشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
ودعا ماكرون، الجمعة، إلى عودة الهدوء في فرنسا، وقال بعد اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "فرنسا بحاجة للهدوء والنظام والعودة للحياة الطبيعية".
وفي خطاب بثه التلفزيون، الاثنين الماضي، أعلن ماكرون رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أرباب المعاشات، ليقدم بذلك مزيدا من التنازلات بهدف إنهاء الاحتجاجات، لكن كثيرين قالوا إنهم سيواصلون الضغط.
وكانت الحكومة وعدة نقابات وعدد من السياسيين المعارضين قد دعوا المحتجين لعدم الخروج إلى الشوارع اليوم السبت بعد مقتل أربعة أشخاص في ستراسبورغ لدى إطلاق النار في سوق لهدايا عيد الميلاد.
فرنسا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة