فى وسط الحياة وصعوبتها نجد نساء لا يعرفن طريق اليأس، بل يفتشن فى الدروب دون كلل أو ملل على أبواب الرزق، من أجل كسف لقمة العيش الحلال لإطعام الأبناء، هذا ما فعلته بدرية السيد، التى تبلغ من العمر 48 سنة، والتى تخرج للحياة فى كل يوم منذ الصباح الباكر بحثا عن رزق أبنائها بعد توفى زوجها.
رغم صعوبة حياتها، لا تفارق الابتسامة وجه بدية السيد، وهى تتحدث مع "اليوم السابع" عن معاناتها، فتقول: "الدنيا بقت صعبة وغالية، طول عمرى شقيانة، والحمل زاد بعد الزواج وإنجاب أولادى الذين أصبحوا فى رقبتى.. نشأت فى أسرة بسيطة، بشارع محمد فؤاد بمدينة شبرا الخيمة، حتى أكرمنى الله وتزوجت، وأنجبت 7 بنات، وولد وحيد سميته محمد، وكان زوجى رحمه الله عليه، يعمل أرزقى على باب الله، وكنا نعيش يوم فيه ويوم مفيش، ونحمد ربنا، زوجى كان سندى، حتى فاجئه المرض، وتحولت حياتى، إلى حمل وهم أكثر".
وتابع: "خرجت للبحث عن العمل من أجل أطفالى الصغار وزوجى المريض، كنت بشتغل أى شغلانه، مش بقول لحاجه لا، أهم شيء بعرق جبينى وفلوس حلال، عشان أعيش أولادى، وزوجى بجانب مصاريف مرضه، ورغم كل ذلك لم أشتك يوما، وكنت دائما أحمد الله على عطاياه، حتى مرت أيام وتوفى زوجى، وأحسست وقتها أن الحياة انتهت وأن سندى ضاع، وأصبحت بلا ظهر فى الحياة أنا وأولادى".
وتواصل حديثها قائلة: "مرت الأيام وزادت المسئولية وبدأت بالعمل بجمع الكرتون من مقالب القمامة، والبكر من المصانع، ومشيت عجلة الحياة، فيوميًا بقوم منذ الصباح أصلى الفجر، وأخرج للبحث عن لقمة العيش بالذهاب للمصانع ومقالب القمامة، وأقوم بتجميعها وأتى بيها إلى المنزل، وأقوم بسردها مع أولادى لأبيع الصالح منها والتآلف أيضا".
وتستكمل بدرية حديثها قائلة: "يوميتى بتقف على 50 جنيه، وأحيانا ولا شئ، ولكن بحمد ربنا المهم الستر والرضا، وأن ربنا يعينى على زواج بناتى السبعة وتربيتهم، وأمنيتى أحج لبيت الله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة