لبنان على صفيح ساخن.. سعد الحريرى: موقفى واضح إزاء العقبات أمام تشكيل الحكومة ولن أتراجع عنه.. حسن نصرالله يتحدى: لن أسمح بتشكيلها.. وميشيل عون يحذر: السيادة فى خطر.. والمفتى يستنكر التطاول على رئيس الوزراء

الأحد، 02 ديسمبر 2018 03:30 م
لبنان على صفيح ساخن.. سعد الحريرى: موقفى واضح إزاء العقبات أمام تشكيل الحكومة ولن أتراجع عنه.. حسن نصرالله يتحدى: لن أسمح بتشكيلها.. وميشيل عون يحذر: السيادة فى خطر.. والمفتى يستنكر التطاول على رئيس الوزراء أطراف لبنان الممزق
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتقلب لبنان على نيران خلافات مفتعلة تسبق تشكيل الحكومة التى تعثرت ولادتها، ففى الوقت الذى يصر فيه رئيس الوزراء اللبنانى المكلف سعد الحريرى، على تخطى العقبات التى وضعت مؤخرا أمام تشكيل الحكومة الجديدة، ومشددًا على أن موقفه واضح إزاء تلك العقبات ولن يتراجع عنه، يتحدى حسن نصر الله كل هذا ويؤكد على أنه لن يسمح بتشكيلها.

 

وفى خضم الشد والجذب بين أطراف لبنان المتناحرة أعلن سعد الحريرى، ردا على نصر الله، رفضه المطلق لهذا الشرط الذى وضعه حزب الله، وأنه لن يسمح بتحقيقه حتى وإن اقتضى الأمر اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، واصفا مجموعة النواب الستة السُنّة الذين يصر الحزب على توزير أحدهم، بأنهم "حصان طروادة" وأنه جرى حشدهم فى كتلة نيابية اصطُنعت مؤخرا بإيعاز من "حزب الله" بقصد عرقلة تشكيل الحكومة.

 

الحريرى يرفض الاستسلام

ويرفض رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى الاستسلام لضغوط حزب الله وحلفاؤه داخل لبنان، وهو ما ظهر جليا فى رفضه استقبال النواب المستقلين، وهو ما فسره مراقبون، أن استقبال الحريرى لهم اعتراف بكونهم كتلة سياسية وحزبية، وهو ما يتنافى مع طبيعة المشهد اللبنانى بشكل عام.

201807250654515451
الحريرى

 

وبحسب مراقبون، يسعى حزب الله إلى عرقلة جهود تشكيل الحكومة الجديدة، والدخول بلبنان فى فترة طويلة وممتدة من "حكومة تصريف الأعمال" لخدمة الأجندة الإيرانية وإضعاف لبنان والكتل السنية داخل بيروت بشكل لافت، فى محاولة للرد على العقوبات الأمريكية التى أضعفت الحزب الشيعى فى الآونة الأخيرة.

 

فى كلمة ألقاها الحريرى، خلال حفل أقامه اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، قال: "لا شك أننا نمر بمرحلة صعبة نوعا ما، لكن لن يصح إلا الصحيح فى النهاية، وهذه العقد التى أثيرت مؤخرا تتم معالجتها، أما أنا فموقفى واضح ولن أتراجع عنه".

 

وأضاف رئيس الوزراء المكلف: "مشروعنا معكم طويل الأمد، سنعيد بيروت كما كانت فى السابق وكما كان يريدها رفيق الحريرى، ونحن لدينا فرصة حقيقية للنهوض بلبنان من خلال مؤتمر (سيدر) والإصلاحات التى أدرجت فيه والأموال التى ستأتى من خلاله".

 

وأشار الحريرى، إلى أنه على دراية كافية بأن لبنان يعانى اقتصاديا بشكل كبير، ولا سيما العاصمة بيروت، مؤكدا على أن هذا الأمر له حلول واضحة من خلال مقررات مؤتمر "سيدر"، مع تغيير طريقة العمل المتبعة فى الإدارة ومحاربة الفساد والهدر وإجراء إصلاحات تشريعية تواكب العصر.

 

نصرالله يتحدى الحريرى

وكان الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله، أعلن أن الحزب لن يقدم أسماء مرشحيه لشغل الوزارات الثلاث المحددة له، ولن يسمح بتشكيل الحكومة، إلا بعد أن يتمثل حلفاؤه عن الطائفة السُنّية من فريق 8 آذار السياسى، خصما من الحصة الوزارية لتيار المستقبل (الممثل السياسى الأكبر للطائفة السُنّية فى لبنان) الذى يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو الأمر الذى اعتبره عدد كبير من القوى السياسية بمثابة استقواء بقوة السلاح من جانب الحزب على الدستور ومقدرات الدولة اللبنانية.

 

201711200657235723
نصرالله

 

ومن أوراق الضغط التى يمارسها حزب الله، ما يعرف باسم النواب السنة المستقلين، وهم النواب غير المنتمين لأحزاب والموالين لحزب الله، والذين يدفع الحزب لتخصيص حصة لهم فى التشكيل الوزارى المرتقب، ما دفع الرئيس اللبنانى ميشال عون لاعتبار تلك الممارسات بـ"العقبات غير السهلة"، معتبرًا أن الخلاف مع حزب الله ينصب حول النواب السنة المستقلين، وأن هؤلاء ليسوا أفراد أو كتلة حتى يتم تخصيص حقائب لهم وأن تمثيل الكتل فى التشكيل الوزارى يتم وفق معايير معينة.

 

وأمام انسداد مسارات التفاوض حول التكشيل الوزارى المرتقب، حذر الرئيس اللبنانى ميشال عون، من محاولات إضعاف رئيس الوزراء المقبل، متابعًا أن ما يهم اللبنانيون هو أن يكون هناك رئيس حكومة قويًا وليس من مصالح لبنان إضعاف رئيس حكومته لأن المسئوليات الملقاة على عاتقه كبيرة، وتستوجب الدعم.

 

وأضاف عون فى مقابلة مع محطات تليفزيونية إن العراقيل التى يتم اختلاقها ليست فى مكانها وغير مبررة، متحدثا عن أن مطلب السنة المدعومين من حزب الله هو سبب تأخيرا وهذا التأخير هو نوع من التكتيك السياسى الذى يضرب استراتيجيتنا الكبيرة".

 

وقبل يومين ، وجه عون رسائل لفرقاء السياسة فى كلمته بمناسبة ذكرى الاستقلال قائلاً: "إذا كنتم تريدون قيام الدولة، فتذكروا أن لبنان لم يعد يملك ترف إهدار الوقت"، مشددًا على أن دخول العنصر الخارجى، متابعًا: "يفقدنا حرية القرار، فيضيع جوهر الاستقلال وتصبح السيادة أيضا فى دائرة الخطر".

 

201610310814491449
عون

 

من جانبه، دعا رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف إلى التكاتف والتعاضد والوقوف وراء القيادة السياسية ممثلة فى الحريرى والقيادة الدينية ممثلة بدار الفتوى والمفتى عبد اللطيف دريان، مؤكدا دعم الاتحاد لسياسة وتوجهات الحريرى والوقوف معه فى وجه محاولات استهدافه.

 

المفتى يستنكر 

ومن جانب آخر أعرب مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، عن استنكاره لحملات "الافتراء والتطاول والتجريح" التى يتم شنها على رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى، مؤكدا أن حرية الرأى السياسى يجب ألا تكون نوعا من إثارة للفتن واستفزاز مشاعر اللبنانيين.

 

وقال المفتى دريان: "من المعيب ما يحصل اليوم بحق رمز وطنى كبير من رموز الوطن وهو رئيس الوزراء سعد الحريري، وما يتعرض له من حملات افتراء وتجريح وتشويه وتضليل تُشن عليه لأهداف سياسية بامتياز ومعروفة الغايات والمقاصد لإعاقة دوره الوطنى الذى يتزامن مع مساعيه المكثفة لتشكيل الحكومة ضمن الأطر الدستورية والقانونية التى نص عليها الدستور".

 

وأكد دريان، على أن أى موقف خارج النظام العام والدستور فى ما يتعلق بتشكيل الحكومة، لن يكون فى مصلحة لبنان والمواطنين جميعا، مطالبا إلى جميع اللبنانيين أن يرتفعوا إلى مستوى المسئولية الوطنية وأن يتحلوا بأقصى درجات الحكمة والوعى والهدوء والتبصر والكلمة الطيبة والارتقاء إلى مستوى المرحلة التى يمر بها لبنان، وعدم الانجرار وراء دعاة الفتن وتجنب افتعال المشاكل.

 

وشدد مفتى الجمهورية اللبنانية، على أن دار الفتوى كانت وستبقى دار الثوابت الإسلامية والوطنية الحريصة على وحدة الصف الإسلامى والوطنى وعروبة لبنان لمواجهة التحديات المستمرة ضد أبنائه.

 

ودعا كافة المعنيين بتشكيل الحكومة الجديد إلى حسم خيارهم لمصلحة إنجاز الاستحقاق الدستورى بتأليف الحكومة، لتقوم بواجباتها تجاه الناس ومواكبة التعاطف الدولى الداعى للحرص على استقرار لبنان وأمنه فى ظل مؤسساته الدستورية، معربا عن تطلعه أن يشهد لبنان انفراجا بولادة الحكومة المنتظرة بشكل يجمع اللبنانيين ويوحدهم، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بحاجة إلى "عملية إنقاذية".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة