فى كل عام، ومع انطلاق فصل الشتاء، تتجدد معاناة العالمين فى مصانع الثلج، أو مغاسل السيارات، خاصة وأن مهنتهم وثيقة الصلة بالتعامل مع المياه، ناهيك أن أكثر ساعات العمل تبدأ فى المساء، والذى يصاحبه انخفاض فى درجة الحرارة، إلا أنهم مجبرين على ذلك من أجل لقمة العيش، الأمر الذى يعرض أغلبهم لبعض الأمراض ومنها الجلدية.
"اليوم السابع" تجول داخل أحد مصانع توزيع الثلج على محلات العصائر وبائعى الأسماك، فى قنا، وتعرف على دورة العمل، التى تنقسم إلى ورديتين، الأولى صباحية، لبيع الثلج إلى بائعى الأسماك، والثانية، مسائية، وهى فترة العمل على تصنيع الثلج.
فى البداية، أشار محمد سيد، عامل بمصنع ثلج، خلال حديثه مع "اليوم السابع" إلى أنه فى تمام الساعة الخامسة صباحا، يقوم بتحميل الثلج على السيارات المخصصة لذلك، والتى تقوم بتوزيعه على محلات العصائر، وفى هذا الوقت تكون دراجات الحرارة منخفضة بصورة كبيرة، إلا أن لقمة العيش هى التى تجبره على التحمل والاستمرار.
أما زميله فى نفس العمل، أحمد عوض، فيشير إلى أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 10 سنوات، وتتمثل مهمته فى تكسير الثلج ووضعه فى "بولات" لبائعى السمك، لافتا إلى أن معاناته مع هذه المهمة تتجدد مع فصل الشتاء، وفى كل عام يخرج من هذا الفصل محملا بالأمراض ليتجه إلى الأطباء، بسبب الأمراض الجلدية، أو الذهاب إلى الصيدلية لشراء كريمات لمعالجة آثار التعامل مع المياه والثلج.
ويقول خالد سيد، بائع العصير، إن ورديات العمل الليلى هى الأصعب دوما فى فصل الشتاء لبائعى العصير، نظرا للتعامل مع المياه طول الوردية، ناهيك عن التعامل مع المثلجات والآيس كريم، ومن الطريف أن الناس حينما ترانا فى الصيف "بتحسدنا" وللأسف ربما لا يدرك أغلبهم حجم المعاناة التى نتعامل معها فى الشتاء.
أما مصطفى سيد، وهو عامل فى مغسلة سيارات، فيشير إلى أن المغسلة تشهد تزايدا للعمل فى فصل الشتاء، وتحديدا فى الفترة المسائية، نتيجة للإقبال عقب سقوط الأمطار، لافتا إلى أنه دائما ما يشعر أثناء وبعد العمل بتوقف أنامل يديه، وعدم قدرته على الحركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة