"حاولت أن أفى بما عاهدت الله وما عاهدتكم عليه قبل ثلاث سنوات بالضبط من هذا اليوم، عاهدت الله وعاهدتكم أن قضية تحرير التراب الوطنى والقومى هى التكليف الأول الذى حملته ولاءً لشعبنا وللأمة"، لم يكن خطاب نصر 6 أكتوبر للرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذى قال فيه هذه الكلمات هو الوحيد الأكثر تأثيرا فى مرحلة حكم رجل الحرب والسلام".
ونسرد فى السطور التالية أبرز كلمات الرئيس الراحل فى الذكرى المئوية لميلاد، وكيف أثرت على الشارع المصرى وكان لها صداها على الدول العربية والعالم أجمع..
"خطاب النصر"
لكنه يظل صاحب أكبر بصمة لدى الشارع المصرى وترتبط بالسادات بعد ما كانت إشارة المرور لإنهاء مرحلة الحروب والانطلاق نحو التعمير ،والذى أكد فيه أيضا:"عاهدت الله وعاهدتكم على أن نثبت للعالم أن نكسة ١٩٦٧ كانت إستثناء فى تاريخنا وليست قاعدة..وعاهدت الله وعاهدتكم على أن لا أتأخر عن لحظة أجدها ملائمة ولا أتقدم عنها لا أغامر ولا أتلكأ وكانت الحسابات مضنية والمسئولية فادحة لكننى أدركت كما قلت لكم وللأمة مراراً وتكراراً أن ذلك قدرى وإنى حملته على كتفى، عاهدت الله وعاهدتكم وحاولت مخلصاً أن أفى بالوعد ملتمساً عون الله وطالباً ثقتكم وثقة الأمة وإنى لأحمد الله وكنت واثقاً انه ليس فى قدرة أية حرب نفسية مهما كانت ضراوتها أن تمس صلابة هذه القاعدة..وأقول باختصار أن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف إنه قد أصبح درع وسيف..اننا حاربنا من أجل السلام وهو السلام القائم على العدل، وإن عدونا يتحدث احياناً عن السلام ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل ".
وتابع: "ويا أيتها الأم الثكلى، ويا أيتها الزوجة المترملة، ويا أيها الابن الذى فقد الأخ والأب، يا كل ضحايا الحروب، املئوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام، املئوا الصدور والقلوب بآمال السلام، اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر، اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال، وإرادة الشعوب هو من إرادة الله".
إعلان الاستعداد بالذهاب لإسرائيل.. ومقاطعة دول عربية لمصر
ولكن هناك أيضا خطابات آخرى لازالت تحفر نفسها بالذاكرة المصرية ،ومنها ما قاله السادات 9 أكتوبر 1977، كان يخطب أمام أعضاء مجلس الشعب المصرى وقت افتتاحه وأعلن استعداده الذهاب لإسرائيل والتى انقلبت بعدها الدول العربيه والمعارضه المصرية وأثارت جدلا حوله بقوله: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعنى أقول الآن أمامكم إننى مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم، كما أصيب بالذهول حينها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، الذى كان يجلس فى القاعة وقت الخطاب، كما كانت الضريبه مقاطعه عربيه ونقل جامعه الدول من مصر إلى تونس".
دعوة السادات لإسرائيل فى إقامة السلام
إضافة إلى الخطاب الذى ألقاه "السادات " بالكنيست بعد دعوته رسميا فى 19 نوفمبر 1977 من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحم بيجن ،وقال فيها: "قد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكى نبنى حياة جديدة، لكى نُقِيم السلام..و قد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع، حاولتم أن تبنُوه على مدى ربع قرن من الزمان. ولكنه تحطم فى عام 1973 ".
يُفترَض أن الإسرائيليين لم يستحسنوا سماع هذه الأقوال، إذ كانوا لا يزالون يعانون من مخلّفات الحرب..ولقد أعلنت أكثر من مرة، أن إسرائيل أصبحت حقيقة واقعة، اعترف بها العالم، وحملت القوَّتان العُظميان مسؤولية أمنها وحماية وجودها...ولما كنّا نريد السلام، فعلاً وحقًّا، فإننا نرحب بأن تعيشوا بيننا، فى أمن وسلام، فعلاً وحقًّا".
وتابع: "الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد ١٩٦٧ أمر بديهى لا نقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحد أو من أحد ولا معنى لأى حديث عن السلام العادل ولامعنى لأى خطوة لضمان حياتنا معا فى هذه المنطقة من العالم فى أى أمن وأمان وأنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة فليس هنالك سلام يستقيم أو يبنى مع احتلال أرض الغير".
السادات يعترف بخطيئة عودة الاخوان وخروجهم من السجون
إضافة إلى خطاب السادات أمام مجلس الشعب فى 5 سبتمبر 1981 والتى كانت قبل اغتياله بشهر والتى اعترف فيها بشكل صريح بأنه اخطأ فى تعامله مع جماعة الإخوان، والتى وضع فيها الرئيس السادات أبرز مخاطر الجماعة مثل فكرة الحاكمية الإلهية، وما تحمله من تكفير للدولة والمجتمع، ومبدأ السمع والطاعة لأمير الجماعة، والذى يحول الأتباع إلى أدوات تدمير غير عاقلة، تتحرك من دون وعى ،واكد أن هناك علاقة وثيقة بين ولاية الفقيه وولاية المرشد، وأنهم وجهان لعملة واحدة، ومتحالفان فى الحقيقة، وحذر العالم من نظام ولاية الفقيه فى إيران ونبه إلى أن كليهما يمارسان "التقية"، بقوله: "بس احنا أهل السنة ما عندناش تقية".
وكانت آخر كلماته التى كشف فيها "اتصلنا بالإخوان قبل قيام ثورة 23 يوليو ومن عبد الناصر شخصيا وطلب منهم الاشتراك فى الثورة..وجبنوا رفضوا بقيادة الهضيى..تواصلنا مع سراج الدين والوفديين وخاف أيضا..ثورة 23 يوليو مثل الثورة الفرنسية وثورة امريكا..كامب ديفيد مخرجتش مصر من ساحة الجهاد اسيادهم اللى بيمولوهم هما اللى بيقوللوهم هذا الكلام ولازم يدفعوا تمنه انا طلعت غلطان كان لازم خلتهم فى مكانهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة