"بوجوه باشة وقلوب مليئة بالمحبة".. كيف وصف أحمد عرابى أهل سرنديب بالمنفى

السبت، 29 ديسمبر 2018 12:00 ص
"بوجوه باشة وقلوب مليئة بالمحبة".. كيف وصف أحمد عرابى أهل سرنديب بالمنفى الزعيم الراحل أحمد عرابى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التاريخ: الواحدة ظهر يوم 28 ديسمبر عام 1882، المكان: ميناء السويس، الحديث: الباخرة مريوط تغادر ميناء السويس برفقة الأسطول البريطاني لنفى أحمد عرابى وزملائه ومحمود سامى البارودى، ولاحقاً عبدالله النديم، إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا حاليا).
 
وكانت تمت عقد محاكمة لقائد الثورة العرابية الزعيم أحمد عرابى وبعض قادة الجيش فى معركة التل الكبير، والتى انتهت بهزيمة الجيش المصرى، بعدما تعرض للخيانة على يد بعض الأعراب، ليتم نفيه إلى الجزيرة الهندية، فكيف استقبل الهنود، وأهل الجزيرة الزعيم المصرى، وكيف كانت الساعات الأولى للزعيم الراحل فى المنفى.
 
وتذكر موسوعة "التاريخ الإسلامي - ج 19: القارة الهندية 1342 - 1411هـ 1924 - 1991م"، للمؤرخ الدكتور محمود شاكر، فعندما نفى الإنجليز الزعيم أحمد عرابى من مصر إلى سرنديب، هرع المسلمون الهنود إلى منفاه يسألونه عن مصر وأوضاعها، وعن المهدية أوضاع السودان.
 
وبحسب ما يذكره الكاتب الكبير محمود الخفيف، فى كتابه " أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه"، يقول أحمد عرابى فى مذكراته المخطوطة: إن تعداد أهل سرنديب زمن إقامته بها كان نحو 3 ملايين، منهم 250 ألف مسلم، وأن السنهاليز والتامل أهل دعة وسكون يكرمون الغريب ويحسنون معاملته.
 
ووفقا لما ينقله "خفيف" عن مذكرات الزعيم "عرابى"، فأن السفينة دخلت إلى ميناء كولومبو بجزيرة سرنديب يوم 9 يناير 1883، وباتوا الليلة داخل الباخرة، وفى صباح 10 يناير، خرجوا من السفينة، وهنا يصف أحمد عرابى: خرجنا إلى البر فوجدنا رصيف الميناء مزدحما أيما ازدحام بإخواننا المسلمين أهل الجزيرة المذكورة وأهل جاوة والهند والملايو وأعيان طائفتى التامل والسنهاليز أهل البلاد من عباد الأوثان على مذهب بوذا وكانوا يشيرون إلينا بالسلام وزيادة الاحترام.
 
ويكمل "عرابى": "ولما دخلنا البيوت المعدة لنا أخذت تلك الطوائف تتوافد علينا بالسلام، بوجوه باشة وقلوب مليئة بالمحبة والحنان ليلا ونهارا"، وتابع: "أقمنا بعد ذلك وليمة لأعيان المسلمين والإنجليز والتامل والسنهاليز، وكان عدد المدعوين 200 شخص من مختلف الأجناس والمذاهب، والمعتقدات، شكرا لهم على حسن حفاوتهم بنا".
 
ويوضح محمود الخفيف فى كتابه، أن الحكومة المصرية قد أرجات تقرير ما يلزم ثمنا لمعيشة كل من المنفيين حتى تعلم حال الجزيرة من حيث رخص الأسعار أو غلائها، وفى فبراير 1883، وصل الجزيرة حاكم جديد هو السير آرثر جوردن فخاطب الحكومة المصرية فقررت لعرابى 50  جنيها شهريا، ولكل من أصحابه 38 جنيها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة