أظهر الرئيس البرازيلى المنتخب جايير بولسونارو، الذى سيتولى مهامه مطلع العام المقبل، العديد من علامات التقارب مع إسرائيل، والتى من أهمها نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس، وهى الخطوة التى ستتسبب فى اضطرابات فى الدولة العربية، فضلا عن تحسين العلاقات التجارية بين البلدين والتى توقفت كثيرا فى الحكومة السابقة للحزب العمالى اليسارى.
ووفقا لصحيفة "نوتيامريكا" البرازيلية فإنه حتى الآن ، أظهر الرئيس المنتخب العديد من علامات التقارب مع إسرائيل، ففى 29 ديسمبر، سيلتقى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتينياهو مع بولسونارو فى ريو دى جانيرو، قبل أيام من المشاركة فى تنصيبه، وتتعلق الزيارة بوعد البرازيل بنقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس، وهى خطوة تتسبب بالفعل فى اضطرابات فى الدول العربية.
وأكد رئيس غرفة التجارة والصناعة البرازيلية الإسرائيلية "خايمى بلاى" أن العلاقة التجارية بين البلدين ستحصل على دفعة جديدة مع وصول خايير بولسونارو اليمينى المتطرف إلى السلطة.
وأشار إلى أن رجال الأعمال الإسرائيليون موجودين فى جميع أنحاء العالم حتى البرازيل على الرغم من عدم وجود صلة قوية مع الحكومة السابقة (فى إشارة إلى حزب العمال اليسارى) ولكن الآن سيكون الوضع افضل مما كان، وسيكون هناك المزيد، وذلك لوجود بولسونارو كرئيس مما يعد حافز قوى يزيد من الاهتمام.
وأضاف بلاى أن "الاقتصادين متكاملان، ولا يوجد تضارب بينهما ، وإسرائيل مصدرة للتكنولوجيا ، وهى تنتج مزيد من الابتكار ويمكن للبرازيل أن تستخدمها لصالحها، كما كانت تفعل فى القطاع الزراعى، على سبيل المثال".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك قطاع آخر تمتلك فيه اسرائيل إمكانيات نمو كبيرة فى البرازيل وذلك فى قطاع الدفاع والتسلح، مشيرة إلى أن الأمن كان أحد ركائز بولسونارو فى الحملة الانتخابية ووعد بتحسين المعدات للقوات المسلحة وتسهيل حمل السلاح بين السكان، وتوليد الحماس لصناعة السلاح.
وقال بلاى "منذ تأسيسها ، تتعرض إسرائيل باستمرار للمضايقة ويتعين عليها الدفاع عن نفسها من الهجمات، وقد تم تطوير تكنولوجيات خاصة جداً، والتى يمكن وضعها تحت تصرف السلطات البرازيلية لمكافحة الإرهاب والتهريب والتسلل على الحدود. مربحة جدا".
كيف ستكون العلاقة التجارية بين البرازيل وإسرائيل بعد وصول بولسونارو إلى الرئاسة؟
ووفقا لوزارة الصناعة والتجارة فى البرازيل، فإن الفترة بين يناير ونوفمبر هذا العام، صدرت عملاق أمريكا الجنوبية إلى إسرائيل سلع بقيمة 292,99 مليون دولار، واستوردت بضائع الشرق الأوسط 1.060,28 دولار أى ما يقرب من 30% أكثر مما كانت عليه فى نفس الفترة من العام الماضى.
ورأى جاسبار استرادا الخبير فى الشئون السياسية لأميركا اللاتينية أن بولسونارو "سيكون تحت ضغوط قوية جدا يقدم نتائج بسرعة كبيرة، لأنه استند إلى برنامج بالغ التطرف"، مضيفا "على الصعيد الاقتصادى وعمليات الخصخصة، ستكون هناك ضغوط من الناخبين وكذلك أسواق المال" التى تنتظر الكثير وبسرعة. والنقطة المجهولة الأخرى هى معرفة ما إذا كان بولسونارو سيمتلك وسائل تطبيق سياسته.
وقال استرادا إنه "سيواجه البرلمان الأكثر تشتتا فى التاريخ". وأضاف أن الرئيس المقبل "سيغريه اتخاذ إجراءات قاسية جدا بدون المرور بالبرلمان" حيث سيواجه صعوبة كبيرة فى تشكيل أغلبية. مضيفا "سيواجه مطالب بسرعة كبيرة"، معبرا عن خشيته من "ارتكابه تجاوزات منذ بداية ولايته".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة