فروق تكنيكية فى الكتابة للدراما تختلف عن الكتابة للسينما تختلف عن الكتابة الصحفية وهكذا فكل منها له شروط تحكمه، إنما الإبداع لا يمكن الاختلاف حوله فهو ملكة خاصة لا توجد إلا عند عظماء الكتابة فى المجالات المذكورة على مر التاريخ، وهم كثيرون، مثلا إذا تحدثنا عن الصحافة سيحضر فى ذهننا على الفور تجارب عظيمة مثل محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين وأحمد بهاء الدين وغيرهم، ونحن هنا فى «اليوم السابع» دائماً ما نتذكر هؤلاء المبدعين، فما إن تدخل إلى الجريدة ستجد صورهم عالقة على الجدران، وقد تعلمنا على يد الأستاذ خالد صلاح ومعه كتيبة من كتابنا الكبار على رأسهم الأستاذ سعيد الشحات والأستاذ أكرم القصاص ضرورة بذل الجهد لتحقيق أمجاد خاصة بنا، وأرى أن وجود تلك الصور أمامنا كأنها رسالة لنا جميعا بأن نتعامل معهم كلهم بنفس الهيبة والاستعداد ونفس الاحتشاد ونفس القلق ونفس الكتابة ومحاولة التكوين ومحاولة السعى لإضافة جزء بسيط جداً لمن سبقونا.
هذه المقدمة مدخل لرغبتى فى الحديث عن باب «ذات يوم» الذى يقدمه لنا عمنا سعيد الشحات يوميًا على صفحات «اليوم السابع»، فهذا الباب يفتح فيه الكاتب الكبير نافذة نتعرف من خلالها على ملامح طريقه ومشروعه واسمه الذى لم يتوه فى زحمة الأسماء، لأنه يقدم لنا وجبة دسمة حول تاريخنا بأسلوب كتابة وسرد مختلف يجعلك وأنت تقرأه تسرح بخيالك وكأنك داخل الحدث، كما أن جرأته وحدسه دفعاه لأن يختار دائماً طريقاً مختلفاً فى الكتابة.. نحن جميعا هنا فى «اليوم السابع» نرى تعبه والجهد الكبير الذى يبذله حتى تخرج هذه الزاوية بهذا الشكل، الطريق كانت وعرة وشاقة ولكنها بالتأكيد أسعدته كما أشقته، ورسمته مبدعاً قلبه عالق بالوطن، ربما يهوى تسلق الأسوار الشائكة ولكنه لا يقصد الضجيج الفارغ وتعبه هو لذته وغنيمته.. «ننتظر الآلاف من ذات يوم كمان وكمان يا عم سعيد».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة