لكل مبشر أصحاب وتلاميذ وحواريين، يتبعونه من أجل تعلم الديانة الجديدة، وجاء يسوع المسيح "المبشر" بخلاص العالم من الخطيئة (بحسب الإيمان المسيحى)، ومعه اثنا عشر رسولا أو تلاميذا، هم من أختارهم يسوع المسيح بنفسه من ضمن تلاميذه لنشر رسالته، وتبشير العالم برسالته السماوية "المسيحية".
وهم يختلفون عن "الرسل السبعين" وهم الأتباع الأوائل ليسوع الذين ذكروا فى إنجيل لوقا الإصحاح العاشر، حيث كان الإنجيل الوحيد الذى ظهروا فيه، فقد كلفهم يسوع وأرسلهم أزواجاً فى بعثات خاصة ليبشروا برسالته، ولعل أبرزهم وأكثرهم شهرة القديسة مريم المجدلية، حيث تعد أهم النساء من تلاميذ المسيح والشاهدة على قيامته وأول الذاهبين لقبره حسب ما ذكره الإنجيل، لكنها ليست من الرسل الاثنى عشر، حسب المراجع المسيحية.
وبحسب ما تذكره عدد من المراجع المسيحية، ومنها موقع الأنبا تكلا هيمانوت، أحد أشهر المراجع المسيحية على الإنترنت، فرسل المسيح الأثنا عشر هم:
بطرس الرسول
هو سمعان بن يونا، معنى اسمه صخرة وحجر، ولد فى قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبل ميلاد السيد المسيح بعده سنوات، قد تصل إلى العشرة، كان لقاؤه الأول بالمسيح، بعد أن أخبره اندراوس أخوه -بناء على توجيه يوحنا- قد وجدنا المسيا واصطحبه إلى حيث المسيح... وفى ذلك اللقاء قال له يسوع "أنت سمعان بن يونا. أنت تدعى صفا " (يو 1: 35- 42)... أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه بقوله "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس".
القدس اندراوس
هو شقيق بطرس الرسول، ومعنى اسمه "ذو مروءة"، كان فى البداية أحد تلميذ يوحنا المعمدان (النبى يحيى)، ومنه سمع عن يسوع، فقصده ومكث معه يوما كاملًا ليعاين أعماله وأقواله فأيقن أنه المسيح المنتظر، بعدها بشر أخاه بطرس بأنه وجد المسيا، وبعد معجزة صيد السمك الكثير دعاه مع أخيه بطرس ليكون صيادا للناس، فترك السفينة والشباك وتبع المسيح ولم يفارقه منذ ذلك الحين.
القديس فيلبس
ولد فى بيت صيدا واسمه يونانى يعنى (محب للخير)، عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة، لبى دعوة المسيح لإتباعه سريعا، بعدما قال له اتبعنى، لم يرد ذكره كثيرًا فى الإنجيل، حيث ذكر اسمه فى معجزة إشباع الآلاف بالخمسة خبزات والسمكتين، وجاء ذكره أيضًا فى العشاء الأخير فى الحديث الذى سجله لنا القديس يوحنا، حمل بشرى خلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فيرجيا، وانتهى به المطاف فى مدينة هيرابولس حيث استشهد مصلوبًا بعد أن ثار عليه الوثنيون.
القديس يعقوب الكبير
هو يعقوب ابن زبدى وشقيق يوحنا الحبيب، ويعرف أيضًا باسم يعقوب الكبير، لتميزه عن يعقوب الصغير (ابن حلفى)، كان من بيت صيدا من مدينة بطرس وأندراوس، دعاه المسيح للتلمذة مع أخيه يوحنا فى نفس المرة التى دعا فيها بطرس واندراوس، فتركا السفينة وأباهما وتبعاه، حضر يعقوب معجزة يسوع الأولى فى قانا الجليل حيث حول الماء خمرًا، حيث اختاره المسيح ابن مريم مع بطرس ويوحنا ليكون شاهدًا لبعض الأحداث الهامة.
يوحنا الرسول
يوحنا ابن زبدى، أو ماريوحنا، مار يوحنا، يوحنا الشيخ، التلميذ الذى كان يسوع يحبه، كما أطلق عليه، كان من بيت صيدا بالجليل، دعاه يسوع مع أخيه يعقوب الذى قتله هيرودس أغريباس الأول ليكونا من تلاميذه، كان على جانب من الغنى حيث كان يملتك أباه عددا من الخدم المأجورين، وكانت أمه سيدة فاضلة اسمها سالومة، يرجح بإنها أخت العذراء مريم أم يسوع بحسب (يو 19: 25)، عمل بمهنة الصيد حرفة، حيث كان العادة عند اليهود تقضى بعمل أولاد الأشراف حرفة ما، وكان يوحنا من تلاميذ المعمدان ومن تلاميذ يسوع الأولين.
القديس برثولماوس
اسمه برثولماوس هو اللفظ اليونانى لاسمه الآرامى الأصل، وهناك إجماع بين العلماء أن برثولماوس هو عينه نثنائيل الذى ذكره يوحنا فى إنجيله، أن فيلبس أحضره للمسيح (يو 1: 45)، والدليل على ذلك أن يوحنا يذكره فى أول بشارته وآخرها بينما البشائر الثلاثة الأخرى تذكر فيلبس وبرثولماوس بين أسماء الرسل استنتجوا من ذلك أن برثولماوس هو نثنائيل.
وبرثولماوس (ومعناها ابن تلماي) تفيد اللقب ومهما يكن من أمر هذا الرسول، فقد لازم يسوع حياته على الأرض وكان له شرف التمتع برؤيته بعد القيامة على بحر طبرية مع بعض التلاميذ، كما بشر فى بلاد اليمن وترك لهم نسخة من إنجيل متى باللغة العبرية، وجدها العلامة بنتينوس عميد المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية عندما ذهب إلى هناك حوالى سنة 180م.
القديس يعقوب بن حلفى
هو أحد الأعمدة الثلاثة لكنيسة الختان كما دعاه المعلم بولس، عُرِف باسم يعقوب أخ يسوع، حيث يوجد رأى بأنه ابن ليوسف النجار ومريم، جاء بعد ميلاد يسوع، وآخر بأنه أنه ابن خالته بالجسد من مريم زوجه كولوبا، حيث تعنى كلمة "حلفا" آرامية ويقابلها (كلوبا) فى اليونانية، وعرف باسم يعقوب الصغير، لتميزه عن القديس يعقوب الكبير (بن زبدى)، وعرف أيضًا باسم يعقوب البار نظرًا لقداسة سيرته وشده نسكه، كما عرف باسم يعقوب أسقف أورشليم لأنه أول أسقف لها، رأس كنيسة أورشليم وصار أسقفًا عليها واستمر بها إلى وقت استشهاده، حيث يذكره المؤرخ "جيروم" بأنه ظل راعيًا لكنيسة أورشليم نحو ثلاثين سنة.
يهوذا الرسول (تداوس)
هو يهوذا ابن يعقوب، أحد التلاميذ الأثنا عشر للمسيح، ويهوذا الرسول بليس يهوذا الإسخريوطى، واسمه عبرى معناه "شجاع" أو "محبوب"، وكان يلقب أيضًا تداوس، ولم يُسجل عنه سوى سؤاله يسوع فى أثناء العشاء الأخير: "يا سيد ماذا حدث حتى إنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟".
القديس متى العشار
يدعى لاوى، وكان عشارًا من الجليل، حيث كان العشارون جباة رسميين يعملون لحساب الرومان، لذلك كانوا ممقوتين لدى الشعب ومعتبرين خطاه فى نظر عامة الناس دعاه يسوع أن يتبعه وكان جالسًا عند مكان الجباية فترك كل شيء وقام وتبعه، قيل أنه كرز بالإنجيل فى بلاد اليهودية وإثيوبيا وقيل أنه بشر فى بلاد الفرس والبارثين وكتب الإنجيل الذى يحمل اسمه.
الشهيد سمعان القانونى
يدعى نثنائيل، ولد بقانا الجليل، وكان خبيرًا بالناموس وكتب الأنبياء، يذكر عنه بأنه كان بارًا تقيًا لا يحابى أحدًا، كان يتكلم بلغات عدة، وبشر بالمسيح، لكن توجد معلومات مؤكمدة حول جهوده والأماكن التى بشر فيها، حيث قيل أنه بشر فى سوريا وبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، وختم حياته بالاستشهاد مصلوبًا على خشبة ونال إكليل الشهادة.
يهوذا الاسخريوطى (الخائن)
"يهوذا" ومعناه "رجل من قريوت"، كان واحد من تلاميذ المسيح الاثنا عشر، وهو الذى سلم المسيح، وقد تم انتخاب متياس الرسول بديلًا له لاحقًا، ووردت أول إشارة كتابية عن يهوذا عند اختياره تلميذًا، ولعله سمع كرازة يوحنا المعمدان فى بيت عبرة فى عبر الأردن، والأرجح أنه قابل يسوع للمرة الأولى عند عودته إلى اليهودية، وطبقًا لما جاء فى "إنجيل الاثنى عشر رسولًا" (غير المعترف به رسميا من الكنائس): كان يهوذا ضمن أولئك الذين قبلوا الدعوة عند بحر طبرية، وهو من باع يسوع بثلاثين من الفضة، ويقال إنه تم استبداله بماتياس بعد موته منتحراً.
الشهيد متياس الرسول
هو واحد من رسل المسيح الإثنى عشر ولكنه يتميز بوضع خاص فهو الوحيد الذى لم يختاره يسوع ليكون من الإثنى عشر، بل تم اختياره من قبل التلاميذ ليأخذ مكان يهوذا الإسخريوطى الذى كان قد انتحر بعد أن سلم يسوع لليهود، لكنه كان أحد السبعين رسولًا الذى عينهم الرب، ولازمه منذ البداية وسمع تعاليمه وشاهد آياته، وقيل أنه بشر فى اليهودية والسامرة وبعض مقاطعات آسيا الصغرى، وختم حياته شهيدًا.