سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 ديسمبر 1948.. حسن البنا مرشد الإخوان يحرض الملك فاروق ضد النقراشى باشا رئيس الحكومة قبل قرار حل الجماعة بيومين

الخميس، 06 ديسمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 ديسمبر 1948.. حسن البنا مرشد الإخوان يحرض الملك فاروق ضد النقراشى باشا رئيس الحكومة قبل قرار حل الجماعة بيومين حسن البنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حوالى الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء، 28 ديسمبر 1948، وصل رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى باشا، إلى وزارة الداخلية، وهَمّ بدخول المصعد، فتقدم شاب يرتدى ملابس ضابط بوليس وألقى عليه رصاصة من الخلف، أصابت القلب وتوفى على الأثر، حسبما يذكر مرتضى المراغى آخر وزير داخلية قبل ثورة 23 يوليو 1952«فى مذكراته»شاهد على حكم فاروق».
 
وفقًا لعبد الرحمن الرافعى فى الجزء الثالث من كتابه«فى أعقاب الثورة المصرية-ثورة 1919، فإن القاتل تخفى فى زى ضابط، ويدعى«عبد المجيد أحمد حسن»، وكان طالبًا بكلية الطب البيطرى، وكلفه الجهاز الخاص لجماعة الإخوان بالمهمة ردًا على قرار«النقراشى باشا»بحل الجماعة يوم 8 ديسمبر 1948.. استنكرحسن البنا مؤسس ومرشد الجماعة الجريمة، وأصدر بيانًا اعتبر مرتكبيها«ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»، بينما وصف التنظيم الخاص للجماعة هذا العمل بأنه«فدائى صرف قام به أبطال الإخوان»، حسبما يذكر محمود الصباغ أحد أعضاء التنظيم الخاص فى كتابه«حقيقة التنظيم الخاص».. فهل كان هذا التناقض صحيحًا أم توزيع أدوار؟
 
فى خطاب«البنا»إلى الملك فاروق يوم 6 ديسمبر-مثل هذا اليوم-1948، وتأتى به الدكتورة هدى شامل أباظة فى كتابها«النقراشى باشا»، دليلًا على أن«المرشد»لم يكن بعيدًا عن الجريمة، هذا بالإضافة إلى لغته الاستعلائية فى الخطاب بوضفه عناصر الإخوان بالأنقى والأطهر، غافلًا جرائمهم السابقة، وأشهرها قتلهم للمستشار أحمد الخازندار وكيل محكمة الاستئناف يوم 22 مارس 1948.
 
بعد دعائه فى الخطاب للملك يقول البنا: «‏ياصاحب الجلالة لقد حرمنا جهادنا فى فلسطين أو كدنا لا لضعف فى جيشنا أوتخاذل فى شعبنا أو نقص فى عددنا، أوجهل بواجبنا، ولكن لتحكم السياسة المترددة فى الحرب الصارمة، وتدخل رئيس الحكومة«‏النقراشى باشا‏»فى شؤون القتال وتردده فى مواجهة المواقف بما تقتضيه إلى جانب العوامل الأخرى التى لايد لنا فيها».. ثم ينتقل إلى قضية السودان، متهمًا الحكومة بأنها تساعد الحاكم العام فى السودان على تنفيذه سياسة بريطانيا المرسومة وخططها الانفصالية المعلومة‏.‏
 
ثم يقول: «العالم كله الآن يا صاحب الجلالة تغلى مراجله بالأحداث الجسام والخطوب العظام، ويبدو فى آفاقه كل يوم شأن جديد لايقوى أبدًا دولة النقراشى باشا على أن يضطلع بأعباء التصرف فيه، بما يحفظ كرامة مصر ويصون حقوق الوادى المجيد العظيم‏، ‏والنزاهة وطهارة اليد‏ لاتكفى وحدها لمواجهة هذه الغمرات المتلاحقة من أحداث الزمن ومضلات الفتن‏.‏وفى وسط هذه الحوادث الجسيمة، يعلن دولة النقراشى باشا الحرب السافرة الجائرة على الإخوان المسلمين‏.‏فيحل بالأمر العسكرى بعض شعبهم‏.‏ويعتقل بهذه السلطة نفسها بدون اتهام أوتحقيق سكرتيرهم العام وبعض أعضاء هيئتهم، ويأمر الوزارات والمصالح المختلفة بتشريد الموظفين الذين يتصلون بالهيئة، ولو بالاشتراك فى أقسام البر والخدمة الاجتماعية تليفونيًا أوتلغرافيًا إلى الأماكن النائية والمهاوى السحيقة‏.. ويصدر الرقيب العام أمره بتعطيل جريدتهم اليومية إلى أجل غير مسمى بحجة لا قيمة لها، ولادليل عليها، ويتردد على الأفواه والشفاة قرار حل الهيئة ووعيد الحكومة لكل من اتصل بها بالويل.
 
يا صاحب الجلالة، اسمح لى أن أجرؤ فى هذا المقام الكريم فأقول إن هذه المجموعة من الإخوان المسلمين فى وادى النيل هى أطهر مجموعة على ظهر الأرض‏ نقاء سريرة وحسن سيرة، وإخلاصًا لله وللوطن وللجالس على العرش‏ فى كل كفاحهم فى سبيل دعوة لا تخرج أبدًا عما رسم الإسلام الحنيف قيد شعره، وأنهم بحكم إيمانهم ومنهاجهم ونظامهم وانتشار دعوتهم بكل مكان فى الداخل والخارج أفضل قوة يعتمد عليها من يريد بهذا الوطن الخير، ويتمنى له التقدم والنهوض، وتحطيم دعوتهم والقضاء عليهم، وهو ماتستطيعه الحكومة إذا أرادته وصممت عليه ولو فى ظاهر الأمر إلى حين بما فى يدها من سلطات، على أن نتائج هذا الموقف فى مثل هذه الظروف غير مضمونة ولا معروفة، ولاأدرى لحساب من يقوم دولة رئيس الحكومة بهذه المهمة ويحمل هذه التبعة الضخمة أمام الله وأمام الناس، وفى التاريخ الذى لاينسى ولا يرحم‏.‏
 
يا صاحب الجلالة: إن الإخوان باسم شعب وادى النيل كله يلوذون بعرشكم‏‏ وهو خير ملاذ ويعوذون بعطفكم، وهو أفضل معاذ ملتمسين أن تتفضلوا جلالتكم بتوجيه الحكومة إلى نهج الصواب، أو بإعفائها من أعباء الحكم ليقوم بها من هو أقدر على حملها ولجلالتكم الرأى الأعلى.
 
قام الملك فاروق بتحويل الخطاب إلى رئيس ديوانه«إبراهيم عبد الهادى باشا»، الذى حوله بدوره إلى النقراشى باشا، الذى لم يهدده التحريض فى الخطاب، وأصدر قراره بحل الجماعة يوم 8 ديسمبر 1948«بعد الخطاب بيومين».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة