تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
قبل نهائى مونديال كوريا واليابان 2002، كانت البرازيل وألمانيا من أكثر المنتخبات التى شاركت فى كأس العالم، بل ومن أكثر المنتخبات التى حققت الفوز فى مباريات المحفل العالمى، وفازا إجمالاً بسبعة ألقاب، بواقع 4 للبرازيل و3 لألمانيا، ولكن رغم ذلك لم يسبق لهذين العملاقين أن التقيا قط فى تاريخ المسابقة.
مباراة تاريخية بين ألمانيا والبرازيل
وأثارت تلك المواجهة الكثير من الترقب قبل أول لقاء بين هذين العملاقين فى كأس العالم، والذى تزامن مع نهائى كوريااليابان 2002 فى يوكوهاما.
كان الرهان كبيراً فى ذلك اللقاء التاريخى. فبالإضافة إلى الظفر بالكأس الغالية، كان فوز المانشافت سيسمح للألمان بمعادلة سجل البرازيل ورفع رصيدهم إلى أربعة ألقاب عالمية، فى حين أن انتصار أبناء أمريكا الجنوبية كان سيمنحهم اللقب العالمى الخامس، أى بفارق لقبين عن أقرب منافسيهم، ألمانيا وإيطاليا.
كان منتخب البرازيل بعيدا كل البعد عن التألق والإبداع فى الطريق إلى كوريا اليابان 2002، حيث أشرف عليه ما لا يقل عن أربعة مدربين فى التصفيات التى تميزت بالاضطراب وضعف الأداء، كما اتسمت مرحلة التحضيرات للبطولة بكثير من الجدل. فقد أقدم المدير الفنى لويز فيليبى سكولارى على استدعاء رونالدو وريفالدو فى تشكيلة فريقه على الرغم من افتقار الأول للمنافسة وتراجع مستوى الثانى خلال ذلك الموسم.
وبعد الفوز فى كل المباريات التى لعبتها، وصلت كتيبة السيليساو إلى النهائى وهى فى أفضل حالاتها.
أفضل لاعب أمام أفضل حارس
رونالدو وأليفر كان
كان المسرح جاهزاً لنهائي تاريخي بين اثنين من أعظم عمالقة كرة القدم في العالم، حيث دارت المعركة بين أقوى هجوم في البطولة - بقيادة رونالدو العائد إلى سابق تألقه وأقوى دفاع بقيادة كان أفضل حارس مرمى في العالم آنذاك.
ظل التعادل سيد الموقف، وعلى بعد 22 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي، ارتكب كان خطأ فادحاً بشكل غير معتاد لتكون تلك نقطة تحول المباراة. فبعد استرجاع الكرة خارج منطقة الجزاء الألمانية تمكن رونالدو من تمريرها لريفالدو، ثم واصل طريقه داخل المنطقة بينما كان زميله يستعد للتسديد في اتجاه المرمى، وعندما ارتدت الكرة من سددها صاحب القميص رقم 9 ليودعها الشباك ويمنح البرازيليين التقدم في وقت قاتل.
لم يكن هناك من خيار للألمان سوى الهجوم مما ترك لخصومهم الكثير من المساحات لاستغلالها. وهو ما حصل فعلاً قبل 11 دقيقة من صافرة النهاية، عندما استقبل كليبرسون تمريرة كافو من الناحية اليمنى وحولها الى ريفالدو، الذي كان متمركزا على حافة منطقة الجزاء، حيث قرر صاحب القميص رقم 10 تركها لتصل إلى رونالدو الذي أوقفها بلمسة واحدة قبل إطلاق تسديدة يمينية في الزاوية السفلى للمرمى.
كان لقب بطولة العالم تتويجاً لجيل من اللاعبين الذين سبق لهم أن ذاقوا طعم النجاح على مستوى الأندية في أوروبا. فبفضل الثلاثي الساحر، رونالدو-رونالدينيو-ريفالدو، تمكنت البرازيل من محو ذكريات هزيمة باريس قبل أربع سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة