فى استفزاز جديد للدول العربية، صعدت إسرائيل من حدة التوتر العسكرى بين إسرائيل وسوريا عقب إسقاط مقاتلة إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية أول أمس أثناء قيامها بغارة على مناطق حيوية، وأعلن ضابط كبير بسلاح الجو الإسرائيلى يحمل رتبة عميد جوى أن سلاح الجو نفذ ما لايقل عن ألف عملية عسكرية داخل الأراضى السورية العام الماضى فقط .
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن الضابط، قوله إن إسقاط مقاتلة إسرائيلية أثناء مواجهة طائرة بدون طيار إيرانية لن يثنى الجيش الإسرائيلى من تنفيذ عمليات عسكرية جديدة فى سوريا، يأتى ذلك فى وقت أكدت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلى، على أن الجيش قام بتعزيز وسائله الدفاعية المضادة للصواريخ على الحدود مع سوريا.
ضابط بسلاح الجو الإسرائيلى
وأضاف الضابط، أنه مع ذلك فإنه لا يعتقد أن ما جرى من اختراق لإسرائيل هو كمين إيرانى يهدف إلى سحب الجيش الإسرائيلى إلى فوضى العمليات العسكرية فى هذه المرحلة، مشددًا على أن سلاح الجو مستعد دائما لأى استفزاز عسكرى يحدث فى سوريا بحكم تواجد قوات إيرانية كبيرة هناك.
ومن جانبه، قال وزير الاستخبارات إسرائيل كيتس، إن تل أبيب لن تقبل بالوجود العسكرى الإيرانى فى سوريا، مضيفًا أنه لدى الجيش الإسرائيلى الوسائل لمعرفة كل ما يحدث فى سوريا مثلما أثبتت خلال هجمات السبت الماضى.
الجيش الإسرائيلى
ومن جهته وصف وزير التعليم نفتالى بينيت إيران بـ"الأخطبوط" الذى يتوجب شن معارك دبلوماسية واقتصادية وعلى جبهة الاستخبارات ضده، بل وأبعد من ذلك إذا استدعى الأمر، مؤكدا على أنه بدلا من القتال ضد أطراف الأخطبوط، يجب قطع رأسه".
ومن جانبه، قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورى، أن كل من تسول له نفسه الاعتداء على سوريا سيكون مصيره كمصير المقاتلة الإسرائيلية، مؤكدًا على تصميم بلاده على قهر أعدائها.
واعتبر المقداد، فى كلمة ألقاها خلال حفل استقبال أقامته السفارة الإيرانية بدمشق، بمناسبة الذكرى الـ39 على الثورة الإسلامية الإيرانية، اعتبر أن الإنجاز الذى حققه الجيش السورى، بإسقاط الطائرة الإسرائيلية، هو مؤشر على عودة سوريا وتصميمها على قهر أعدائها".
فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورى
وأشاد المقداد، بوقوف إيران إلى جانب سوريا فى صد العدوان الإرهابى والخارجى الذى تتعرض له، والعمل على إسقاط المشروع الأمريكى الصهيونى بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدًا على أن الأخوة الإيرانية السورية أبدية متجذرة فى ثقافة وحضارة الشعبين".
وتأتى تصريحات المقداد بعد يومين من إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية "F-16"، على هضبة الجولان. وقد اعترف الجيش الإسرائيلى بتحطمها وإصابة أحد الطيارين إصابة خطيرة.
ومن جانبها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن هذه هى المرة الأولى منذ حرب لبنان الأولى عام 1982 التى يتم فيها إسقاط مقاتلة إسرائيلية من نوع"فانتوم".
وأوضحت الصحيفة، أنه وقع الحادث فى 24 يوليو 1982، بعد نحو شهر ونصف من أول وقف لإطلاق النار فى حرب لبنان، فى ذلك اليوم خرجت الطائرة لمهاجمة بطاريات صواريخ SA-8، التى كان السوريون قد أدخلوها إلى وادى البقاع فى اليوم السابق.
سلاح الجو الاسرائيلى
وأضافت يديعوت أحرونوت، أن طائرات الهجوم الأولى أقلعت إلى لبنان ودمرت ثلاث بطاريات، وعندها طلب قائد الطائرة الحصول على تصريح استثنائي بالتوغل لمسافة 5 كيلو مترات فى منطقة الدفاع الصاروخى، من أجل تحديد موقع بطاريات الصواريخ وتدميره، وفى مناورة معقدة، دخلت طائرة الفانتوم إلى منطقة الدفاع الصاروخى، وأصيبت خلال مغادرتها لها بصواريخ SA-6 السورية".
وأشارت الصحيفة، إلى قائد الطيارة قتل، وأسر مساعده فى دمشق لمدة عامين، وأعيد إلى إسرائيل فى صفقة لتبادل الأسرى، شملت خمسة جنود ومدنيين أسرهم جنود سوريون، وخمس جثث جنود مقابل 291 جنديا سوريا أسروا فى الحرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة