ألقت وفاة الدكتور كاووس سيد إمامى، الذى يعد أشهر ناشط فى مجالات البيئة بإيران داخل سجن إيفين الشهير، بظلالها على العلاقات الإيرانية ـ الكندية، تلك المنقطعة منذ سنوات طويلة، لاسيما مع تضارب الروايات بين موته تحت وطأة التعذيب وهى رواية النشطاء فى طهران، وموته منتحرا وهى رواية السلطات الرسمية فى البلاد.
كاووس سيد إمامى
مع ذلك وفى كل الحالات ستبقى هذا القضية منحنى فاصل فى العلاقات بين طهران وأوتاوا خاصة أن إمامى يحمل الجنسيتين الإيرانية والكندية، وتحميل كثير من المراقبين مسؤولية وفاته للسلطات، حتى مع اعتبار أنه مات منتحرا، لأنه لم يقدم على هذا الفعل إلا بسبب الفظائع المروعة التى ترض لها بالسجن الذى بمجرد ذكره أمام الإيرانيين، تقشعر له الأبدان.
يشار إلى أن كاووس سيد إمامى البالغة من العمر 63 عاما والذى يعمل مديرا لمؤسسة الحيوانات الإيرانية التى تعمل لحماية الأنواع المهددة فى إيران، تم توقيفه مع سبعة من زملائه فى 24 يناير الماضى، وأعلنت أسرته وفاته عبر وسائل التواصل الاجتماعى يوم السبت الماضى، وقال نجله رمين سيد إمامى إن الشرطة كانت أبلغت والدته بـ"انتحاره" يوم الجمعة، لكنه عقب على ذلك بقوله: "لا أصدق هذه الرواية".
الرواية الرسمية
بنت إيران روايتها الرسمية على أن غمامى مات منتحرا من خلال شنق نفسه بقميصه، وقال رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامى علاء الدين بروجردى وثيق الصلة بمؤسسة المرشد على خامنئى، إن كاووس سيد إمامى لم يستطع أن يطيق ظروف السجن لأى سبب من الأسباب؛ مع أنه لم يكن مسجونا فى زنزانة عادية.
الدكتور كاووس سيد إمامى
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن بروجردى قوله إن سيد إمامى كان مسجونا فى زنزانة مناسبة، نظرا لأنه كان أستاذا جامعيا، موضحا أن السلطات استعرضت مقطع فيديو يكشف أنه بادر بخلع قميصه وأخذ يستعد للانتحار.
وأضاف بروجردى أن عائلة سيد إمامى مقتنعة بأنه انتحر ولهذا لم تطالب بتشريح جثته، لافتا إلى أن انتحار كاووس سيد إمامى فى سجن إيفين تم تأييده خلال جلسة عقدت بحضور عدد من نواب المجلس و نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامى، على مطهرى.
وعززت الدولة من تلك الرواية عندما أيد المدعى العام بطهران عباس جعفرى دولت آبادى انتحار كاووس سيد إمامى على هامش مشاركته فى مسيرات ذكرى الثورة الإيرانية التاسعة والثلاثين يوم الأحد 11 فبراير.
الحكومة الكندية
من جهتها طالبت الحكومة الكندية إيران بتقديم توضيحات بشأن وفاة إمامى، وقال عمر الغبرا، وزير الدولة الكندى للشؤون الخارجية فى تغريدة له من خلال حسابه على موقع تويتر للتدوين المصغر "إن كندا قلقة بشأن ملابسات وفاة سيد إمامى، وتطلب من السلطات الإيرانية تقديم أجوبة".
سجن إيفين
وعلى غير رغبة أسرة إمامى وفقا لرواية بروجردى طالبت منظمة العفو الدولية بـ"تشريح مستقل"، فى مواجهة ما وصفته بـ"سعى إيران لإخفاء كل إثبات للتعذيب وجريمة قتل محتملة"، معيدة إلى الأذهان حالات التعذيب والوفاة والانتحار التى تحدث باستمرار فى هذا السجن الذى يشار إليه فى طهران كعلامة على الرعب والموت الغامض.
ونشرت ماجدالينا مغربى المديرة المساعدة للعفو الدولية بيانا لها من خلال موقع المنظمة على الإنترنت اطلعت عليه "اليوم السابع" قالت فيه إن سيد أمامى "كان معتقلا فى سجن إيفين حيث تتم مراقبة المساجين باستمرار وحرمانهم من أغراضهم الخاصة، وكان من شبه المستحيل أن يرتكب عملية انتحار".
فى كل الأحوال سواء استجابت السلطات إلى طلب تشريح الجثة والبدء فى تحقيق دولى مستقل حوال الواقعة، فإن اسم كاووس سيد إمامى سيمثل علامة فارقة فى العلاقات الإيرانية ـ الكندية المتدهورة والمنقطعة منذ نحو 6 سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة