رأت دراسة حديثة نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن إيران تجاوزت كل الخطوط الحمراء فى سوريا، بعد أن شهد الأسبوع الماضى حادثتين فى غاية الأهمية تتعلقان بسلاح الجو الفتاك لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل داخل سوريا، وجاء كل منهما رداً على اختبارات واضحة من قبل القوات السورية والإيرانية والروسية، وقد يحدث قريباً المزيد من هذه الاختبارات.
وتوصلت الدراسة إلى أن الحرس الثورى الإيرانى يقف وراء ما وصفتها بـ"العمليتين الاستفزازيتين الأخيرتين"، تمشياً مع تاريخه الطويل فى استخدام الطائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات عسكرية داخل سوريا، ودوره الرئيسى فى تنسيق العمليات الهجومية لنظام الأسد جنوب دير الزور، وهنا يبرز السؤال عن الرابط بين الاختبارين، إن ارتبطا أساساً.
ولفتت الدراسة إلى أن هناك شيئا واحدا واضحا وهو أن كلتا الحادثتين وقعتا على خلفية الثقة الإيرانية المتزايدة بأن التدخل فى سوريا قد أنقذ نظام الأسد، وحدّ من انتشار القوات الأمريكية فى شمال شرقى البلاد إلى موطئ قدم ضئيل، وسمح لطهران بإنشاء قاعدة للعمليات الموجهة ضد إسرائيل.
وأوضحت الدراسة التى أعدها مايكل آيزنشتات، زميل أقدم ومدير مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية فى معهد واشنطن، ومايكل نايتس، زميل فى برنامج الزمالة "ليفر" فى معهد واشنطن ومقره فى بوسطن، ومتخصص فى الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، أن الحرس الثورى الإيرانى أصبح الآن قادراً على جمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل بشكل مباشر، وبإمكانه تدعيم حزب الله، وإعادة تزويده بالأسلحة عن طريق البر، وربما تحويل هضبة الجولان إلى جبهة عسكرية نشطة.
وأوصت الدراسة بالاستفادة من المصداقية المكتسبة فى دير الزور من خلال مراقبة الخطوط الحمراء الأمريكية بشكل أكثر اتساقاً، والاستعداد لتحد غير مباشر للوجود الأمريكى فى مناطق قوات سوريا الديمقراطية، ودعم جيب المعارضة جنوب غربى البلاد فى محافظة درعا.
كما أوصت الدراسة بطمأنة الحلفاء، بما يعنى الاستمرار فى دعم الردود الإسرائيلية القوية عندما تتحدى إيران أو حزب الله، سيادة إسرائيل أو أمنها، ومساعدة الأردن على الحفاظ على أمن مجاله الجوى ضد الاختراقات الإيرانية، فضلا عن عرض عواقب التصعيد بشكل علنى، بحيث يجب على واشنطن أن توضح أنه إذا فتحت القوات الإيرانية أو وكلاؤها نزاعاً أوسع مع إسرائيل، فقد تخرج ضعيفة بحيث تعرّض للخطر المكاسب التى حقّقتها بصعوبة ضد القوات المتمردة فى سوريا.
وأخيرا أوصت الدراسة بإعلام روسيا بأن الولايات المتحدة ستدافع بقوة عن مصالحها فى سوريا، وفى الوقت نفسه، يجب على واشنطن أن تعمل مع موسكو على إعادة تنشيط الجهود الدبلوماسية لإدارة الصراع فى سوريا وتجنّب تورط البلدين فى مواجهة خطيرة خاصة بهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة