فى تحذير استباقى قال مركز راند الأمريكى للدراسات، إن الصين باتت تشكل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا فى تقرير له إلى أن بكين قادرة على الانتصار دون معارك، وان الغزو الاقتصادى يعد ابرز أسلحة التنين الصينى.
وكشف المركز الأمريكى عن استراتيجية صينية عمرها أكثر من 2500 وضعت من قبل القائد الصينى "صن إتزو" الذى اعتمد على مبدأ كسب الحرب من دون المشاركة فى المعركة.
ووفقا للدراسة فإنه فى حالة حدوث اصطدام مع الولايات المتحدة، ستحاول الصين جعل الولايات المتحدة غير قادرة على استخدام الأسلحة الدقيقة على اليابسة وفى البحر وفى الجو. وبالنتيجة ستكون العمليات العسكرية الأمريكية فوضوية ولن تؤدى إلى النجاح.
الدراسة التى أعدها المركز الأمريكى، قالت إن الصين قادرة حتى على الصعيد العسكرى تحقيق انتصارات مدوية، مشيرة إلى أن استراتيجية بكين الحالية مشابهة الى حد كبير لتكتيك الجيش الأمريكى فى عملية عاصفة الصحراء الشهيرة ضد العراق عام ١٩٩١.
وتزامنت الدراسة الأمريكية مع تقرير نشرته شبكة روسيا اليوم نقلا عن صحيفة سفوبودنايا بريسا، تحدث خلاله الخبير الروسى أليكس فيرخويانتسيف، إن الاستراتيجية الصينية القديمة مشابهة لإستراتيجية وتكتيك الجيش الأمريكى الذى تم اعتماده خلال عملية عاصفة الصحراء ضد العراق عام 1991.
وأكد الخبير الروسى، إن الصينيين يمكن أن يكسبوا الحرب مع أمريكا دون خوض المعركة، وأن الولايات المتحدة تشكل من الصين إمبراطورية شر جديدة.
وقال عدد من الباحثين الأمريكيين حسب ما نشر فى المقال إنه لا ينبغى اعتبار سياسة الصين الخارجية الحالية محبة للسلام على الإطلاق. فهى تهدف إلى تزعم العالم، ولكن بأساليب جديدة.
وفى السياق نفسه قال إيفان كونوفالوف، مدير مركز الأوضاع الاستراتيجية، إن الرسالة الرئيسية للتقرير هى أن الصين لم تعد ضعيفة عسكريا، وهى قادرة على مواجهة الولايات المتحدة فى نزاع غير نووى، مؤكدا أن الحرب، تُكسب، فى معظم الأحيان بالاستراتيجية الصحيحة. بل إنها فى بعض الأحيان أكثر أهمية من كمية الأسلحة.
وأَضاف إيفان كونوفالوف، ردا على سؤال هل يمكن القول إن سياسة الصين المحبة للسلام مجرد قناع؟ أنه يجب أن نفهم أن الصين ستتحول، فى وقت ما، من شريك يعتمد إلى حد كبير على الولايات المتحدة، إلى شريك منافس، والواقع أن الأمريكيين لا يخشون أن تهزمهم الصين عسكريا، بمقدار ما يخشون أن تبدأ الصين بالسيطرة تدريجيا على الولايات المتحدة اقتصاديا.
وأشار إلى أن تدمير الولايات المتحدة ليست هدفا عسكريا صينيا، ولكن الصينيين لديهم فهمهم الخاص لتنمية البلاد، والتى ينبغى أن تقودهم إلى قيادة العالم، ومن الواضح أن الأمريكيين لا يريدون أن يفقدوا هيمنتهم. ولذلك، تُعدّ مثل هذه التقارير بهدف "التخويف من الصين"، ومحاولة تصوير الصين كـ"إمبراطورية شر جديدة".
وقال الخبير العسكرى أليكسى ليونوف، إن لدى الأمريكيين مهمة خلق صورة عدو جديد من الصين، لأن ذلك يجلب لهم فوائد مباشرة، مثل ما تفعل سياسية أمريكيا مع الروس، وذلك يساعد على نمو الميزانية العسكرية الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة