صدر حديثا عن دار أروقة للنشر والدراسات والترجمة ديوان "لا كرامة لمستطيل" للشاعر اليمنى هانى الصلوى.
ومن أجواء الديوان، نقرأ: " كان الحزن إلها قديما ً /كان الحزن إلهــــًا قديمــًا ، ويدعى الفرح/اعتاد أن يبعث بابنيه ِ البهجة والضحكِ فى الليالي المدلهمة ِ
إلى البرية /ليزرعا أشجار الظل ِوالزينة ِ /علها تؤنس المسافرين في وحشتهم. /وقطاع الطرق في حنينهم لنسائهم المقامرات ِ/أن يرسلهما إلى الأرامل ِ يوقدان الشمع في أبوابهن. /إلى بطون الجوعى ليمنحاهم الشبع إلى الولائم / ليحركا أقدام الراقصين/كان فرحاً وثملاً طيلة الوقت ِ /إلى أن قبضوا عليه في نوبة ٍ: فأجلسوه على جمرة ٍ ورموا غليلهم في حلقهِ:قطعوا أصابع قدمه اليمنى
وهو يقهقه اليسرى/ وهو يقهقه/ بتروا ساقيه وهو يقهقه/ سلخوا فخذيه وهو يقهقه /رموا ولديه في الزيت المغلي وهو يقهقه/ أدخلوا الكلاليب في سرته وهو يقهقه/ شقوا صدره بالمنشار وهو يقهقه/ استخرجوا كبده وهو يقهقه /قصوا ساعديه وهو يقهقه/ قطعوا رقبته وهو يقهقه / فقأوا عينه اليمنى وهو يقهقه/ اليسرى وهو يقهقه/ حزوا أنفه وهو يقهقه /مزقوا أذنيه وهو يقهقه / انتزعوا لسانه وهو يقهقه/ دقوا بالزبرة فمه وهو يقهقه /هشموا جمجمته وهو يقهقه/ جمعوا أعضاءه ودفنوها والصمت يملأ المكان َ/خرجت مواكب ربات الغناء بحثاً عنه / ولما وجدن القبر وحفرنه لم يجدن الجثة/ التفتن إلى الأعلى: كان يجلسَ بكامل هيئته /على التلة يمسح عرقه /ويبكى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة