انتقلت قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية إلى مستوى جديد ينبئ بالكثير من التطورات خلال الأيام المقبلة سواء على صعيد العلاقة بين القوتين العظميين أو على الصعيد السياسى الداخلى فى الولايات المتحدة.. ففى تطور مفاجئ أعلن المحقق الخاص، روبرت مولر، الذى يتولى التحقيق فى القضية الأكثر سخونة فى واشنطن منذ أكثر من عام، تورط 13 شخصية روسية فى أنشطة للتأثير على الانتخابات الرئاسية 2016.
ووجه المحقق الخاص، أن اتهامات لـ 13 روسيا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل غير قانونى لزرع الخلافات السياسية داخل الولايات المتحدة، وقال مولر: إن الأفراد تآمروا منذ عام 2014، وعملوا كناشطين سياسيين أمريكان وركزوا جهودهم حول النقاط الساخنة الخاصة بالهجرة والدين والعرق.
المحقق الخاص روبرت مولر
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فإن ما أعلنه مولر يعد أول أدلة مفصلة عن استخدام روسيا لوسائل التواصل الاجتماعى للتأثير على انتخابات الولايات المتحدة 2016، ظهرت فى سبتمبر عندما أرسلت ايرينا كافيرزينا، وهى واحدة من حوالى 80 روسيا يعملون فى المشروع من سانت بطرسبرج، بريد إلكترونى يحمل بعض الأخبار.
ووفقا لما نشرته الصحيفة الأمريكية، فإن إيرينا كتبت تقول: "لدينا أزمة بسيطة هنا فى العمل: الـFBI اقتحموا نشاطنا (هذا ليس مزحة)"، وأضافت: "لذا قمت بتغطية المسارات جنبا إلى جنب مع الزملاء.. لقد قمت بإختلاق كل هذه الصور والمشاركات، بينما الأمريكيون اعتقدوا أنها تمت من قبل أمريكيين"، ولم توضح نيويورك تايمز لماذا كتبت إيرينا مثل هذه التفاصيل فى البريد الإلكترونى.
وأظهرت لائحة اتهام من 37 صفحة، سلمت الجمعة من قبل هيئة محلفين كبرى فى واشنطن، اتهام كافرزينا و 12 شخصا آخرين بمؤامرة واسعة، وأظهرت أنها وزملاؤها لم يستطيعوا، فى الواقع، إخفاء مساراتهم بشكل جيد عن محققى الولايات المتحدة، هذه الاتهامات، التى قدمها روبرت مولر عرضت حقائق صعبة حول نقاش سياسى بشأن تدخل روسيا فى الديمقراطية الأمريكية، فى حين لم يتم توجيه اتهامات بعد للرئيس ترامب أو المقربين له.
ترامب وكلينتون فى أحد المناظرات الرئاسية
وقدمت لائحة الاتهام تفاصيل مذهلة حول مخطط روسى رتب بعناية مدته ثلاث سنوات للتحريض على الخلاف السياسى داخل الولايات المتحدة، وإلحاق الضرر بحملة هيلارى كلينتون الرئاسية، ومن ثم دعم ترشيح دونالد ترامب، بالإضافة إلى ترشيح بيرنى ساندرز وجيل شتاين، وقدم وصف دقيق للعملية التى تشير إلى أن محققى F.B.I. قد اعترضوا الاتصالات، ووجدوا متعاونون من الداخل.
وتقول الصحيفة، إن الروس الذين أشرفوا على العملية، التى تسمى "مشروع المترجم"، كان هدفهم بث عدم الثقة تجاه المرشحين والعملية السياسية بشكل عام، مستخدمين مجموعة من الشركات المرتبطة بشركة تسمى "وكالة أبحاث الإنترنت"، وأطلقوا على حملتهم أسم "حرب المعلومات".
وتشير إلى أن البحث الميدانى لتوجيه الهجوم قد بدأ بجدية فى يونيه 2014، وحصلت سيدتان روسيتان ألكسندرا كريلوفا وآنا بوجاشيفا على تأشيرات لما اتضح أنه جولة استطلاعية استغرقت ثلاثة أسابيع فى الولايات المتحدة، بما فى ذلك الولايات الانتخابية الرئيسية مثل كولورادو وميشيجان ونيفادا ونيو مكسيكو، فيما تم رفض طلب تأشيرة لروسيا ثالثا يدعى روبرت بوفدا.
اشترت السيدتان الكاميرات وخطوط هاتف وهواتف خلوية للرحلة ووضعتا "سيناريوهات إجلاء" فى حالة اكتشاف الغرض الحقيقى لزيارتهم، وزاروا تسع ولايات منها كاليفورنيا، إلينوى، لويزيانا، نيويورك وتكساس، بالإضافة إلى ولايات أخرى، "لجمع المعلومات الاستخباراتية" عن السياسة الأمريكية، بحسب مذكرة الاتهام، وأرسلت كريلوفا تقريرا عن النتائج التى توصلت إليها إلى أحد رؤسائها فى سانت بطرسبرج.
كما شملت العملية أيضًا إنشاء مئات من حسابات البريد الإلكترونى و"باى بال" والحسابات المصرفية وحتى تراخيص قيادة مزورة صادرة لأمريكيين وهميين واستخدم الروس أيضا هويات الأمريكيين الحقيقيين من أرقام الضمان الاجتماعى المسروقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة