فى تصعيد جديد، بدأت العديد من دوائر واشنطن العسكرية والسياسية الاستعداد مبكراً للحرب المحتملة بين الولايات المتحدة والصين، وسط تحذيرات من الطموح الصينى المتزايد والذى بات يهدد المصالح الأمريكية فى القارة الآسيوية.
سيناريوهات الحرب المحتملة مع الصين عبرت عنها تصريحات الأميرال هارى هاريس، الذى يشغل حالياً منصب القيادة العسكرية الأمريكية فى المحيط الهادى، وعين مؤخراً سفيراً لبلاده لدى أستراليا، حيث قال إن واشنطن عليها أن "تعد العدة بجدية للحرب مع الصين"، مشيراً إلى أن الأخيرة ماضية فى تعزيز قدراتها العسكرية بشكل لافت.
مخاوف "هاريس" نقلتها صحيفة "جارديان" البريطانية فى تقرير لها ، موضحة أنه حذر كذلك من "نوايا بكين وسعيها إلى بسط هيمنتها على منطقة بحر الصين الجنوبى وهى أمور واضحة كل الوضوح"، وقال إن الجيش الصينى فى المستقبل القريب سينافس الجيش الأمريكى فى كل المجالات تقريبا.
وأضاف الأميرال هاريس فى كلمة أمام لجنة الشئون العسكرية بمجلس النواب الأمريكى: "من دواعى القلق قيام الصين ببناء 7 منشآت عسكرية فى الجزر المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبى.. علينا بذل قصارى الجهد لتجنب الحرب، لكن هذا لا يغنى عن ضرورة التحضير لها فى الوقت نفسه".
وتابع : "الولايات المتحدة تتجاهل الحقائق البديهية والأخطار الناجمة عن توسعات بكين العسكرية فى المنطقة"، منددا بما وصفه بعمليات الصين لبسط النفوذ فى الخارج، وسلوكها الاقتصادى الضار وممارسة الإكراه بحق دول الجوار.
فى المقابل، ودون مزيد من التفاصيل حذر السفير الصينى لدى واشنطن تسوى تيان كاى، فى تصريحات صحيفة من أن استمرار التهجم على بلاده "سيترتب عليه عواقب وخيمة".
ويربط بحر الصين الجنوبى الشرق الأوسط بمنطقة القارة الهندية بشمال شرق آسيا وتمر به ثلث الشحنات البحرية العالمية بقيمة 7 تريليون دولار، أى 15 ضعف قناة بنما وثلاثة أضعاف قناة السويس، ويحتوى على 7 مليار برميل نفط كاحتياطى محتمل، و900 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعى؛ ما قد يجعل منه خليجًا نفطياً جديداً.
وشهدت الآونة الأخيرة توترًا فى العلاقات ما بين الصين وفيتنام والفلبين وإندونيسيا وماليزيا وبروناى بسبب النزاع على تلك الجزر، حيث تدّعى كل دولة منهم أحقيتها التاريخية فى عدد من الجزر التى يصل لنحو ثمانين جزيرة صغيرة لا يتجاوزه حجم أكبرها 4 كيلومترات ويغمر البحر هذه الجزر فى كثير من الأوقات.
وبدأ النزاع على تلك الجزر يأخذ منحى حادًا وجادًا مع إصدار الأمم المتحدة عام 1972 دراسة نظرية ترجّح وجود كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن فى تلك المنطقة من بحر الصين الشرقى.
وقبل أيام، أصدرت مؤسسة "راند" الأمريكية تقريرا يرسم سيناريو محتمل للحرب بين الولايات المتحدة والصين، رجحت فيه أن الجيش الصينى سيحاول تفادى الصدام المباشر مع القوات الأمريكية وسيركز على الهجمات الإلكترونية وتعطيل نظام قيادة القوات المعادية.
ووفقا للدراسة فإنه فى حالة حدوث اصطدام مع الولايات المتحدة، ستحاول الصين جعل الولايات المتحدة غير قادرة على استخدام الأسلحة الدقيقة على اليابسة وفى البحر وفى الجو. وبالنتيجة ستكون العمليات العسكرية الأمريكية فوضوية ولن تؤدى إلى النجاح.
الدراسة التى أعدها المركز الأمريكى، قالت إن الصين قادرة حتى على الصعيد العسكرى تحقيق انتصارات مدوية، مشيرة إلى أن استراتيجية بكين الحالية مشابهة الى حد كبير لتكتيك الجيش الأمريكى فى عملية عاصفة الصحراء الشهيرة ضد العراق عام 1991.
وتزامنت الدراسة الأمريكية مع تقرير نشرته شبكة روسيا اليوم نقلا عن صحيفة سفوبودنايا بريسا، تحدث خلاله الخبير الروسى أليكس فيرخويانتسيف، إن الاستراتيجية الصينية القديمة مشابهة لإستراتيجية وتكتيك الجيش الأمريكى الذى تم اعتماده خلال عملية عاصفة الصحراء ضد العراق عام 1991.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة