فى أسبوع رحيل الأستاذ.. هيكل يرصد فى كتاب "الإمبراطورية الأمريكية" تاريخ واشنطن مع المصالح.. الولايات المتحدة طلبت توطين الفلسطينيين فى سيناء والملك فاروق يرفض.. وجمال عبد الناصر يمانع تسليمهم قناة السويس

الثلاثاء، 20 فبراير 2018 02:26 م
فى أسبوع رحيل الأستاذ.. هيكل يرصد فى كتاب "الإمبراطورية الأمريكية" تاريخ واشنطن مع المصالح.. الولايات المتحدة طلبت توطين الفلسطينيين فى سيناء والملك فاروق يرفض.. وجمال عبد الناصر يمانع تسليمهم قناة السويس محمد حسنين هيكل وجمال عبد الناصر والملك فاروق
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الظاهرة فى نشأة الدولة الأمريكية وطبيعة الإمبرطورية المستندة إليها، أن المجتمع الأمريكى فى حسابه للنجاح على أساس الأرباح والخسائر، كان مستعدًا للتكلفة المادية، مترددًا ذات اللحظة إذا كانت التكلفة دما، وذلك موقف يسهل فهمه، لأنه إذا كانت فكرة "المصلحة" هى الجامع المشترك – فإن الدم لا تصبح له ضرورة، بل إنه يتعارض مع العقد الأساسى لشراكة المصلحة، بمعنى أن الشراكة تنظيم يدخل فيه كل طرف بحصة من رأس المال، لكن الدم يظل خارج الحسبة لأنه لا يحتمل الربح والخسارة"، ربما بهذه الكلمات  يفسر الأستاذ محمد حسنين هيكل، تأخر الولايات المتحدة الأمريكية، فى الحروب العالمية، ودخولها إلى ساحة القتال، وذلك على طول مسار الصعود الأمبرطورى الأمريكى، وذلك كون الدم كان الرقم الأصعب فى حسابات المشروع، بحد وصفه.

 

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

وفى أسبوع ذكرى رحيل الأستاذ "هيكل"، حيث رحل فى 17 فبراير 2016 تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الإنجاز الصحفى والسياسى والمعارك التى صنعت تاريخ مصر خلال نصف قرن، نقدم رؤية جديدة للكاتب الكبير، طرحها فى كتابه "الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق".

ولأن حسابات المكسب والخسارة تبنى فى الأساس على صفقات واتفاقات، وعروض للبيع والشراء، يقدم الأستاذ فى كتابه بعضًا من الصفقات التى قدمتها الولايات المتحدة، فى المنطقة العربية وبالتحديد لمصر، فى رحلتها لبناء إمبرطوريتها وسيطرتها على العالم.

 

الملك فاروق يرفض عرضا لتوطين الفلسطينيين فى سيناء

ويؤكد الأستاذ أنه فى أثناء الحكم الملكى لمصر، وبالتحديد عام 1950، تدخلتت الولايات المتحدة فى قضية اللاجئين الفلسطينيين، وعرضت على على الملك فاروق مشروعًا لشراء سينا وتوطين الفلسطينيين فيها، وكان ذلك العرض على هامش مشروع "كلاب" - اسم السياسى الأمريكى الذى كُلف بالمهمة - لكن الملك فاروق رفضها.

 

الملك فاروق
الملك فاروق
 
كما يشير الأستاذ إلى صفقة أخرى، كانت عبارة عن خطة سرية عرفت وقتها باسم الخطة "ألفا"، وبمقتضاها عرض "أندرسون" تعهد أمريكا بالمساعدة فى بناء السد العالى مقابل قبول مصر بصلح منفرد مع إسرائيل، يكون تمهيدًا لصلح عربى شامل بين العرب والدولة اليهودية، وكان ذلك بمقتضى خطة سرية أوسع هى الخطة "أوميجا"، ورفضها الرئيس جمال عبد الناصر.

 

ناصر رفض عقدا بـ2 بليون دولار مقابل إدارة أمريكا لقناة السويس

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

 

كما حدث فى العصر الجمهورى أيضا عام 1956، وبعد تأمين قناة السويس بأن عرضت الولايات المتحدة فكرة لحل قضية التأميم، وبعثت وفدًا من رؤساء بعض شركات الملاحة الكبرى يحملون عقدًا بمبلغ 2 بليون دولار نظير الحق فى إدارة قناة السويس، ووصل الوفد حينها إلى مصر وطلب مقابلة رئيس الجمهورية، والذى حولهم إلى نائبه آنذاك عبد اللطيف البغدادى، وفوجئ الأخير بالعرض مكتوبا ينتظر التوقيع، فأبدى دهشته، ورفض العرش حتى دون أن يعود لـ"ناصر"، الذى أقره على ما تصرف عليه.

 

القبائل الأفغانية حصلت على 70 مليون دولار مقابل التعاون ضد طالبان

أما حديثا فيسرد الأستاذ ما ذكره الصحفى الأمريكى "بوب وودوارد" فى كتابه عن قيام وكالة المخابرات الأمريكية بتوزيع مبلغ سبعين مليون دولار على زعماء القبائل الأفغانية قبل بدء عمليات التدخل الأمريكى فى أفغانستان، ويتم موضحا "وبرغم الصفقة دارت ساقية الدم الأفغانى لتوفير الدم الأمريكى".

 

"يتصل بسياسة توفير الدم الأمريكى أن حروب الإمبرطورية "المفرطة" تبدأ دائما بتمهيد مروع، بطيران عالى الكفاءة، مخيف فى قوة نيرانه وفى العادة ضد عدو ضعيف ومكشوف، وهذا النوع من قوة النيران لا يكلف غير ثمن الوقود والذخيرة، فهو أرخص أنواع الحروب على المهاجم وأغلاها على المستهدف به، والمعنى أنه إذا كان الدم الأمريكى هو السلعة النادرة التى تساوى الحرص عليها، فإن حياة الآخرين لا تهم" ربما تلك الكلمات التى قالها الأستاذ توضح المبرر وراء قيام الولايات المتحدة الأمريكية بحروبها باستخدام الطائرات الحربية، وعندما يكون قد فقد العدو قوته تنزل بقواته البرية، كما حدث فى أفغانستان، وفى العراق.

 

نعود للعراق يقول الأستاذ "أن علو دور المراكز وسطوتها ونفوذها فى عملية صناعة القرار السياسى - فى إشارة إلى مراكز مثل هوفر للدراسات ومركز دراسات المشروع الأمريكى - ليس له تفسيرًا إلا ذلك العقم الذى أصاب الأحزاب الأمريكية الكبرى، وترك للمال صانع الأفكار وصانع السياسات فى الدولة الأمريكية العظمى، وكان المال هو الذى وضع الجامعات هناك فى خدمة هذه المؤسسات.. ويتابع "وكان يقال دائما إن المال هو صانع الحرب والسلام أنه الأرجل والأقدام التى تمشى وتجرى بها السياسية.

 

الشركات الأمريكية استفادت من غزو العراق

سقوط بغداد
سقوط بغداد

 

ولتفنيد ذلك ذكر "هيكل" بعض الأرقام مثل أمن مبيعات شركة أمريكية كبرى مثل جنرال موتورز وإكسون موبيل وفورد، تتجاوز الناتج القومى لـ182 دولة فى العالم، وفى صدد الحرب على العراق فإن شركة "هاليبورتن" لمقاولات النفط بدأت قبل أكثر من عام على حرب العراق، ترتب وتتعاقد مع آخرين على عقود لإعادة إصلاح وتحديث مرافق النفط العراقى فى حدود من 7 لـ8 مليارات دولار، وبعدها فإن شركة "إكسون" هى التى بدأت تضع يدها على عمليات استغلال النفط العراقى وتخطط لإنتاج يصل إلى 8 ملايين برميل يوميا، كما أن شركة "بكتيل" هى التى حصلت على أهم عقود الإعمار بعد الحرب، مستعينة باثنين وعشرين ألف شركة للمقاولات دعتها للعمل معها من الباطن".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة