حذر باحث وخبير متخصص فى سياسات الخليج الولايات المتحدة من أن التوازن الدبلوماسى الذى تتبناه الولايات المتحدة إزاء التعامل مع أزمة قطر مع جيرانها لن ينجح على الأرجح لأنه يتجاهل ما يحدث حقا، وهو صراع لإعادة تشكيل الثقافة السياسية العربية لاسيما إزاء الحركات الإسلامية مثل الإخوان.
وفى مقال نشره موقع بلومبرج الأمريكى، قال حسين إيبش الباحث فى معهد الخليج بواشنطن، إن الدول الخمسة الأطراف فى الأزمة وهى السعودية والإمارات ومصر والبحرين مع قطر، تعارض الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل القاعدة وداعش التى تسعى لتدمير الدول العربية والإسلامية الموجودة، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لجماعات أقل تطرفا تابعة للإخوان، التى تسعى للسيطرة على المؤسسات الحاكمة فى الدول، وتعتمد إستراتيجياتهم على العمل داخل خارج الأساس القانونى.
وأشار الكاتب إلى دعم قطر لجماعات الإخوان فى المنطقة بالمال والتأييد عبر ترسانتها الإعلامية التى تشمل تلفزيون الجزيرة، وهو ما ترفضه دول الرباعى العربى التى ترى أن من تعتبرهم قطر معتدلين لا يمثلون بديلا مقبولا للتطرف، ويشيرون إلى أن الإخوان يتشاركون فرضيات أساسية وطموحات طويلة المدى مع الجماعات الإرهابية بما فى ذلك الهدف فى إعادة تأسيس الخلافة.
وفيما يتعلق بخيارات واشنطن فى التعامل مع هذه القضية، يقول إيبش إن واشنطن يمكن أن تسمح باستمرار المواجهة حتى تقرر الأطراف المعنية بنفسها حلها، وأن تصر فقط على التعاون بما يكفى لدعم الأصول العسكرية الأمريكية فى الخليج، وتلك هى السياسة الأمريكية الحالية على ما يبدو، أو الخيار الثانى فيتمثل فى إمكانية التوسط فى حل يتعامل مع الأساس السياسى والفكرى للجدال، وإلا فإن دول الرباعى العربى ستستمر فى مقاطعة قطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة