تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
هى أجمل حكاية فى تاريخ كأس العالم وربما تكون الأجمل على الإطلاق فى تاريخ كرة القدم.. فهى حكاية الأسطورة البرازيلية والجوهرة السوداء بيليه، الذى كان مونديال السويد 1958 بداية انطلاقه نحو العالمية وبداية معرفة الجماهير بأن هناك أسطورة كروية جديدة اسمها "بيليه".
بيليه محمولاً على الأعناق بعد الفوز بمونديال 1958
ذهب بيليه مع منتخب السامبا إلى السويد من أجل المشاركة فى كأس العالم لأول مرة فى تاريخه، وهو ابن 17 عاماً، ورغم أنه كان مهدداً بإصابة فى الركبة، ولم يخض أول مباراتين من البطولة، أمام النمسا وإنجلترا، إلا أنه لقى دعماً كبيراً من زملائه وشارك فى المباراة الثالثة أمام الاتحاد السوفييتى.
كانت هناك شكوك حول إصابة بيليه
وفى هذه المباراة سجل بيليه، وصنع هدف الثانى لزميله فافا الذى سجل ثنائية الفوز باللقاء، ليكون بيليه يومها هو أصغر لاعب على الاطلاق يشارك فى كأس العالم، حيث كان عمره 17 عاماً و7 أشهر و 3 أسابيع ويومان.
منتخب البرازيل الفائز بمونديال 1958
وفى ربع النهائى سجل بيليه أول أهدافه على الإطلاق فى كأس العالم، وكان ذلك أمام منتخب ويلز، ليقود البرازيل للفوز بهذا الهدف، الذى قال عنه فى عام 2013 أنه من أفضل الأهداف فى مسيرته.
المثير أن بيليه حقق رقماً قياسياً جديداً عندما لعب أمام فرنسا فى نصف النهائى، حيث سجل بمفرده 3 أهداف "هاتريك" ليكون أصغر لاعب فى تاريخ كأس العالم يسجل ثلاثية فى مباراة واحدة، وساهمت هذه الثلاثية فى فوز السامبا على الديوك 5 / 2، لتمنحهم بطاقة التأهل للمباراة النهائية.
النهائى أقيم فى العاصمة السويدية ستوكهولم بين البرازيل وأصحاب الأرض فى 29 يونيو، وشارك بيليه فى المباراة وقتها ليصبح أصغر لاعب على الإطلاق يشارك فى نهائى كأس العالم بعمر 17 عاماً و 249 يوماً، والمثير أنه سجل هدفين ليساهم فى فوز منتخب بلاده 5 / 2، ويُتوج مع البرازيل بلقب كأس العالم للمرة الأولى فى تاريخ السامبا.
بيليه فى المباراة النهائية أمام السويد
الهدف الأول الذى سجله فى هذه المباراة كان رائعاً للغاية بعدما خدع أحد المدافعين بطريقة رائعة، ومرر الكرة من فوقه قبل أن يسددها فى الشباك، واعتُبر هذا الهدف من أجمل الأهداف فى تاريخ كأس العالم.
وبعد انتهاء المباراة انهار بيليه من البكاء بشكل مؤثر حيث لم يكن يصدق أنه فاز مع بلاده بأغلى بطولة فى عالم كرة القدم، وظل يحتضن الحارس جيلمار و النجم جارينشيا، قبل أن يحمله زملائه على أكتافهم ويطوفون به الملعب، لتحييه الجماهير التى انبهرت بمستواه المذهل، حيث أنه سجل 6 أهداف فى 4 مباريات فقط، وتُوج بلقب أفضل لاعب شاب فى المونديال، وكان ثانى هدافى البطولة، بعد جوست فونتين نجم فرنسا الذى سجل 13 هدفاً، وظل إلى يومنا هذا أكثر لاعب يسجل أهدافاً فى نسخة واحدة من المونديال.
بيليه بعد الفوز بمونديال 1958
هذه البطولة شهدت بداية ارتداء بيليه للقميص رقم 10 الذى اشتهر به بعد ذلك وظل يرتديه طوال مسيرته الكروية، ولكن المفارقة أن الأمر حدث بالصدفة، حيث أن مسئولى الاتحاد لم يرسلوا قائمة بأرقام اللاعبين بسبب خطأ تنظيمى، وكان الأمر متروكاً للفيفا، الذى منح بيليه القميص رقم 10 رغم أنه كان لاعباً صغيراً وكان بديلاً فى صفوف السامبا.
بيليه ينظر لكأس العالم بعد الفوز بها
وبعد نهاية كأس العالم تحدثت الصحف العالمية عن بيليه كثيراً ووصفته بأنه أعظم إلهام شهده مونديال 58، ونظراً لمستوياته الرائعة فقد منحه الفيفا الكرة الفضية، بأثر رجعى، باعتباره ثانى أفضل لاعب فى البطولة، بعد مواطنه ديدى.
بيليه وديدى وفافا يحملون كأس العالم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة