صور..أزمة سياسية بجزر السحر والجمال..رئيس المالديف يفرض الطوارئ 15 يوما..الشرطة تعتقل قاضيان بالمحكمة العليا والأخ غير الشقيق للرئيس..تحذيرات دولية من القمع..والرئيس السابق يستغيث بالهند لإنقاذ المعارضة والقضاء

تعيش جزر المالديف حالة من الطوارئ بسبب أزمة سياسية تعصف بالبلاد الأكثر سحرًا وجمالًا من بين المقاصد السياحية حول العالم، وتصاعدت وتيرة الأحداث فى الجزر الآسيوية المطلة على المحيط الهندى، بشكل متسارع، بسبب تعنت الرئيس الحالى للبلاد، عبد الله يمين، ورفضه تنفيذ أحكام قضائية صادرة عن المحكمة العليا، تأمر بالإفراج عن 9 أشخاص من المعارضة بينهم الرئيس السابق محمد نشيد، الذى يقيم فى المنفى خارج البلاد.

وتتوتر الأوضاع فى جزر المالديف بشكل يدعو للقلق، ففى غضون أسبوع فقط من صدور الأحكام القضائية بالإفراج عن المعارضين المعتقلين، خرجت عن الرئيس عبد الله يمين، أوامر وقرارات مرتبكة ومتخبطة، حيث فرض حالة الطوارئ لمدة 15 يومًا، كما أقال رئيس الشرطة الوطنية مرتين متتاليتين.

رئيس المالديف يفرض حالة الطوارئ لمدة 15 يومًا
 

وقال رئيس جزر المالديف، عبد الله يمين، أنه فرض حالة الطوارئ فى البلاد للتحقيق فيما وصفها بـ"المؤامرة والانقلاب" بعدما أمرت المحكمة العليا الأسبوع الماضى بالإفراج عن زعماء المعارضة المسجونين.

وقال يمين - فى تصريح للتلفزيون الوطنى نقله شبكة "إيه.بى.سى" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، "إن تصرفات المحكمة تعرقل قدرة هذه الدولة على العمل"، وأضاف أن المحكمة تجاوزت سلطاتها بإصدار أمر بالإفراج عن السياسيين، مشيرا إلى أن ذلك التصرف "يعطل - بشكل صارخ - نظم الضوابط والتوازنات".

رئيس المالديف عبد الله يمين

شرطة المالديف تعتقل رئيس المحكمة العليا وقاضيا آخر بموجب حالة الطوارئ
 

ولم تمر ساعات قليلة، حتى اقتحمت قوات الشرطة، المحكمة العليا فى جزر المالديف، بموجب حالة الطوارئ، التى تعد تصعيدًا لمعركة قانونية مع أكبر محكمة فى البلاد، حيث تعتبر تلك الإجراءات انتقامية من المحكمة التى أصدرت حكمًا بالإفراج عن المعارضين التسعة.

وفى تلك الأثناء، اعتقلت الشرطة فى جزر المالديف، رئيس المحكمة العليا، عبد الله سعيد، وقاضيا آخر بالمحكمة العليا، صباح اليوم الثلاثاء، وقالت الشرطة فى رسالة على "تويتر"، إنها ألقت القبض على رئيس المحكمة العليا، وعلى القاضى "على حميد"، بالمحكمة العليا، فيما يتعلق بالتحقيقات الجارية، دون توضيح أى تفاصيل عن المزاعم أو التهم الموجهة ضد القاضيين.

شرطة المالديف تحاصر المحكمة العليا فى البلاد

شرطة المالديف تلقى القبض على الرئيس السابق عبد القيوم
 

وتوالت التصعيدات الحكومية التى طالت أسرة الرئيس أيضًا، حيث ألقت الشرطة القبض على الرئيس الأسبق للبلاد، مأمون عبد القيوم، وهو الأخ غير الشقيق للرئيس "يمين"، الذى حكم البلاد لمدة 30 عامًا حتى عام 2008، والذى قبض عليه فى مقر إقامته إلى جانب صهره، وذلك فى تحدٍ من الرئيس عبد الله يمين، لحكم المحكمة العليا المطالب بالإفراج عن زعماء المعارضة المسجونين، وبينهم فارس نجل عبد القيوم، وهو أيضا برلمانى معارض.

الرئيس الأسبق لجزر المالديف مأمون عبد القيوم

شرطة المالديف تعتقل الرئيس الأسبق للبلاد

حكومة المالديف: لن ننفذ أمر المحكمة العليا بشأن الإفراج عن السجناء السياسيين
 

وفى تحدى صارخ للقضاء فى المالديف، أعلنت الحكومة،  أنها لن تنفذ أمر المحكمة العليا بشأن الإفراج عن السجناء السياسيين وإعادة محاكمتهم.

فيما، أعلن برلمان المالديف، تعليق عمله لفترة غير محددة، وقال البرلمان، فى رسالة مقتضبة، إن استئناف دورته المقرر الاثنين، تم تعليقه لأسباب أمنية، ولم يتم تحديد أى تاريخ لاستئناف أعمال البرلمان.

تخوفات من اعتقال رئيس البلاد لعدم تنفيذه أحكام قضائية
 

وجاءت القرارات الأمنية المتشددة ورفع حالة الطوارئ، بعدما أمر محمد آنيل، النائب العام فى المالديف، قوات الأمن بالوقوف أمام أية محاولة لاعتقال الرئيس عبد الله يمين، أو اتهامه بالتقصير من جانب المحكمة العليا للبلاد.

وذكرت شبكة تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، أن المدعى العام، أكد خلال مؤتمر صحفى، فى حضور قادة الجيش والشرطة، أن أية محاولة لاعتقال الرئيس يمين، ستكون مخالفة للقانون، وأضاف المدعى العام، إن أية محاولة من جانب المحكمة العليا لاعتقال رئيس البلاد ستكون غير دستورية ومخالفة للدستور، مؤكدًا أنه أصدر أوامره إلى قوات الجيش والشرطة بعدم تنفيذ أية أوامر غير دستورية.

فرض حالة الطوارئ فى جزر المالديف

تشديدات أمنية فى جزر المالديف إثر أزمة سياسية

رئيس جزر المالديف السابق يحث الهند على التدخل لحل أزمة بلاده
 

وأمام هذا التعنت والتجاوزات القانونية من رئيس المالديف، كان اللجوء لطلب العون الخارجى هو السبيل أمام المعارضة، حيث دعا محمد نشيد، رئيس جزر المالديف السابق، اليوم الثلاثاء، الهند إلى إرسال مبعوث لإطلاق سراح قضاة المحكمة العليا وآخرين تحتجزهم الحكومة بعد فرض حالة الطوارئ فى الأرخبيل الواقع فى المحيط الهندى.

كما حث "نشيد" - الذى يعيش حاليا خارج البلاد - على وقف أى معاملات مالية لحكومة الرئيس عبد الله يمين، وقال نشيد، على "تويتر"، "نيابة عن شعب المالديف نطلب من الهند إرسال مبعوث بدعم من جيشها لإطلاق سراح القضاة والمحتجزين السياسيين نطلب وجودا فعليا".

منظمة العفو تحذر حكومة المالديف من استخدام حالة الطوارئ لممارسة القمع
 

ولم يغفل المجتمع الدولى بدوره الاهتمام بتطورات الأزمة السياسية فى جزر المالديف، فمن جانبها، حذرت منظمة العفو الدولية (امنستى انترناشونال)، اليوم الثلاثاء، حكومة المالديف من استخدام حالة الطوارئ كترخيص لممارسة المزيد من القمع.

وقال دينوشيكا ديسانايك، نائب مدير المنظمة الحقوقية لشئون جنوب آسيا - وفقا لشبكة (إيه بى سى نيوز) الأمريكية - "إن إعلان حالة الطوارئ يعد تطورا مقلقا للغاية فى المالديف التى يوجد لديها سجل حافل فى قمع حرية التعبير وأى شكل من أشكال المعارضة..يجب ألا يصبح احترام حقوق الإنسان ضحية أخرى لهذه الأزمة السياسية المستمرة".

اعتقال الأخ غير الشقيق لرئيس المالديف

الرئيس الأسبق للمالديف يودع أحد أنصاره أثناء اعتقاله

بريطانيا وأستراليا تحثان المالديف على إنهاء حالة الطوارئ
 

فى حين دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جويترش، الحكومة إلى الانصياع لقرار المحكمة العليا القاضى بالإفراج عن معارضين معتقلين، كما حثت بريطانيا، وأستراليا، اليوم الثلاثاء، المالديف، على إنهاء حالة الطوارئ التى تم إعلانها قبل ساعات واحترام القانون.

وقال وزير الخارجية البريطانى، بوريس جونسون - حسبما نقلت شبكة (إيه بى سى نيوز) الأمريكية - إنه يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع فى المالديف، كما طالب الرئيس عبد الله يمين، وحكومته، بإنهاء حالة الطوارئ سلميًا واستعادة كافة مواد الدستور واتخاذ خطوات فورية لتنفيذ أوامر المحكمة العليا بالإضافة إلى دعم البرلمان بشكل كامل وحر وسليم، بدوره، قال السفير الأسترالى لدى سريلانكا والمالديف، برايس هاتشسون، إن كانبيرا، تدعو جميع الأطراف إلى احترام سيادة القانون وقرارات المحكمة العليا والحفاظ على استقلال القضاء.

مجلس الأمن القومى الأمريكى يدعو حكومة المالديف إلى احترام سيادة القانون
 

وفى السياق ذاته، دعا مجلس الأمن القومى الأمريكى، حكومة المالديف إلى احترام سيادة القانون، وذكر راديو "صوت أمريكا" أن هذا البيان الأمريكى يأتى إثر إعلان الرئاسة فى المالديف حالة الطوارئ لمدة 15 يوما لمواجهة أى محاولات من جانب المحكمة العليا لاعتقال رئيس البلاد عبد الله يمين، أو اتهامه بالتقصير لعدم تنفيذ حكمها الصادر، يوم الخميس الماضى، بالإفراج عن 9 من أعضاء البرلمان المعارضين.

لحظة اعتقال الرئيس الأسبق فى المالديف

اعتقال الرئيس الأسبق للمالديف فى مقر إقامته

اضطرابات ومظاهرات فى شوارع المالديف

صورة رأسية لجزر المالديف

جزر المالديف تطل على المحيط الهندى

البيوت الزاهية فى جزر المالديف

مشهد جمالى لجزر المالديف

مشاهد ساحرة فى جزر المالديف