بدأت إيران في جنى مكاسبها الاستراتيجية تلك المترتبة على موقفها الصلب من استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق الذي جرى فى الخامس والعشرين من سبتمبر الماضى، وبدا واضحا أنها أصبحت الطرف الأكثر ربحا على المستويين الجيوستراتيجى والاقتصادى من فشل الانفصال، وهو ما تعزز على نحو لا يقبل التأويل هذه الأيام.
عملية موسعة
للدلالة على تلك المكاسب، أعلن الجيش العراقى، الحليف القوى لإيران، والذى أجرى مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الإيرانى، أن قواته بدأت عملية لتعزيز السيطرة على منطقة قرب الحدود مع إيران من المقرر استخدامها كمسار لنقل النفط العراقى الأمر الذى يسلط الضوء على مخاوف بشأن انتشار الجماعات المسلحة الكردية فى تلك المنطقة الجبلية الوعرة.
الجيش العراقى
وفى بيان له أكد الجيش العراقى، على أن العملية تستهدف التحكم فى ممرات الطاقة من العراق إلى إيران، بعد السيطرة على منابع النفط فى محافظة كركوك التى ضمتها قوات البيشمركة بعد 2014، والتى تضطلع بدور رئيسى فى إنتاج النفط العراقي بالمنطقة الشمالية.
كما أعلن مسئولون عراقيون فى صناعة النفط فى ديسمبر الماضى عن خططا لنقل النفط الخام من كركوك بشاحنات إلى مصفاة نفطية فى محافظة كرمانشاه معقل كرد إيران، وكان من المقرر أن تبدأ عملية النقل بالشاحنات الأسبوع الماضى ورفض مسؤولون فى مجال النفط ذكر أسباب للتأخير سوى القول إنه لأسباب فنية.
بين النفط والتجارة
من جانبها أعلنت القنصلية الإيرانية فى عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، أنه تم حل مشاكل الأسواق الحدودية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإقليم كردستان العراق، بعد أن تم إغلاق المنافذ الحدودية فى إطار الإجراءات الإيرانية العقابية للإقليم بعد الاستفتاء فى سبتمبر الماضى.
نفط كركوك
وأصدرت القنصلية الإيرانية بيانا أوضحت فيه أنه بعد إجراء محادثات مكثفة أجرتها مع سلطات الإقليم والحكومة العراقية الاتحادية، فقد تمت الموافقة على استمرار نشاط الأسواق الحدودية وهى: (كيله سردشت، سيران بند – بانه، شوشمى – باوه) وتم إبلاغ شرطة الحدود بذلك، وفق ما أفادت به وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية للأنباء.
ونوه البيان إلى أن استئناف المبادلات التجارية عبر الأسواق المذكورة، سيمكّن الناشطين الاقتصاديين للتخطيط لتنمية المعاملات التجارية، كما أن شرطة الحدود العراقية كانت قد أبلغت قبل عدة أيام بإغلاق الحدود غير الرسمية لكردستان العراق مع الجمهورية الإيرانية.
مكاسب إستراتيجية
ويرى محللون، أن تلك الخطوة تعزز مكاسب إيران الجيوستراتيجية والتجارية مع العراق على وجه العموم، وإقليم كردستان العراق بشكل خاص، خاصة أن إيران أصبحت الوجهة الأولى لتصدير نفط الإقليم بدلا من تركيا التى كانت الوجهة الأولى لتلك العملية.
الأسواق الحدودية بين إيران وكردستان العراق
وفى زيارة لها إلى إقليم كردستان العراق، فى سبتمبر الماضى، رأت "اليوم السابع" كم أن إيران تتحكم فى كل المنتجات التجارية بما فى ذلك المأكولات والملابس والسلع ذات الصفة الاستراتيجية.
فإذا سرت فى شوارع مدينة السليمانية، العاصمة الثقافية لإقليم كردستان العراق، والتي تبعد عن إيران مسافة ساعة ونصف الساعة بالسيارة؛ يمكنك بسهولة ملاحظة الإغراق الإيراني لأسواق الإقليم من خلال السلع التجارية تلك التى تصنع فى المدن القريبة من الإقليم وعلى رأسها سنندج وكرمنشاه، فضلا عن السلطة التقليدية مثل المكسرات والمنسوجات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة