فى الوقت الذى كشفت فيه دراسات علمية عديدة عن أضرار السجائر الإلكترونية الصحية، جاءت دعوة هيئة الصحة العامة في إنجلترا إلى تخويل الأطباء بوصف السجائر الإلكترونية كعلاج للإقلاع عن التدخين، لتثير الجدل من جديد حولها، حيث ما زالت حتى الآن محل تناقض بين الدراسات العلمية ما بين مؤيدة ومعارضة.
20 ألف شخص يقلعون عن التدخين بالسجائر الإلكترونية
وجاء تقرير منظمة الصحة العامة بإنجلترا ليشير إلى أن 20 ألف شخصاً على الأقل يقلعون عن التدخين كل عام بمساعدة السجائر الإلكترونية، وأن السجائر الإلكترونية أقل ضررا من سجائر التبغ التقليدية بنسبة تصل إلى 95%، وهو ما يمثل تناقضاً كبيراً مع الدراسات التى أجريت من قبل.
ويقول جون نيوتن، مدير قسم التحسين والتطوير في منظمة الصحة العامة إن "هناك "أدلة دامغة" على أن السجائر الإلكترونية أكثر أمانا من التدخين التقليدي، وأنها "لا تشكل خطرا يذكر على من يستنشقون دخانها من غير المدخنين" فيما يعرف بالتدخين السلبي، كما أنها أقل ضرراً من التبغ ".
السيجارة الإلكترونية تغير الحمض النووى وتسبب السرطان
فى الوقت نفسه، كانت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون أمريكيون من جامعة نيويورك أشارت إلى أن السجائر الإلكترونية تسبب تغيرات بالحمض النووى التى تؤدى إلى السرطان.
وحذر الباحثون من الاعتقاد السائد بأن السجائر الإلكترونية التى تحتوى على النيكوتين السائل هى بديل آمن للسجائر العادية.
نكهات السجائر الإلكترونية تضعف عضلة القلب
دراسة أخرى أجرتها جامعة لويزفيل في كنتاكي ونشرت في الدورة العلمية لجمعية القلب الأمريكية (AHA 2017) أن بعض النكهات في سوائل السجائر الإلكترونية يمكن أن تضر بالقلب.
وحدد فريق البحث عددا من المواد الكيميائية المستخدمة في نكهة السيجارة الإلكترونية بما في ذلك القرفة والحمضيات التي يمكن أن تضعف وظيفة خلايا عضلة القلب.
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترفض استخدام السجائر الإلكترونية كعلاج
ومن جانبها أكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، أن منتجات التبغ البديلة تحتوى على مواد كيميائية وسموم ضارة، وقد تسبب هذه المشاكل الصحية الخطيرة، بما فى ذلك السرطان، ، بعد إثبات هذا من خلال الأبحاث العلمية التى تم إجراؤها، كما أكدت أنها لم تعتمد السجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع عن التدخين أبدا.
دراسة أخرى أجرتها جامعة فيرجينيا الأمريكية كشفت أن نفخة واحدة فقط من السجائر الإلكترونية يزيد خطر الإصابة بأزمة قلبية، والتعرض لدخانها 5 دقائق يضيق الشرايين بنسبة 30%.
كما حذر فريق من العلماء الأمريكيين بجامعة كاليفورنيا، من تدخين السجائر الإلكترونية لأنها تمثل عبئًا على صحة الفم، حيث تؤدى إلى أمراض اللثة الشديد وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.
أستاذ أمراض صدرية: ضارة على الرئة والشعب الهوائية
ومن جانبه قال د. عاصم العيسوى، أستاذ أمراض الصدر بكلية الطب جامعة الفيوم، لـ"اليوم السابع" إن السجائر الإلكترونية وسيلة لإعادة التدخين بطريقة أخرى يتقبلها المجتمع، مضيفاً أنه بالرغم من أنها لا تزال تحت الدراسة إلا إن الأبحاث تؤكد أنها لها آثار ضارة على الرئة والشعب الهوائية الدقيقة فى وقت قصير، كما أن النيكوتين الموجود بها يقبض الأوعية الدموية ويضعف القلب.
وأشار إلى أن الدخان الصادر من السيجارة الإلكترونية يؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسى وكذلك به مواد مضرة بالصحة ويتأثر به المحيطين بالمدخن بسبب التدخين السلبى وأضراره.
د. عصام المغازي، استشارى أمراض الصدر ورئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، قال لـ"اليوم السابع" إنه حتى الآن لا توجد أى دراسة مؤكدة أو أبحاث جادة حول السجائر الإلكترونية، فهى لا تزال محل الدراسة والبحث.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية لم تعتمد السجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع عن التدخين، حيث إنها تحتوى على النيكوتين وكذلك السائل المستخدم بها له أضرار صحية عديدة ولا يمكن التأكد من جودته لتفاوت أسعاره.
ما هى بدائل السيجارة الإلكترونية ؟
وأشار إلى أن هناك بدائل آمنة أكثر من السيجارة الإلكترونية مثل: بدائل النيكوتين وهى "اللصقة الطبية، علكة، أسبراى"، وهى وسائل معترف بها حول العالم تساعد على الإقلاع عن التدخين، مضيفاً أن هناك أدوية تساعد فى الإقلاع عن التدخين.