تستضيف برازيليا ابتداء من، غدا الأحد، المنتدى العالمى للماء الذى سيحاول المشاركون فيه التوصل إلى حلول لمشاكل التزود بالماء المثيرة للقلق والمتفاقمة وباتت تشمل العديد من المدن فى العالم وخصوصا مدينة الكاب.
ومن المتوقع مشاركة 40 الف شخص فى الدورة الثامنة للمنتدى العالمى للماء فى العاصمة البرازيلية، بينهم 15 رئيس دولة و300 رئيس بلدية لمدن فى العالم، وعشرات العلماء والناشطين البيئيين، وتستمر أعمال المنتدى حتى 23 مارس.
والماء أساس الحياة، مهدد من كل جهة وجانب من ارتفاع حرارة الأرض وتلوث الأنهار والاستهلاك المفرط للصناعيين والمزارعين والافراد.
وقال ناى مارانهاو مدير الوكالة الوطنية البرازيلية للمياه "هناك سدود أكثر وسيارات أكثر وانتاج اكثر وسكان اكثر، مقابل اجراءات حماية لا تزال ضعيفة جدا مقارنة بالاثر المحسوس" لتلك الكثرة.
وتنشر اليونسكو الاثنين من برازيليا تقريرها السنوى بعنوان "حلول أساسها الطبيعة لمشكلة الماء"، ويرى مدير المنتدى ريكاردو ميديروس أن قضية الماء يجب ان يتم النظر اليها بعين تتجاوز البعد البيئى الصرف.
وأضاف هذا المهندس وعضو المجلس العالمى للمياه وهى منظمة غير حكومية مقرها مرسيليا (جنوب فرنسا) وتنظم المنتدى كل ثلاث سنوات، "يتعين اليوم تجاوز الخطاب التقليدى الذى يتحدث عن الماء كعنصر أساسى للحياة، للاعتراف بالماء كمحرك للتنمية".
فى السياق ذاته يقول كولينغ سترونغ الخبير الأمريكى ومؤلف تقريرعن الإدارة العامة لمشاكل المياه على المستوى العالمى، "من الواضح أن الخطاب التقليدى لم يعد صالحا".
وأضاف "يمكننا إدارة وضع جفاف اذا كانت لدينا بشكل مسبق خطة لمواجهة الأزمة. لكن إذا لم تخصص المدن وسائل لمواجهة مشاكل التزود، فسنكون ازاء وضعيات اخرى شبيهة بوضعية مدينة الكاب" بجنوب أفريقيا.
والمدينة الجنوب أفريقية الكبيرة مهددة بانقطاع المياه عنها فى الأشهر القادمة بسبب الجفاف. ويبقى الوضع فيها بالغ الدقة رغم تأكيد السلطات المحلية الاسبوع الماضى أن "اليوم الصفر" (يوم انقطاع الماء) لن يحصل فى 2018 إذا استمر الاستهلاك بنظام الحصص وهطلت الأمطار المتوقعة فى الأشهر القادمة.
ويوجد اكثر من ربع موارد المياه المتجددة (لا يشمل ذلك جليد منطقة القطب الجنوبى التى تضم نحو 60%من الاحتياطى العالمى من الماء) فى أمريكا اللاتينية، وأقل من ذلك 60 مرة فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط حيث وصلت نسبة الماء إلى الفرد مستويات حرجة.
ويبدى خبراء قلقهم من تلاش محتمل فى غضون بضع عشرات من السنين، لاحتياطيات المياه الجوفية فى قسم من حوض نهر الغانج بالهند وفى جنوب اسبانيا وإيطاليا والوادى المركزى بكاليفورنيا.
كما تعانى البرازيل التى تضم 18% من مياه الشرب فى العالم، من آثار ارتفاع حرارة الأرض. وتشهد بعض مناطق الشمال الشرقى فيها منذ 2012 أطول فترة جفاف فى تاريخها.
واكد رئيس المنتدى ريكاردو ميديروس أن "الماء يجب ان يكون عنصر وحدة بين الجماعات والأمم وليس سببا لحرب عالمية ثالثة كما يقول البعض. ومهمة المنتدى تتمثل فى اشاعة التصرفات الجيدة لتحفيز التعاون بين البلدان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة