لن تمر حشود المصريين فى الخارج بردا وسلاما على القوى التى تتربص لسقوط هذا البلد، هذه صفعة أقوى من أن تتحملها قوى الغدر فى الإقليم، فما الذى سيقوله عناصر أجهزة المخابرات لرؤسائهم، هذه ورطة حقيقية، فهذه العناصر الاستخباراتية عملت ليلا ونهارا طوال الأشهر الماضية لإفساد الانتخابات، وإبعاد المصريين عن المشاركة، وإظهار المشهد الوطنى فى مصر أن الشعب فى واد والدولة فى واد آخر، لكن ما جرى فى بلدان المهجر أكد أن المصريين لم تنكسر عزائمهم فى تحقيق الاستقرار لبلادهم، وأنهم مصرون على استكمال رحلة هذا الوطن إلى شاطئ آمن من الإرهاب والغدر، ومستقر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
هذه الحشود المصرية التى خرجت بكل حب، ومنزهة عن كل مصلحة سياسية أو حزبية، وعقدت نواياها على دعم مصر أولا، ستدفع قوى الشر إلى الهرولة نحو أى عمل متهور تحاول من خلاله يأسًا أن تضرب المشهد الانتخابى فى مصر، كل السيناريوهات مفتوحة وسط هذا التخبط التنظيمى والاستخباراتى، فربما لجأوا إلى فبركة قضية جديدة، أو استعجال مواجهة دعائية وتشويش إعلامى فى الخارج، أو التخطيط لأى عنف متسرع، على غرار ما جرى فى لندن، لإفساد هذه الصورة المدهشة التى قدمها المصريون فى الخارج، والتى من المتوقع حتمًا بإذن الله أن تستمر مع بداية انتخابات الداخل.
كل السيناريوهات متوقعة، وإذ أثق أن لدى الدولة المصرية حسابات دقيقة لكل المخاطر المحتملة، فإننى فى الوقت نفسه أدعو كل المصريين إلى الانتباه لتأثيرات هذه «الخضة» الاستخباراتية، فعلينا نحن هنا فى نشوة هذه الفرحة الكبيرة بوحدة المصريين أن نكون على استعداد كامل لعمليات التشويش والتشكيك والتضليل وإثارة الريبة، وعلينا أن ندرس جيدًا هذه الواقعة المفضوحة فى لندن، ونؤسس عليها خطوط مواجهة حكيمة فى الداخل، فكل ما تسعى إليه هذه القوى هو الرهان على تراجع نسب التصويت، والتخطيط لتضليل العالم بتقديم هذا «التراجع»، الذى قدرته أجهزة الاستخبارات المعادية والتنظيم الإرهابى، كدليل على عدم شعبية سياسات دولة 30 يونيو.
وإذا كان المصريون فى الخارج قد أطلقوا الرصاصة الأولى على هذا المخطط، فإننا فى الداخل علينا أن نتحلى باليقظة نفسها طوال الأيام الثلاثة للانتخابات الرئاسية، وعلينا أن نستكمل قصف جبهة هذا العدو بالمشاركة الجماهيرية الواسعة فى لجان التصويت منذ الساعات الأولى ليوم الانتخابات فى الداخل، وعلينا كذلك أن نلتفت إلى الحيل التى يمكن أن يلجأ إليها عناصر التنظيم، على غرار ما جرى فى لندن، من محاولات عرقلة الناخبين، أو إثارة الشكوك أو إطلاق الشائعات لمنع الناس من المشاركة بهذا النحو المذهل الذى جرى فى الخارج.
هذه الانتخابات، بفلسفتها الوطنية، وبشكلها المبهر، وبالمشاركة الفاعلة فيها، ربما تكون آخر المعارك الكبرى لهذا البلد، والانتصار فيها يعنى أننا سنغلق ملفًا كبيرًا ونتركه وراء ظهورنا من مخلفات الماضى، ويعنى كذلك أن الأموال التى يقتات عليها التنظيم الإرهابى ستكون قد أنفقت سدى وبلا عائد سياسى أو شعبى، وتعنى أخيرًا أن مصر قد حققت انتصارها الحاسم والأعظم.
الكرة الآن فى ملعب الداخل.
وأملنا كبير.
مصر من وراء القصد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة