فى محاولة لتدويل الأزمة التى تشهدها فنزويلا بين المعارضة ونظام الرئيس نيكولاس مادورو، الذى أعلن قبل يوم ترشحه رسمياً لولاية رئاسية جديدة بعد الاتفاق على اجراء انتخابات مبكرة، أقدم 300 معارض فنزويلى ـ بحسب إذاعة "دبليو راديو" الكولومبية ـ على ارسال 500 خطاباً إلى الكونجرس الأمريكى لمطالبة واشنطن بالتدخل العسكرى وعزل مادورو من السلطة.
وطالب الموقعين على الخطابات وفق تقرير للإذاعة الكولومبية واشنطن بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بعدما احتدمت الأزمة الاقتصادية فى البلاد وقادت هامش التضخم لاجتياز حاجز الـ2700% وسط موجة غير مسبوقة من الغلاء وغياب السلع الاساسية والمواد الغذائية والدواء.
مادورو يقود فنزويلا نحو المجهول
وقال ارنستو أكرمان، رئيس منظمة الفنزويليين المستقلين ، وهى أحد المنظمات الغير حكومية إن "الفنزويليين وحدهم لم يعد بإمكانهم إزالة هؤلاء الأشخاص الذين اختطفوا البلاد"، مشيراً فى تصريحات لـ"دبليو راديو" إلى أن الفنزويليين ينتظرون رد الكونجرس الأمريكى بخصوص التدخل لمواجهة ما يعتبرونه بـ"التهديد البارز لنصف الكرة الغربى".
وناشدت الخطابات التى تم توجيهها لواشنطن الإدارة الأمريكية بالتدخل دوليا فى البلاد، وتوفير الغذاء والأدوية وقوة قادرة على الإطاحة بحكومة مادورو.
وكان ترامب هدد من قبل بالتدخل العسكرى، حيث توعد مادورو الذى تفرض عليه الأسرة الدولية عزلة، بالرد "بحمل السلاح" على أى عدوان أمريكى. وتابع : "لدينا خيارات كثيرة لفنزويلا، بما فى ذلك خيار عسكرى ممكن إذا لزم الأمر"، ولم يرد الرئيس الأمريكى بشكل واضح على سؤال عن تفاصيل هذا الإعلان الذى يأتى فى أوج توتر مع كوريا الشمالية".
جانب من المواجهات المتكررة بين الامن والمحتجين فى فنزويلا
ووصف وزير الدفاع الفنزويلى فلاديمير بادرينو تصريحات ترمب حينها بـ"العمل الجنونى"، وقال بادرينو أنه فى حال التعرض "لعدوان فسنكون جميعا فى الصف الأول للدفاع عن مصالح وسيادة فنزويلا وطننا الحبيب".
وقبل يومين ، أعلن مادورو ترشحه رسمياً فى الانتخابات المبكرة المقررة 22 إبريل، قائلاً إلى أنها "لحظة الوطن حتى عام 2025، وتقتضى مننا تعزيز إرث قائدنا هوجو تشافيز نحو الازدهار الاقتصادى"، وذلك رغم تدهور الأوضاع الاقتصادية خلال ولايته الحالية من ارتفاع لمعدلات التضخم لأرقام تاريخية اجتازت حاجز الـ2700% مع نقص حاد فى الغذاء والسلع الأساسية والأدوية وغير ذلك.
وفى استغلال للأزمة الاقتصادية الطاحنة ولضمان تحقيق مشاركة كثيفة فى الانتخابات المرتقبة ، أطلق مادورو فى 2016 برنامج المواد الغذائية المدعومة المخصصة للمناطق الشعبية والذى يستفيد منه 6 ملايين أسرة، بشرط استخراج "بطاقة الوطن"، والتى تشترط بدورها التصويت والمشاركة الانتخابية مقابل الاستفادة من برامج الضمان الاجتماعى، وهو النظام الذى آثار انتقادات واسعة من قبل المعارضة الفنزويلية، حيث تراه استغلالاً واضحاً لمعاناة المواطنين فى ظل النقص الحاد للمواد الغذائية والسلع الأساسية بشكل عام، فضلاً عن موجة الغلاء غير المسبوقة.
موجة الغلاء دفعت كثيرين لأعمال السلب والنهب
وبحسب أرقام رسمية ، ارتفعت معدلات الفقر فى فنزويلا إلى 87% فى البلاد، وفى فنزويلا تسعة من أصل كل عشرة مواطنين لا يأكلون بشكل يومى و60% من المواطنين فقدوا 11 كم من أوزانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة